تسيطر حالة من الثقة الكاملة على لاعبي أتلتيكو مدريد في إمكانية العبور إلى الدور التالي من دوري أبطال أوروبا على حساب ريال مدريد، رغم الخسارة في مباراة ذهاب الدور ثمن النهائي على ملعب سانتياغو بيرنابيو بهدفين لهدف.
اعتبر نجوم الفريق ماركوس يورينتي وخوليان ألفاريز، بالاضافة الى المدير الفني دييغو سيميوني خلال حديثهم مع وسائل الإعلام بعد انتهاء مباراة ليلة أمس أن ملعب ميتروبوليتانو "سلاح" ردع غاية في الصعوبة على خصوم النادي.
ويستعد ميتروبوليتانو لاطلاق صيحاته العنيفة للتأثير على أداء لاعبي ريال مدريد في لقاء العودة يوم الأربعاء المقبل، أو كما قالت صحيفة ماركا في تقريرها "يزمجر" كما في الليالي الكبرى التي تكتسي فيها المدرجات باللون الأحمر.
وحذرت ماركا ريال مدريد من التعرض لسيناريو مماثل لما حدث الموسم الماضي مع إنتر ميلان على ملعب ميتروبوليتانو في نفس المرحلة من البطولة.
وخسر رجال دييغو سيميوني 1-0 في سان سيرو أمام فريق الأفاعي، لكنهم عادوا في الإياب وانتصروا 2-1 ليحجزوا مقعدهم في ربع نهائي دوري الأبطال.
وحتى في طبيعة المواجهة، يتشابه هذا اللقاء مع مواجهة إنتر العام الماضي. حينها، لم يكن كثيرون يرشحون أتلتيكو للتأهل أمام فريق فرض سيطرته المطلقة على الموسم، لكن الروخي بلانكوس قدموا واحدة من أفضل مبارياتهم، مدفوعين بـ70 ألف مشجع متحمس أضفوا أجواءً نارية على ملعب ميتروبوليتانو.
هل يؤثر ميتروبوليتانو في قلب النتيجة؟
أتلتيكو مدريد يتمسك بجماهيره وسحر ملعبه من أجل قلب النتيجة، خاصة بعد أن أضاع فرصة الخروج بنتيجة أفضل في لقاء الذهاب. فبعد تسجيله هدف التعادل 1-1، كان الفريق الأفضل، لكنه لم يستطع تهديد مرمى الخصم بفاعلية.
وتسبب خطأ ساذج في استقبال أتلتيكو لهدف ثان من المغربي براهيم دياز. بل وكاد الأمر أن يكون أسوأ لولا أن كيليان مبابي أخطأ في تمريرة خطيرة في اللحظات الأخيرة، ليتدخل ماركوس يورينتي ويشتت الكرة التي كان من الممكن أن تكون ضربة قاسية لسيميوني ولاعبيه.
مسيرة الاتلتي هذا الموسم تمنحه أسبابًا للإيمان بحظوظه عندما يلعب على أرضه وبين أنصار، إذ إن 7 من نتائجه على ملعب ميتروبوليتانو في دوري الأبطال كانت كفيلة بمنحه التأهل إلى ربع النهائي.
ومن بين 19 مباراة، هناك خمس مواجهات كانت ستمتد إلى الأشواط الإضافية (حيث فاز الفريق بفارق هدف وحيد)، فيما لم تكن سبع مباريات كافية للوصول إلى المرحلة التي بلغها مرتين في آخر ثلاث نسخ من دوري الأبطال، حين أقصى مانشستر يونايتد وإنتر ميلان قبل أن يسقط أمام مانشستر سيتي وبوروسيا دورتموند.
أما فيما يخص العودة في النتيجة خلال المواجهات الأوروبية، فقد احتاج أتلتيكو مدريد إلى تعويض فارق الهدف في ثماني مناسبات خلال دوري الأبطال وكأس الاتحاد الاوروبي عبر تاريخه، ونجح في تحقيق ذلك ست مرات، مقابل إخفاقين فقط (ضد ريال مدريد في 1958-1959، ومانشستر سيتي في 2021-2022).
أما الانتصارات، فقد تحققت أمام كالياري (1970-1971)، دينامو بوخارست (1977-1978)، شالكه (2008-2009)، باير ليفركوزن (2014-2015)، برشلونة (2015-2016)، وإنتر ميلان (2023-2024).
ومهما يكن، سواء تأهل أتلتيكو مدريد أو ريال مدريد، فهناك خصم قوي بانتظارهما في ربع النهائي: آرسنال. الفريق اللندني الذي سحق بي إس في ايندهوفن بنتيجة 7-1 في ذهاب ثمن النهائي ليضع قدمًا في المرحلة القادمة.
لكن قبل التفكير في ذلك، سيكون هناك معركة حامية في ميتروبوليتانو، حيث سيحاول أتلتيكو استغلال قوته على ملعبه لقلب الطاولة، مؤمنًا بجماهيره وتاريخه الأوروبي.