انسحب نادي برشلونة من سباق التعاقد مع اللاعبين المتاحين للانتقال خلال سوق الانتقالات الشتوية القادمة لأسباب قهرية، تتعلق بالأزمة الاقتصادية التي تفاقمت مع نهاية عام 2024.
يكافح النادي الكتالوني لتوفير المبلغ المالي المطلوب لتسجيل لاعب الوسط الجديد داني أولمو في قائمته للنصف الثاني من الموسم الحالي 2025/2024، ما دفعه نحو التفكير في التخلص من بعض الأسماء مثل أندريس كريستنسين خلال الميركاتو الشتوي القادم.
وكانت نهاية العام كارثية لبرشلونة على الصعيد الرياضي وليس الاقتصادي فقط، حيث خسر 16 نقطة في آخر سبع مباريات، وتراجع إلى المركز الثالث في الدوري الإسباني، بعدما حافظ على الصدارة لـ 17 جولة متتالية.
وقالت صحيفة ماركا إن الإدارة الرياضية للنادي بقيادة أندرسون ديكو، والمدير الفني الألماني هانزي فليك يبحثان عن الأسباب والتشخيص، لكنهما لم يجدا الحلول لأن المشاكل حدثت في مباراة تلو الأخرى.
برشلونة خارج يناير
اعتقد جمهور البرسا أن أحد الخيارات لإنقاذ الموسم هو الذهاب إلى السوق بحثاً عن تعزيزات لبعض المراكز التي يعاني بسببها الفريق، مثل الظهيرين والجناح الأيمن بعد إصابة لامين يامال.
وسيتم فتح السوق في الأول من يناير، لكن نادي برشلونة ليس لديه أي نية في المنافسة خلاله على لاعبين جدد لسببين؛ الأول هو فشل النادي في تطبيق معايير اللعب المالي النظيف، وثانياً لأن التخطيط الرياضي لبرسا لم يكن يسير في هذا الاتجاه، خاصة بعد البداية الممتازة التي قدمها الفريق مع المدرب الجديد هانزي فليك واكتشافه لمواهب مثل كاسادو واستعادة الثلاثي المصاب غافي وبيدري غونزاليس وفرينكي دي يونغ.
لكن السبب القهري والعائق الرئيسي هو افتقار النادي للأموال والوفاء بقواعد اللعب النظيف، وهي أكبر مشكلة تواجهها الإدارة الرياضية في كل سوق.
أولمو وباو فيكتور في خطر
في الوقت الحالي، يكثف النادي عمله بشكل أساسي على حل مشكلة تسجيل داني أولمو وباو فيكتور اللذين لم يضمن النادي تسجيلهما في الوقت الحالي.
وظن النادي أنه مع عقد الرعاية الخاص بشركة نايكي الأميركية للملابس والأدوات الرياضية، سيتم حل هذا الوضع وسيعود النادي إلى قاعدة 1:1، لكن الأمور لم تسر كما تمنت الإدارة، ولهذا السبب، اضطروا إلى اللجوء للوسائل القضائية لمحاولة تسجيل هذين اللاعبين.
وإذا لم يكن هناك مجال لتسجيل داني أولمو وباو فيكتور، فسيكون هناك مجال أقل للذهاب إلى السوق لشراء لاعبين جدد، لذلك سيتعين على فليك أن يكون راضيًا عما لديه من لاعبين متاحين، على الرغم من أنه سيتلقى تعزيزين جديدين مع أراوخو وكريستنسن اللذين يعودان إلى الفريق بعد إصابات طويلة حرمتهما من لعب ولو دقيقة واحدة منذ الأشهر الأولى للمنافسة.
كما ينوي برشلونة التمسك بلاعبيه الحاليين ، حيث ترى الإدارة الرياضية - حسب تأكيد صحيفة ماركا- أن الفريق ليس قوياً بما فيه الكفاية للانفصال عن أحد.
والأمر الآخر هو عدم تلقي البرسا لعروض كبير لأحد لاعبيه فوق الحاجة أو البدلاء، لكن لا يبدو ذلك مرجحا حيث لن يخرج إلا أولئك الذين لا يضعهم فليك في حساباته، وقيمة هؤلاء ليست عالية جدًا كي يحقق النادي الربح المأمول، بالتالي إذا غادر شخص ما، فسيكون ذلك حتى تأتي بعض التعزيزات.
ما هي مشكلة عدم التواجد في قاعدة 1:1؟
دون الامتثال للقاعدة المعروفة بـ (1:1) في قواعد اللعب المالي النظيف الخاصة برابطة الأندية الإسبانية، لا يستطيع برشلونة إبرام صفقات جديدة، وفي هذه الحالة، لا يمكن للنادي إعادة استثمار كل الأموال التي سيحصل عليها من عمليات بيع مستقبلي.
ولكن يمكنه القيام بذلك فقط بنصف المبلغ أو حتى أقل من المبلغ الذي يتقاضاه من بيع أحد اللاعبين، وهذه هي مشكلة قاعدة 1:1، التي تحد بشكل كبير من تحركات برشلونة في السوق.
وسيتعين على برشلونة أن يستمر حتى نهاية الموسم بما لديه من اللاعبين، ولا يعتقد هانزي فليك ولا ديكو أن هذه دراما، على الرغم من أنهم منطقيًا يرغبون في تعزيز بعض مراكز الفريق، لأن التشكيلة الحالية أظهرت أنها قادرة على التنافس، وظهر ذلك من خلال الانتصارات الكبيرة التي حققها أمام بايرن ميونيخ وريال مدريد وبوروسيا دورتموند.
يستهدف النادي الآن استعادة أفضل لاعبيه لمستواهم المعهود الذي كانوا عليه في الأسابيع الأولى من الموسم، لإحياء مسيرة الفريق خلال النصف الثاني من الموسم، وبعد انتهاء العطلة الشتوية بمباراة في كأس ملك إسبانيا ثم السفر إلى السعودية للعب بطولة كأس السوبر الإسباني مع بلباو.
