عاد رجل الأعمال القطري الشيخ جاسم بن حمد لمراقبة وضعية مانشستر يونايتد مع تفاقم مشاكل المالك المشارك السير جيم راتكليف منذ وصوله لتولي مسؤولية إدارة عمليات كرة القدم في النادي الإنجليزي العريق.
خسر الشيخ جاسم قبل عدة أشهر فرصة شراء نصيب الأسد في أسهم نادي مانشستر يونايتد، بسبب شروطه غير المناسبة للعائلة المالكة الأميركية "آل غليزر"، ليذهب العطاء على رجل الأعمال البريطاني السير جيم راتكليف الذي قدم العديد من التنازلات لاتمام الصفقة.
لكن بدايات راتكليف مع النادي ليست مُبشرة بالخير حتى الآن، فقد استغنى عن عدد ضخم من الموظفين والإداريين لترشيد النفقات، وكانت القشة التي قصمت ظهر البعير في علاقته مع جمهور اليونايتد، حين قرر فسخ عقد سير أليكس فيرغسون كسفير عالمي للنادي، ثم عدم الإبقاء على نيستلروي في الجهاز الفني الجديد بقيادة روبن أموريم.
وكشفت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، في مقال مطول لها، نُشر اليوم الخميس 12 ديسمبر 2024، عن عودة اهتمام ومراقبة الشيخ القطري لأوضاع مانشستر يونايتد، مؤكدة أن الملياردير البريطاني الذي يدير كرة القدم في النادي يواجه مشاكل متزايدة داخل وخارج الملعب.
وأشارت ديلي ميل إلى أن تغلب راتكليف على جاسم وعرضه القطري لشراء حصة في يونايتد في وقت سابق من هذا العام، لا يعني قدرته على الصمود أمام المتطلبات المتصاعدة لجمهور النادي.
وقدم الشيخ جاسم خمسة عروض لشراء الجزء الأكبر من الأسهم، لكن عائلة غليزر اختاروا عرض الملياردير البريطاني بدلاً من ذلك لتمسكهم في الاستمرار على ملعب أولد ترافورد لسنوات جديدة.
طريقة إينيوس تثير غضب جمهور يونايتد
تتولى شركة إينيوس المملوكة لجيم ارتكليف السيطرة على أولد ترافورد، لكن قراراتها تسببت في جدل كبير، ودفعت الجماهير نحو تنظيم ثورات احتجاجية ضدها.
بدأت علامات الاستفهام تتطال إينيوس وراتكليف حين قررت تسريح 250 موظفًا في النادي، ثم رفع أسعار جميع التذاكر إلى 66 جنيهًا إسترلينيًا كحد أدنى.
وما زاد الطين بلة، كما أوضحنا سابقاً انتهاء مسيرة فيرغسون بشكل نهائي مع النادي مع حلول شهر مايو المقبل، فضلاً عن إقالة دان آشورث بعد خمسة أشهر فقط من لتولي منصب المدير الرياضي.
وأطلق المشجعون احتجاجًا ضد راتكليف قبل الفوز على إيفرتون 4-0 في أولد ترافورد، وتضاعفت الانتقادات الجماهيرية ضده بعد الخسارة من أرسنال في الإمارات ثم نوتنغهام فورست في أولد ترافورد في غضون أسبوع، ليتراجع الشياطين الحمر إلى النصف السفلي من الدوري الإنجليزي الممتاز على الرغم من إقالة إريك تين هاغ الشهر الماضي.
أضافت صحيفة ديلي ميل "جاسم يراقب عن كثب الوضع في يونايتد بعد كل المشاكل المذكورة، ومجموعته غير سعيدة بما يحدث. فبحسب المصادر هناك حزن عميق وندم على ما كان يمكن أن يحدث لو نجح عرضه".
ماذا كان سيقدم الشيخ جاسم لمان يونايتد؟
وضع جاسم خططًا لمشروع ولادة جديدة كبير يسمى "مشروع روبي". كان من شأنه أن يشهد إعلانًا لإزالة جميع الديون العالقة في حسابات مانشستر يونايتد، وشطب النادي من بورصة نيويورك للأوراق المالية في اليوم التالي للاستحواذ.
وكان يخطط جاسم في اليوم الثالث للاستحواذ أن يعلن خطط ممولة بالكامل لملعب جديد.
كما أراد تعيين المزيد من الموظفين بدلاً من فصل العاملين السابقين في النادي، وتخصيص صندوق لفريق السيدات لبناء مركز تدريب جديد، وتوفير حصة من الأسهم للمشجعين.
وكان من المقرر أيضاً دعوة السير أليكس فيرغسون إلى عقد مجلس إستشاري يترأسه لمساعدة الجهاز الفني واللاعبين، وجلب رئيس الدوري الإنجليزي الممتاز السابق ريتشارد سكودامور لإدارة النادي كرئيس.
لكن شركة إينيوس أرجأت اتخاذ القرار بشأن ملعب يونايتد الجديد حتى الصيف المقبل، سواء بتجديد الملعب الحالي أو إعادة بناء ملعب يليق بالجمهور العريق للنادي.
وكان فريق عمل ضخم يضم نجم النادي السابق غاري نيفيل يستعد مع عمدة مانشستر آندي بيرنهام واللورد كو لبدء العمل على تقديم توصيات بشأن المشروع الجديد للملعب، إلا أنهم تعرضوا لصدمة بإيقاف كل شيء من قبل شركة راتكليف صاحبة القرارات المثيرة للجدل في إدارة شؤون كرة القدم.
المجموعة القطرية شعرت بالإهانة والاستغلال من آل غليزر
ختمت ديلي ميل "المصرفي القطري أراد شراء ممتلكات عائلة غليزر في مانشستر يونايتد (بشدة). ولم يسحب جاسم عروضه إلا بعد سلسلة من الإهانات والشعور المتزايد بأنه طُلب منه الدفع بشكل مبالغ فيه للغاية لشراء النادي".
ويقال إن مجموعة قطر تقبلت أنها ارتكبت أخطاء في عرضها، بما في ذلك عدم جعل جاسم أكثر وضوحًا. ذلك جاسم لا يزال مهتمًا بمانشستر يونايتد ولا يتطلع إلى الاستثمار في نادٍ منافس بالدوري الإنجليزي الممتاز إلا فريقه المفضل.
وإذا ظهرت فرصة شراء الشياطين الحمر مرة أخرى، فبحسب الصحف الإنجليزية "من الصعب" ألا يحظى عرض الشيخ القطري جاسم بن حمد باهتمام كبير إذا كان لا يزال يريد اتمام الصفقة.