أطلق كريستيانو رونالدو قناته الرسمية على يوتيوب "Ur Cristiano" في الـ 21 من أغسطس الماضي. ليصل إلى أكثر من 60 مليون مشترك.
نجاح آخر لأسطورة كرة القدم البرتغالي الذي بات يُعتبر الشخصية الأكثر تأثيراً على مستوى العالم، إذ يتابع حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي أكثر من مليار متابع.
كان كل شيء مدروساً بعناية.. أريكة جلدية وطاولة خشبية وميكروفون.. قميصان في الخلفية، واحد أصفر لنادي النصر السعودي والثاني لمنتخب البرتغال بلونه الأحمر.. كرات وأحذية وجوائز مرصوصة في الرفوف مع صور تحكي أمجاد النجم البرتغالي، كما صورتها صحيفة "ليكيب" الفرنسية في تقريرها.
لم يذخر رونالدو جهداً في الاستوديو المخصص لتصوير فيديوهات قناته الجديدة على "يوتيوب".
بعد أكثر من ساعة على إطلاقها في الـ 21 من أغسطس، تخطت القناة حاجز المليون مشترك، ما يعتبر رقماً قياسياً في سرعة الوصول إلى المنصة.
وبعد شهر كامل، وصل عدد المشتركين إلى أكثر من 60 مليون مشترك، الأمر الذي جعلها تحتل المرتبة الـ 32 في قائمة أكثر قنوات "يوتيوب" متابعة، متفوقة على نجوم أمثال تايلور سويفت وإيمينيم.
"لقد كنا نُفكر في هذا المشروع منذ سنوات، فهو يتيح لي أن أكون أقرب إلى جمهوري بعد سنوات عديدة في كرة القدم"، قال نجم النصر السعودي في العرض التقديمي. إنها منصة مثالية لمشاركة جزء من حياتي وعملي وبعض المحتوى الأصلي".
في مقاطع الفيديو الخمسين على الإنترنت، يناقش الفائز بالكرة الذهبية خمس مرات مجموعة واسعة من المواضيع أهمها: شغفه بالرياضة الأميركية والتنس، وكيفية تعامله مع الضغوط، وأسرار نجاح ريال مدريد...
رونالدو يخوض تجربة صناعة محتوى من نوع خاص
”إنه في مرحلة تجربة.. يقوم بتغذية مشتركيه لمعرفة ما يثير اهتمامهم وما لا يثير اهتمامهم"، يقول لويس ماري فالين، خبير التواصل في مرصد الأعمال الرياضية.
كما أنه يلعب بورقة المشاهير مع شريكته جورجينا رودريغيز، التي ظهرت بالفعل في خمسة مقاطع فيديو، وقد شاهد 44 مليون شخص الفيديو المنشور تحت عنوان: "اكتشف كل شيء عن أشهر ثنائي على هذا الكوكب".
إنه ثاني أكثر الفيديوهات مشاهدة، بعد الفيديو الذي ظهر فيه مع أطفاله في حفل استقبال الكأس الذهبية، الذي يُمنح لصناع المحتوى الذين وصلوا إلى حاجز المليون مشترك (50 مليون مشاهدة).
الشخصية الأكثر تأثيراً في العالم
يُعد ”كريستيانو رونالدو“ جزءاً من توجه أميركي بدأ فيه العديد من الرياضيين والرياضيات في صناعة المحتوى.
وقال ويلو وهو "يوتيوبر" فرنسي متخصص في كرة القدم: "بدأ توم برادي نجم كرة القدم الأميركية منذ بضعة أسابيع، وكذلك عدد غير قليل من لاعبي الدوري الأميركي للمحترفين، مثل دانجيلو راسل. إنهم يستخدمونه كامتداد لحساباتهم على إنستغرام".
مع نجاح أقل. تضم قناة برادي التي تم إطلاقها في أغسطس 147,000 مشترك فقط وثلاثة عشر مقطع فيديو. مع وجود أكثر من مليار متابع على شبكات التواصل الاجتماعي الخاصة به (639 مليون متابع على إنستغرام، و170 مليون على فيسبوك، و113 مليون على إكس)، يبقى كريستيانو رونالدو هو أقوى شخصية مؤثرة في العالم.
وواصل لويس ماري فالين حديث لصحيفة "ليكيب" الفرنسية: "من المنطقي أن يرغب رونالدو في مواصلة تطوير صورته.. يفتح موقع YouTube نطاقاً أوسع بكثير من الإمكانيات مقارنةً بالشبكات الفورية.. إذ يكون للفيديوهات عمر أطول ومعالجة المواضيع بعمق أكبر".
المنطقي أن يرغب رونالدو في مواصلة تطوير صورته.. يفتح موقع YouTube نطاقاً أوسع بكثير من الإمكانيات مقارنةً بالشبكات الفورية
لويس ماري فالين -خبير التواصل في مرصد الأعمال الرياضية
"رونالدو يرغب في السيطرة على كل شيء"
والابتعاد عن وسائل الإعلام التقليدية، التي كانت علاقة رونالدو معها صدامية في بعض الأحيان.
في عام 2014، ربح رونالدو قضية انتهاك الخصوصية ضد صحيفة ”كوريو دا مانها“ البرتغالية الشعبية المملوكة لمجموعة "ميدياليفري".
كما أنه لم يتقبل بلطف تطفل صحفي من قناة CMTV، القناة التلفزيونية التابعة للمجموعة نفسها، خلال جولة قام بها المنتخب البرتغالي في ليون الفرنسية خلال يورو 2016، إذ ألقى بالميكروفون في بركة مائية.
"رونالدو لديه الرغبة في السيطرة على نشاطه الرياضي، ولكن أيضاً تخطاه إلى أبعد من ذلك. من خلال قناته في "يوتيوب"، إذ يعرف بالضبط ما يريد أن يقوله. يمكنه أن يطرح الأسئلة التي لم تُطرح عليه ويأخذ الوقت الكافي للإجابة عليها“. بدلاً من الصحفي، كما استعان بخدمات زميله السابق في مانشستر يونايتد ريو فرديناند.
سأله مدافع إنجلترا السابق عن دموعه بعد إهدار ركلة جزاء أمام سلوفينيا في دور الـ16 لمنافسات كأس أوروبا، وطلب منه اختيار أفضل لاعب بالنسبة له في مقارنة بين كريم بنزيمة وكيليان مبابي، ليختار هذا الأخير.
اسمه لوحده يكفي في الوقت الحالي
"كريستيانو أكثر من مجرد رياضي، إنه علامة تجارية. ومثل أي علامة تجارية، لديه استراتيجيات تواصل. وبمجرد انتهاء مسيرته المهنية، سيتعين عليه أن يحافظ على استمرارها وترسيخها لدى الجمهور. وللقيام بذلك، فإن أداة مثل يوتيوب ضرورية"، يؤكد فالين في حديثه لصحيفة "ليكيب".
وفي الوقت الحالي، فإن اسمه يكفي لجذب جمهور كبير. "لكن على المدى المتوسط، سيتعين عليه أن يجد لهجة وزوايا أصلية لضمان تكرار النشر، وخلق مواعيد، وألا يكون مجرد لاعب كرة قدم بقناته، بل صانع محتوى ترفيهي يجعل الناس يرغبون في العودة"، يتابع خبير التواصل.
إن هدف كريستيانو رونالدو وفريق عمله معروف بالفعل: منافسة الأميركي مستر بيست "MrBeast"، صانع المحتوى الأكثر متابعة على المنصة (314 مليون مشترك)، والذي تتجاوز مقاطع الفيديو الخاصة به بانتظام 200 مليون مشاهدة. وقال لاعب النجم البرتغالي مازحاً في نهاية مؤتمر صحفي: "يجب أن أتغلّب عليه".
قبل أن يضيف بكل جدية: "سيستغرق الأمر بعض الوقت، لكن الأهم أولاً وقبل كل شيء. المشجعون سعداء ويشعرون بأنهم قريبون من كريستيانو. سأمنح نفسي عامين للتغلب على مستر بيست".
شريطة ألا يستسلموا على طول الطريق. أطلق ليونيل ميسي قناته على يوتيوب منذ ثلاثة عشر عاماً. ويعود تاريخ آخر فيديو نشره اللاعب الأرجنتيني إلى أكتوبر 2023، وما قبل الأخير إلى عام 2021. ومع وجود 3.6 مليون مشترك للاعب إنتر ميامي، يبدو أن مباراة رونالدو وميسي قد حُسمت بالفعل.
