وجه أحد المدربين المساعدين السابقين في مانشستر يونايتد، بيني ماكارثي، اتهاماً صريحاً إلى المدير الفني الحالي للفريق، إريك تن هاغ، بتعمد إهدار لاعب بحجم كريستيانو رونالدو، بالإضافة إلى افتقار إلى الحماس والعاطفة في إدارته للاعبين، ما ترتب عليه تذبذب المستوى والأداء منذ توليه المسؤولية.
وأكد المهاجم الأول لمنتخب جنوب إفريقيا في كأس العالم 2002، أن المدرب الهولندي أهدر فرصة عظيمة بعدم استخدام النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو بطريقة صحيحة، وتفضيل لاعبين متوسطي المستوى عليه مثل مارسيال وراشفورد.
وادعى ماكارثي أن عدداً من اللاعبين الحاليين في مانشستر يونايتد لا يتدربون بالجّدية الكافية.
وقضى الجنوب إفريقي عامين كمدرب للمهاجمين في مانشستر يونايتد تحت قيادة تن هاغ، قبل أن يغادر في نهاية موسم 2024/2023 بعد إعادة ترتيب طاقم المدرب.
ويواجه مانشستر يونايتد العملاق البرتغالي بورتو في الجولة الثانية من الدوري الأوروبي يوم غد الخميس، بالاضافة إلى أستون فيلا في الدوري الإنجليزي بعد ثلاثة أيام، تحت ضغط كبير بعد بداية سيئة للموسم الثالث لتن هاغ في المسؤولية.
ورغم الانتقادات التي يتعرض لها تن هاغ بسبب الطريقة التي يبدأ بها المباريات، قال ماكارثي إن المدرب الهولندي من ضمن أبرز المدربين من النواحي التكتيكية.
ولكن عندما سئل من قبل مجلة "زيرو زيرو" البرتغالية عن سبب كفاح يونايتد لدخول المنافسة المحلية والقارية، أشار بيني ماكارثي إلى أن افتقاد شخصية تن هاغ للحماسة والعاطفة أحد العوامل في حدوث ذلك.
اللاعبون يريدون الشغف
قال نجم هجوم بورتو وسيلتا فيغو الأسبق، والذي فاز بدوري أبطال أوروبا مع بورتو عام 2004، إن اللاعبين في كرة القدم الحديثة "يريدون رؤية المزيد من الشغف في مدربهم".
أوضح حديثه الذي نقلته صحيفة ديلي تلغراف البريطانية: "إنهم بحاجة إلى الشعور بأن المدرب معهم، وعلى استعداد للقتال من أجلهم. من الناحية التكتيكية؟ أشعر أن إريك في القمة. إنه يفتقر إلى القليل من الحماسة والعاطفة. هذا هو المكان الذي نختلف فيه، هو وأنا".
واصل "أريد أن أكون على مستواه من حيث الإتقان التكتيكي، لكن أعتقد أن أعظم نقاط قوتي في عالم التدريب هي العاطفة التي أخلقها مع اللاعبين، ما يؤدي إلى رؤية اللاعبين يلعبون على مستوى يجمع بين العاطفة والتصميم والرغبة. هكذا تفوز بالمباريات، وخاصة تلك الأكثر تطلباً".
استمر في تفسير أسلوب عمل تن هاغ غير المناسب: "هذا هو الفرق - تلك النار الداخلية التي أشعر بها، وذلك التعطش للنجاح الذي أشعر به. إريك أكثر تحفظًا. إنه يعطي جميع المعلومات للاعبين ثم يتوقع أن ينفذونها بالحرف على أرض الملعب".
كما كشف بيني قائلاً "في بعض الأحيان لم أر في تن هاغ تلك العاطفة التي تحدثت عنها. لديه شخصية مختلفة، وملامح مختلفة. أعتقد أن هذه كانت واحدة من الصعوبات التي يواجهها هذا الفريق".
استهتار في التدريبات
انتقد ماكارثي أيضاً بعض اللاعبين بسبب استهتارهم في التدريب، وتعاملهم بلامبالاة مع التعليمات، مشيداً بالقائد برونو فرنانديز والمدافع ديوغو دالوت، كونهما أكثر اللاعبين تدرباً بجدية بصفة مستمرة، لكنه قال إن آخرين فشلوا في تلبية المعايير التدريبية.
شدد صاحب الـ 46 عاماً "لو كان بعض لاعبي مانشستر يونايتد يتمتعون بما يتمتع به برونو وديوغو، لكان من الأسهل تحقيق نتائج جيدة. يتدرب كلاهما بتركيز لا يصدق، وقد قدما كل ما لديهما، لكن للاسف لم يفعل البعض الآخر الشيء نفسه".
زاد "حتى في المباريات، أظهرت لنا البيانات أن بعض اللاعبين كانوا في ذروة أدائهم والبعض الآخر أقل قليلاً. لم يساعد ذلك الفريق على النجاح".
وقال ماكارثي إنه ناقش تلك المعايير التدريبية السيئة مع الأسطورة البرتغالية كريستيانو رونالدو، الذي ادعى أنه لا يستطيع أن يفهم افتقار اللاعبين للرغبة.
ماذا دار بين ماكارثي ورونالدو؟
أوضح المدرب الجنوب إفريقي "تحدثت مع رونالدو عن سبورتينغ لشبونة وبورتو وتفاصيل التدريب، وتحدثنا عن عقلية تلك الفرق مقارنة بما شاهده في تدريبات يونايتد".
واصل "تحدثنا أيضاً عن الطريقة التي تدرب بها بعض لاعبينا...وقال لي إن شعوره كان أفضل حين كان يلعب مع سبورتينغ لشبونة، فلا يمكنه تصور وجود لاعبين بهذه العقلية مع أحد أكبر الأندية في العالم. رونالدو لم يكن يفهم كيف لا يرغبون في المزيد".
اعترف أيضاً: "أخبرت رونالدو أن الأمر كان نفسه في بورتو... الجميع يتدرب بأقصى حد. ثم كنا هناك في مانشستر يونايتد، وهو نادٍ نخبوي، ومستوى التدريب أعلى، مع ذلك لم نتمكن من فهم ما يحدث. كنت حزينًا جدًا بشأن ما يمر به كريستيانو ورحيله".
"لكن كما قلت؛ لم أكن المدرب الرئيسي وصاحب القرار. فلا يمكنني أن أكون الشخص الذي يتخذ قرار التغيير. كان عليّ أن أتبع رغبات إريك تن هاغ".
كيف أضاع تن هاغ موهبة رونالدو الثمينة؟
قدم ماكارثي نظرة ثاقبة حول انهيار علاقة تين هاغ مع رونالدو وكفاح الهولندي لإدارة الهداف التاريخي لمنتخبات كرة القدم.
وعندما سُئل عما إذا كان الانفصال أمرًا لا مفر منه، قال ماكارثي: "نعم، كان أمرًا لا مفر منه. في النهاية ترك النادي واختار النصر السعودي".
أضاف "إنه يثبت للجميع أنه لا يزال بإمكانه تسجيل الأهداف. إذا عملنا كفريق واحد ثم سمحنا لكريستيانو بالقيام بما يحتاج إلى القيام به في منصبه كمهاجم رئيسي، لأنه الأفضل في العالم في ذلك، فكان ذلك سيكون مثالياً لنا".
"أعتقد أن مانشستر يونايتد أهدر فرصة عظيمة لاستخدام كريستيانو بالطريقة المثلى. لكنني لم أكن المدرب الرئيسي ولا يمكنني أن أكون الشخص الذي يتخذ هذه القرارات".
"لم يكن الأمر سهلاً لأن كريستيانو شخصية كبيرة. لديه شخصيته الفريدة ونضجه الخاص، ويريد مدرباً يفهمه أيضًا. في مرحلة معينة، صحيح، بدأت الأمور لا تسير على ما يرام بينهما".
ما سبب رحيل رونالدو عن مان يونايتد؟
كشف ماكارثي عن أسباب رحيل رونالدو قائلاً "كان لدى إريك تن هاغ فلسفته وأفكاره ولم يكن يرى كريستيانو جزءًا منها. وهنا بدأت المشاكل".
استمر "لم يكن كريستيانو سعيدًا عندما لم يكن يلعب لأنه يبذل كل ما في وسعه في التدريبات. إنه يتدرب كما لم أر أحدًا يتدرب من قبل. إنه لاعب من النخبة في كل شيء، حتى في سلوكه".
أشار ماكارثي إلى التزام رونالدو وروحه العالية قائلاً "كان يصل إلى التدريب مبكرًا جدًا، ربما قبل ساعتين من وصول الجميع. كان الرياضي الأكثر إثارة للإعجاب الذي قابلته في حياتي. ليس كل الرياضيين لديهم ما يلزم ليكونوا مثله. لسوء الحظ، كانت فلسفة المدرب مختلفة عما اعتقده رونالدو".
أكمل حديثه "أراد تين هاغ مهاجمًا يمكنه الضغط في المقدمة. وكان كريستيانو يعتقد أن هذا العمل يجب أن يقوم به الفريق ككل. وليس أن يقوم به بمفرده في بعض المناطق، كان أفضل شيء يجب فعله هو منحه الكرة وتركه يفعل ما يريده".
ختم "لقد رأى كريستيانو أن تين هاغ اختار الثنائي أنتوني مارسيال وماركوس راشفورد في مركز المهاجم الصريح، ولم يكن سعيدًا لأنه شعر بأنه متفوق عليهم جميعًا. لقد رأى المدرب الأمور بشكل مختلف".