غادر المهاجم الفرنسي كيليان مبابي العاصمة الإسبانية مدريد اليوم الاثنين من أجل الانضمام لمعسكر المنتخب الفرنسي هذا الأسبوع، تحضيراً لأول جولتين في دوري الأمم الأوروبية موسم 2024-2025.
عاد مبابي إلى باريس بعد شهر تقريباً من وصوله إلى ريال مدريد قادماً من سان جيرمان بالمجان، وكانت بدايته مع النادي الملكي مثالية للغاية، فقد ساهم في التتويج بكأس السوبر الأوروبي، وسجل ثلاثة أهداف، من بينهم هدفين بعد 4 مباريات كأساسي في الدوري المحلي.
والآن سيكون مبابي قادراً على قيادة هجوم منتخب فرنسا دون ضغوط نفسية، فقد حرر نفسه منها ليلة أمس الأحد بثنائية في شباك ريال بيتيس لينهي صيامه التهديفي في الليغا.
وقال راديو مونت كارلو الفرنسي "حظي مبابي بنهاية جميلة لأول شهر له كلاعب في ريال مدريد عندما سجل أمام ريال بيتيس مرتين. بدأ مع الفريق بشكل مبشر بتحقيق كأس السوبر الأوروبي لكن بين هدفه أمام أتالانتا وثنائيته في بيتيس عاش بعض الصعوبات، فلا يزال الفريق في طور التقدم".
في 7 أغسطس الماضي، وصل مبابي إلى مركز تدريب مدريد بعد حصوله على عطلة قصيرة مدتها أسبوع بعد توديعه مع منتخب فرنسا من نصف نهائي كأس أوروبا يورو 2024 أمام منتخب إسبانيا.
واكتشف مبابي مقر تدريبات ريال مدريد "فالديبيباس" سريعاً، وتعرف على زملائه فور عودتهم من جولة النادي في الولايات المتحدة الأميركية.
وقبل السفر إلى وارسو في بولندا للعب كأس السوبر الأوروبي كان علي أهبة الاستعداد لقيادة خط هجوم الريال، لتبدأ قصة الحب بشكل مثالي بهدف في شباك أتالانتا.
احتفل مبابي بأول مشاركة له بشكل مثالي، هدف وتتويج أوروبي هو الأول من نوعه في مشواره الكروي حيث فشل قبل 4 سنوات في إهداء باريس سان جيرمان للقب دوري أبطال أوروبا بالخسارة من بايرن ميونيخ في نهائي البطولة الذي استضافته البرتغال صيف عام 2020.
واتفقت الصحف الفرنسية في بداية مبابي مع النادي الملكي على أن "كل شيء يحدث بسرعة كبيرة في ريال مدريد".
لكن دخل الشك قليلاً إلى عشاق الفريق، فبعد أيام قليلة من فرحة كأس السوبر، تعادل ريال مدريد في جزيرة مايوركا (1-1).
علق راديو مونت كارلو قائلاً "من خلال قراءة الصحافة المحلية، يمكن للمرء أن يعتقد أن ريال مدريد في أزمة فقط لأنه تعادل في حضور هذا الكم من النجوم".
هل يواصل مبابي وفينيسيوس جونيور معاً؟
استمرت الصحف الإسبانية في الاعتقاد أن ريال مدريد في أزمة بسبب عدم تسجيل كيليان مبابي لثلاث مباريات متتالية أمام أندية من المفترض أنها متواضعة ولا تقارن في القوة والتاريخ مع ريال مدريد مثل بلد الوليد ولاس بالماس.
أضافت مونت كارلو "لا شك أن أول 3 مباريات لكيليان مبابي كانت الأكثر تعقيداً في مسيرته، فهذه هي المرة الأولى التي لا يستطيع فيها الفرنسي افتتاح سجله التهديفي خلال الجولات الأولى منذ أن ظهر في الدوري الفرنسي، كيف لا وهو الذي سجل 17 هدفاً في الجولات الافتتاحية مع موناكو وباريس سان جيرمان، أكثر من أي شخص آخر في البطولات الخمس الكبرى".
اعترف كيليان مبابي لاحقًا: "ثلاث مباريات دون تسجيل أي أهداف ليس كثيرًا بشكل عام، لكنه كان كثيرًا بالنسبة لي".
وبعيدًا عن الباريسي السابق، فإن فريق كارلو أنشيلوتي بأكمله هو الذي يواجه صعوبة في التعبير عن نفسه، حيث توجد مساحات كثيرة جدًا في الدفاع، مع تراجع الإبداع في الوسط باستثناء تمريرة فيدي فالفيردي بالكعب التي وضعت مبابي في مواجهة حارس بيتيس ليسجل أول أهدافه في الليغا.
كما أن مهاجمو الفريق يفتقرون إلى الانتشار الصحيح، لينشأ نقاشاً في وسائل الإعلام في مدريد، عن مدى قدرة فينيسيوس جونيور وكيليان مبابي على اللعب معًا، حيث يحب مبابي اللعب كجناح أيسر مهاجم وهو نفس المركز المفضل لفينيسيوس جونيور.
لكن بعيدًا عن البرنابيو، في التدريبات، بحث اللاعبان عن بعضهما البعض منذ الأيام الأولى، بوجود تواصل دائم خلال المباريات وفي تبادل المراكز والمهام.
مبابي يندمج بسرعة
يندمج كيليان مبابي بسرعة، ويبتسم ويتمتع بحياة "أكثر هدوءًا" مقارنة بفرنسا. مثل بقية أعضاء الفريق الملكي، ويلتزم بالاختبارات البدنية التي يطلبها المدرب البدني أنطونيو بينتوس حسب كافة الصور التي تظهر في الموقع الرسمي لريال مدريد.
وينتظر مبابي موسماً طويلاً للغاية ربما أكثر من 70 مباراة، لذا فإن الاستعدادات صعبة أيضاً مع اقتراب انطلاق منافسات دوري أبطال أوروبا الذي سيخوض فيه النادي الملكي 8 مباريات خلال دوري موحد.
وحقق ريال فوزين على بلد الوليد وريال بيتيس وتعادلين مع مايوركا ولاس بالماس، ويتأخر بفارق أربع نقاط عن برشلونة، لكن في النادي لا يوجد ذلك الذعر المتوقع، وتوجد لدى كارلو أنشيلوتي قناعة بأنه قادر على إيجاد الحلول بسرعة، وأكد في عدة خرجات إعلامية اقتناعه التام بأن ثنائي فينيسيوس ومبابي سيعملان.
وقال أنشيلوتي بعد مباراة بيتيس "لقد اتخذنا خطوة إلى الأمام في الاتجاه الصحيح. نغادر للاستراحة الدولية بمشاعر طيبة. صحيح لم نصل بعد إلى أفضل مستوياتنا، لكن ذلك سيأتي شيئًا فشيئًا. فينيسيوس كان كريماً مع مبابي وترك له ركلة الجزاء، لديهما علاقة جيدة".
بعد العودة من فترة التوقف الدولي، ستبدأ الأمور بشكل جدي بالنسبة لريال مدريد. في 14 سبتمبر، سيقوم المرينجي برحلة محفوفة بالمخاطر إلى ريال سوسيداد.
بعد أيام قليلة من رحلة سان سيباستيان، سيكون أول ظهور لكيليان مبابي بالقميص الأبيض في دوري أبطال أوروبا، ضد شتوتغارت الألماني.
