يحتفل سيرخيو راموس، قائد ريال مدريد والمنتخب الإسباني بعيد ميلاده الـ35، الثلاثاء، مواصلاً مسيرته الكروية الناجحة بألوان النادي الملكي ومنتخب "لاروخا".
وحصد قائد النادي الملكي 22 لقباً رفقة ريال مدريد في 16 موسماً من الولاء للقلعة البيضاء، أبرزها ثلاثة ألقاب متتالية في مسابقة دوري أبطال أوروبا، وهو إنجاز لم يسبق لأحد تحقيقه في العهد الجديد للمسابقة الأوروبية الخالدة.
ويعتبر النجم الأندلسي أحد أفضل المدافعين في تاريخ إسبانيا وكرة القدم العالمية، وذلك بمسيرة عامرة بالألقاب والمحطات المتميزة، نرصد الأشهر منها في التقرير التالي:
المُدافع الأغلى في تاريخ إسبانيا
نشأ قائد المنتخب الإسباني الحالي في إشبيلية، التي دافع عن ألوان فريقها في بداياته، قبل أن يقوده تألقه إلى كبير أندية أوروبا وإسبانيا ريال مدريد، وأصبح في سن 19 أغلى مدافع إسباني في التاريخ، بعدما دفع النادي الملكي قيمة 27 مليون يورو، للتعاقد مع الفتى الأندلسي صيف 2005.
هاجس "العاشرة"
حل الشاب الإسباني سيرخيو راموس بنادي ريال مدريد وهو يعلم جيداً ثقل المُهمة والمرحلة التي دخلها، خاصة أن النادي الملكي كان يبحث حينها عن لقب دوري أبطال أوروبا الغائب عن خزانته. وكان هاجس الكأس "العاشرة" أو ما يُطلق عليه في إسبانيا "لاديسيما" يطغى على مُحيط النادي.
وجاء تعاقد النادي الملكي مع الفتى الإسباني في إطار بحثه عن خليفة لقائده "التاريخي" فيرناندو هييرو، ما جعل سيرخيو راموس يحمل على كاهله عبئاً ثقيلاً.
ضربة الجزاء "الشهيرة" أمام البايرن
تعاقب كبار المُدربين على تدريب نادي ريال مدريد دون تحقيق حُلم الكأس "العاشرة" التي أصبحت هاجساً كبيراً في العاصمة الإسبانية. وبوصول المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو تغيرت الأوضاع في النادي وبالنسبة لراموس، الذي بدأ مع "السبيشال وان" في مركز الظهير الأيمن، وانتهى به المطاف ليعود إلى مركزه الأصلي كمدافع أوسط، ثم يبدأ كتابة التاريخ بقميص الملكي.
تحت قيادة المدرب البرتغالي مورينيو، عاد نادي ريال مدريد لتخطي ثاني الأدوار (ثمن النهائي)، ووصل لمربع الكبار في ثلاثة مواسم متتالية. لكنه كان يخرج في كل مرة بسيناريو "هيتشكوكي" مختلف.
في عام 2012، قدم النادي الملكي موسماً "تاريخياً" بكل ما تحمله الكلمة من معنى، محققاً لقب الدوري الإسباني "الليغا"، ووصل إلى نصف نهائي دوري الأبطال ليخرج بضربات الترجيح أمام بايرن ميونيخ. في الليلة التي أهدر فيها راموس أشهر ضربة جزاء في تاريخه، بعدما قرر أن يرسل الكرة عالياً بعيداً عن مرمى الحارس الألماني نويير، لتطاله موجة سُخرية كبيرة وعارمة، ويقتل حلم الأبطال من جديد.
في تلك الليلة بالذات يقول راموس، إنه قرر أن يواصل تسديد ضربات الجزاء بل وبطريقة "بانينكا" الشهيرة.
وبعدها بعام كامل، كان النادي الملكي على موعد جديد مع نصف النهائي أمام فريق ألماني آخر، بوروسيا دورتموند، لكن "الريمونتادا" لم تكتمل وودع ريال مدريد الأبطال في آخر موسم للبرتغالي مورينيو. حينها ذرف راموس الدموع بحرقة في مشهد تداولته وسائل الإعلام كثيراً، ولم يكن يعلم الجميع أن تلك الدموع ستكون بداية أجمل حكاية.
"رجل العاشرة".. وصانع الأمجاد
بعد دموع ليلة بوروسيا دورتموند "الحزينة"، بدأت الرحلة "الجميلة" للفتى الأندلسي سيرخيو راموس. وأعطته الحياة فرصة جديدة للانتقام بعدما أسقط بأهدافه الرأسية "الشهيرة" الفريق البافاري، بايرن ميونيخ، على أرضه وأمام جماهيره وفي المحطة نفسها، محطة نصف النهائي.
حينها كان الفريق الألماني يتوعد نظيره الملكي بحرق الأشجار في ملعبه "أليانز أرينا"، لكن راموس قاد الفريق الإسباني لتخطي العقبة الألمانية، والانتقام من ليلة "ضربة الجزاء البائسة عام 2012".
ولا يختلف اثنان على أن الدقيقة 92 و24 ثانية، ستظل خالدة في تاريخ نادي ريال مدريد، إذ لا يمكن لعاشق للميرينغي أن ينسى تلك اللحظة التي ارتقى فيها "القائد" راموس فوق الجميع في نهائي العاصمة البرتغالية لشبونة عام 2014، ليعيد الحياة للنادي الملكي، الذي كان استسلم لقساوة قدره أمام جاره أتلتيكو مدريد.
وقادت رأسية راموس النادي الملكي لإنهاء لعنة الكأس العاشرة، التي تمردت عليه لمدة 12 عاماً، ليفتح صفحة جديدة في تاريخ ريال مدريد الجديد.
أشهر قائد في تاريخ الريال
وبعد تلك الليلة الخالدة، حمل سيرخيو راموس على عاتقه المهمة الغالية لإعادة الملك إلى عرشه، وبعد سنة بيضاء غادر القائد كاسياس وسلم شارة القيادة للفتى الأندلسي، لتبدأ رحلة القائد الذي احتل القارة العجوز، وقاد ريال مدريد لتحقيق ثلاثة ألقاب متتالية في مسابقة دوري أبطال أوروبا، الأمر الذي لم يحدث في العهد الجديد للمسابقة الأوروبية، إذ أصبح راموس مرشحاً ليكون أشهر قائد في تاريخ القلعة البيضاء.
بطل العالم وأوروبا رفقة المنتخب
ودولياً، يعتبر سيرخيو راموس أحد أبرز نجوم المنتخب الإسباني. كتب التاريخ بحروف من ذهب، بتحقيق 3 بطولات كبرى، في إنجاز فشل أي منتخب أوروبي في تحقيقه.
وفاز الفتى الأندلسي رفقة المنتخب الإسباني بكأس أوروبا عام 2008، بقيادة المدرب الراحل لويس أراغونيس، قبل أن ينجح في الفوز بلقب كأس العالم الوحيدة في تاريخ منتخب "لاروخا" عام 2010، في جنوب إفريقيا تحت إشراف فيسنتي ديل بوسكي، وعاد بعدها بعامين للحفاظ على لقبه بطلاً لأوروبا رفقة المنتخب الإسباني (يورو 2012).
ولعب قائد المنتخب الإسباني 179 مباراة رفقة المنتخب الإسباني، ليكون بذلك أكثر اللاعبين حملاً لقميص "لاروخا" في التاريخ. وسجل راموس خلال مسيرته مع المنتخب أكثر من عشرين هدفاً.