عادت الحياة مجددا إلى ملاعب كرة القدم، وكانت إسبانيا كغيرها من الدول التي رفعت الحظر عن منافسات الساحرة المستديرة، تمهيداً لعودة الحياة إلى طبيعتها في ظل كل ما خلفه فيروس كورونا. أبرز العائدين، كان مدرب ريال مدريد زين الدين زيدان، الذي خاض مع النادي الملكي مباراته الرقم 200 في مسيرته كمدرب، وكانت أمام إيبار والتي فاز بها بها الميرنغي بثلاثية مقابل هدف على ملعب ألفريدو دي ستيفانو في العاصمة الإسبانية مدريد.
بداية بثوب رجل اطفاء
لم تكن بداية سنة 2016 مثالية لريال مدريد، الذي لم يحقق النتائج المنتظرة تحت قيادة المدرب الإسباني رافائييل بينيتيز، ما جعله مرغما على مغادرة الميرنغي من الباب الخلفي. واتجهت بوصلة إدارة النادي الأبيض بشكل مباشر إلى زين الدين زيدان، الذي اكتسب صفة المدرب الرئيس لريال مدريد، بعدما شغل وظائف عدة سابقة في النادي، وكانت أقصى آماني الـ"مدريديستا" حينها، تحقيق لقب ما على الأقل في نهاية ذلك العام.
المدرب النجم
بداية زيدان كمدرب لريال مدريد، كانت بالسرعة الخامسة، إذ فاز في أول مباراة له على حساب ديبورتيفو لاكورونا بخماسية نظيفة. وبعدها، بدأت رحلة زيدان الذي وصفه الجميع بالمدرب "النجم" بعدما فرض شخصيته على الفريق، وتمكن من إدارة واحدة من أصعب غرف تغيير الملابس لنادي رياضي في العالم.
مهندس الثلاثية الأوروبية التاريخية
تولي زيدان لدفة القيادة في ريال مدريد، كانت نقطة تحول جوهري في تاريخ النادي الذي تمكن من التتويج بثلاث نسخ متتالية لدوري أبطال أوروبا تحت قيادة "زيزو" في مواسم 2015-2016 في ميلان الإيطالية و 2016-2017 بكارديف في ويلز، وآخرها كان موسم 2017-2018 في مدينة كييف الأوكرانية. كما سبق له التتويج بها مساعدا للمدرب الإيطالي المخضرم كارلو أنشيلوتي عام 2014 في لشبونة بالبرتغال، وحملها كلاعب بقميص الريال أيضا عام 2002 في مدينة غلاسكو بأسكتلندا.
استراحة محارب
بعد التتويج بدوري أبطال أوروبا في كييف عام 2018، رحل الهداف التاريخي للنادي المهاجم البرتغالي كريستيانو رونالدو إلى نادي يوفنتوس الإيطالي، كما قرر زيدان أخذ استراحة مؤكدا نهاية مغامرته مع الميرنغي، ومشددا في الوقت ذاته على أن النادي يحتاج إلى نفس جديد لمواصلة حصد الألقاب، وقبل مغادرته أطلق زيدان إشارة على احتمال عودته مستقبلا لفريق حياته.
عودة لتصحيح المسار
مغادرة زيدان، جعلت رئيس النادي فلورونتينو بيريز يهرول باحثا عن مدرب بإمكانه حمل تركة "زيزو" الثقيلة. ووقع الاختيار على مدرب المنتخب الإسباني حينها يويليان لوبيتيغي، الذي تم الاستغناء عنه من تدريب منتخب "لاروخا"، بعد انتشار خبر تعاقده مع الريال قبل انطلاق مونديال روسيا.
ولم تكن مهمة لوبيتيغي سهلة ولم يعمر طويلا قبل أن يغادر أسوار سانتياغو بيرنابيو، وتم تعويضه باللاعب السابق للملكي سانتياغو سولاري الذي عرف نفس مصير سلفه. وجاءت اللحظة الفارقة التي تم الإعلان فيها عن عودة زيدان لمنصبه في مساعي تصحيح مسار القطار الأبيض الذي حاد عن سكته.
10 ألقاب في 200 مباراة
بعد استراحة دامت حوالي 9 أشهر، عاد زيدان لترميم ما يمكن ترميمه والتحضير للموسم الحالي. وكما جرت العادة، فإن حامل كأس العالم مع المنتخب الفرنسي، عرف كيفية بناء فريق تنافسي. ومع بداية العام الحالي 2020، تمكن زيدان من قيادة الريال للتتويج بكأس السوبر الإسبانية في المملكة العربية السعودية، وعلى حساب الغريم التقليدي والفريق الجار أتلتيكو مدريد. وكان هذا اللقب العاشر لزيدان كمدرب وهو الذي يملك 3 بطولات دوري أبطال أوروبا، وكأسي عالم للأندية وكأسي سوبر إسباني وكأسي سوبر أوروبي، وبطولة ليغا توج بها موسم موسم 2016-2017. وتعتبر مسابقة كأس الملك الوحيدة التي لم يتوج بها لحد الآن.
لقب في كل 20 مباراة
مباراة إيبار كانت الرقم 200 لزيدان كمدرب رئيس لريال مدريد. ومع تتويجه بـ10 ألقاب، فإن الإحصائيات تؤكد أنه قادر على تحقيق لقب كل 20 مباراة. وهو ما يؤكد قيمة زيدان الذي حقق المجد لاعباً، ومدرباً مع أفضل فريق في القرن العشرين بحسب الإتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا".
قيادة مشروع المستقبل
في ظل تقدم غالبية نجوم ريال مدريد في السن، فإن ريال مدريد بدأ يفكر في التحضير لتشكيلة أخرى تحمل المشعل وتكون لها نفس الرغبة في غزو ملاعب أوروبا، حيث تم التعاقد مع الكثير من اللاعبين الصغار في السن ومازالت المساعي قائمة لاستقطاب المزيد من النجوم الشبان ويأمل بيريز أن يكون زيدان قائدا لمشروع المستقبل في ظل إشرافه على كل الصفقات في الآونة الأخيرة.
فيرغيسون بنسخة مدريدية
عدد الألقاب التي تمكن ريال من الفوز بها في عهد زيدان، والاتجاه إلى تغيير جلد النادي تحسبا لمرحلة ما بعد تشكيلة الثلاثية الأوروبية التاريخية، مع رغبة الإدارة في تواجد زيدان قائدا لها، كلها معطيات تشير إلى إمكان تكرار تجربة السير أليكس فيرغيسون مع مانشستر يونايتد، ولكن هذه المرة بنسخة مدريدية باللون الأبيض.





