قائد منتخب لبنان حسن معتوق يعتزل دولياً بعد مواجهة بنغلادش

حسن معتوق قائد منتخب لبنان خلال مواجهة الصين في كأس آسيا - 17 يناير 2024 - REUTERS
حسن معتوق قائد منتخب لبنان خلال مواجهة الصين في كأس آسيا - 17 يناير 2024 - REUTERS
بيروت-أ ف ب

قرر حسن معتوق، قائد منتخب لبنان، اعتزال اللعب الدولي بعد مواجهة بنغلادش في تصفيات كأس العالم 2026 اليوم الثلاثاء، مسدلاً الستار على مسيرة قاربت العقدين، سطع خلالهما نجم لاعب موهوب وخلوق في الملعب وخارجه.

يُعد معتوق أحد أفضل ما أنجبت كرة القدم اللبنانية في آخر ربع قرن، إلى جانب رضا عنتر ويوسف محمد. هو مهاري من الطراز الرفيع، قائد خجول ومحترف محنك.

بدأ مشواره في ألمانيا التي وصلها عام 1989 بعمر السنتين، حيث انضم إلى نادي روت فايس-إيسن ولفت أنظار نادي شالكه المعروف بأكاديميته المميزة.

كان الطفل حسن قريباً جداً من ارتداء القميص الأزرق، لكن الوالد فشل في استصدار أوراق الإقامة، لتقرر العائلة العودة الى أرض الوطن مطلع الألفية إثر مداهمة الشرطة منزلها. قرار أفقده البقاء في "جنة أوروبا" حيث الاهتمام بالمواهب أوسع.

الظروف قادته إلى لبنان

وقال معتوق لوكالة فرانس برس: "قادتني الظروف لكي أبرز موهبتي في لبنان بدلاً من ألمانيا وأمثل المنتخب الوطني طيلة هذه السنوات. تدخل القدر ولا أدري كيف كان سيكون وضعي لو استمريت في ألمانيا، إلا أنني راض جداً عن مسيرتي".

حسن معتوق لاعب منتخب لبنان خلال مواجهة سوريا في بطولة غرب آسيا - 16 يونيو 2007
حسن معتوق لاعب منتخب لبنان خلال مواجهة سوريا في بطولة غرب آسيا - 16 يونيو 2007 - REUTERS

انضم إلى تدريبات نادي الحكمة دون التوقيع على كشوفاته، بسبب قانون التوقيع الأبدي المعتمد في الأندية اللبنانية، ثم قادته الظروف إلى التوقيع مع العهد مقابل ألفي دولار أميركي، من أجل مساعدة والده في إصلاح حافلة نقل ركاب صغيرة كان يعمل عليها.

انطلقت مسيرته فعلياً في 2005، وكانت إحدى أهم مبارياته ضد نادي شباب الحسين الأردني عندما دخل بديلاً وقاد فريقه إلى الفوز 4-2 بتسجيله هدفين على ملعب بيروت البلدي، وحينها كان عرابه جمال الحاج مدرباً مساعداً للأرميني تسوريك بارسخيان.

واصل تألقه بالقميص الأصفر وقاده في 2008 إلى أول ألقابه في الدوري، مكرراً ذلك في 2010 و2011.

مثلت التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى مونديال البرازيل 2014، نقطة تحول في مسيرته، إذ شهدت ما سُمي حينها "انتفاضة الكرة اللبنانية"، حيث كان معتوق المساهم الأول فيها بأهدافه وتمريراته لا سيما في مواجهة الإمارات (3-1) في بيروت.

الاحتراف في الإمارات

فُتح باب الاحتراف أمام "ميسي لبنان"، والتحق بعجمان الإماراتي "الاحتراف هو أهم مرحلة في حياتي، حيث كان منعطفاً مصيرياً وعلى كافة المستويات.. تطور مستواي وباتت عقليتي أكثر احترافية والحياة العائلية كذلك مادياً ومعنوياً".

استمر معتوق مع عجمان لموسم واحد خاض معه 21 مباراة مسجلاً 6 أهداف، ثم انتقل الى الشعب لموسم وحيد أيضاً سجل خلاله 4 أهداف في 25 مباراة، قبل أن يلمع نجمه أكثر مع الفجيرة حيث لعب 4 مواسم وترك الفريق برقم قياسي كأفضل الهدافين بتاريخه (56).

ساهمت الظروف الخاصة بعودته إلى لبنان من بوابة النجمة صاحب الشعبية الجارفة، ولا سيما أنه ابن بيت يشجع النادي النبيذي، إلا أن مسيرته استمرت موسمين فقط بين 2017 و2019 من دون تحقيق أي لقب وسجل 35 هدفاً في 52 مباراة في كل المسابقات.

بعد خروجه من النجمة، اتجه الى الغريم التقليدي الأنصار بصفقة قياسية وتوج معه بثلاثية الدوري والكأس والسوبر في 2021: "في كل محطة من مسيرتي لم أجد إلا الاحترام والتقدير من الجمهور وهذا ما أنا عليه حالياً مع الأنصار".

من قائد إلى "مشجع أول"

على الصعيد الدولي، بدأ معتوق مسيرته مع "منتخب الأرز" في مباراة ودية ضد السعودية مطلع 2006، وارتدى شارة قيادة المنتخب في 58 مباراة قياسية، أولها أمام مقدونيا عام 2015. كما قاد المنتخب في آخر مشاركتين له في كأس آسيا 2019 في الإمارات ومطلع 2024 في قطر.

حسن معتوق في مباراة لبنان أمام أستراليا في تصفيات كأس العالم 2026
حسن معتوق في مباراة لبنان أمام أستراليا في تصفيات كأس العالم 2026 - LebanonFA/x

رأى أن تصفيات مونديال 2014 كانت إحدى أهم المحطات في مسيرته مع المنتخب "كنا قريبين من تحقيق حلم المونديال بعدما حققنا نتائج مهمة، حيث أهدرنا الفرصة بخسارتين أمام قطر".

أردف قائلاً: "إنما لنكن واقعيين، ما زلنا بعيدين كل البعد عن التأهل إلى المونديال. لم تجر الأمور بشكل طبيعي بعدها ولا سيما في السنوات الأخيرة حيث انهارت الأوضاع الاقتصادية والأمنية في البلاد، وبعد جائحة كورونا تأثرت اللعبة سلباً على نحو أكبر وإلى اليوم لم نستطع الخروج من هذه الحالة".

تابع: "من الطبيعي ألا نحقق النتائج أو أن يكون وضع اللعبة متدهور إلى هذا النحو، بسبب انعكاس حالة البلاد الرديئة على اللعبة التي تحتاج للكثير من الاهتمام والتطوير والجماهيرية والمال وكل هذا مفقود".

بعد المشوار المخيب للبنان واخفاقه مرة جديدة بالتأهل لكأس العالم للمرة الأولى بتاريخه، رغم رفع عدد المشاركين إلى 48، إلا ان معتوق يودع المنتخب برأس مرفوعة، بعد خوضه حتى الآن 122 مباراة دولية سجل فيها 23 هدفاً قياسياً "سأصبح المشجع الاول للمنتخب، وآمل ان يكمل اللاعبون الحاليون والجيل الجديد الطريق للعودة إلى تحقيق النتائج البارزة".

تصنيفات

قصص قد تهمك