بنهاية الجولة الأخيرة من الدوري الألماني في الموسم الماضي في 27 مايو، وقف المدرب إدين ترزيتش يبكي بعد خسارة اللقب في الجولة الأخيرة بفارق الأهداف لصالح بايرن ميونيخ بعد الاكتفاء بالتعادل مع ماينتز، لكن بعد عام سيقود فريق بوروسيا دورتموند في نهائي دوري أبطال أوروبا أمام ريال مدريد.
ولدى ترزيتش علاقة استثنائية مع دورتموند، فقد ولد في المدينة، وشاهد تتويج الفريق بلقبه الوحيد في دوري الأبطال على حساب يوفنتوس في 1997.
وبعد بلوغ النهائي الموسم الحالي، انتشرت صورة للمدرب البالغ عمره 41 عاماً، وهو يحتفل بتتويج دورتموند بلقب الدوري لآخر مرة في 2012 في مدرجات ملعب سيغنال إيدونا بارك.
في تصريحات لموقع الاتحاد الأوروبي للكرة، قال ترزيتش: "تربط المدينة والنادي علاقة وثيقة. إذا سألت أي شخص عن الألوان المرتبطة بالمدينة، فالإجابة هي باللونين الأصفر والأسود. إنه نوع من المعاملة بالمثل. النادي يمثل المدينة، المدينة تمثل النادي، وهذا ما يجعلهما مميزين".
ولم يلعب ترزيتش في صفوف دورتموند على الإطلاق، لكن بعد اعتزاله عمل في النادي كباحث عن المواهب ما بين 2010 و2013، قبل رحيله للعمل كمدرب مساعد في بشيكتاش التركي ووست هام يونايتد الإنجليزي.
ومع تولي لوسيان فافر تدريب دورتموند في 2018 استعان بترزيتش في منصب المدرب المساعد. ورحل المدرب السويسري عن دورتموند في ديسمبر 2020 ليجد ترزيتش نفسه مدرباً للنادي الذي عشقه في طفولته، وقاده للتتويج بلقب كأس ألمانيا.
ورغم ذلك فضلت إدارة دورتموند وضع ثقتها بمدرب آخر بالتعاقد مع ماركو روزه، وعمل ترزيتش في منصب المدير الفني للنادي وهو منصب تم استحداثه. ولم يستمر روزه في منصبه سوى لموسم واحد، ليعود ترزيتش إلى الواجهة.
وبدا ترزيتش في طريقه لوضع حد لهيمنة بايرن على لقب الدوري، واستعدت جماهير دورتموند للاحتفال بالتتويج في ملعبها في الجولة الأخيرة من الدوري، إذ كان الفريق بحاجة إلى الفوز على ماينتز دون النظر لأي شيء آخر.
لكن الاحتفالات المنتظرة تحولت إلى مشهد قاتم، ولم يكن التعادل كافياً بعد انتصار بايرن على كولن ليبقى درع الدوري في ميونيخ، بينما وقف ترزيتش يبكي أمام المدرج الأشهر في ألمانيا المكتسي باللون الأصفر لجماهير دورتموند.
نهائي غير متوقع بعد التعثر
جاءت بداية دورتموند جيدة في الدوري حيث لم يخسر حتى الجولة العاشرة عندما تلقى هزيمة ثقيلة 4-صفر أمام بايرن، بينما أوحت نتائجه في دوري الأبطال إلى خروج مبكر بعدما حصد نقطة واحدة في أول مباراتين.
لكن الأوضاع تبدلت بعد ذلك، فالفريق مر بفترة سيئة في الدوري ليتبعد عن صراع المنافسة بينما انتصر في ثلاث مباريات متتالية في دوري الأبطال ليضمن التأهل قبل جولة واحدة من نهاية دور المجموعات.
لكن سيكون على ترزيتش مواجهة المنافس الأكثر خبرة حين يتعلق الأمر بدوري الأبطال.
ولا يتوقف الأمر عند ريال مدريد فقط بل أيضا مدربه كارلو أنشيلوتي الذي يخوض النهائي للمرة السادسة كمدرب بعد التتويج في أربع من خمس مرات سابقة منها مرتان مع ميلان ومثلهما مع ريال مدريد.
وقال ترزيتش: "نواجه فريقاً قوياً خاض هذه التجربة بشكل متكرر، لكننا نعلم أن كل شيء ممكن في مباراة واحدة. إذا لعبنا ضد ريال مدريد عشر مرات، فعلى الأرجح لن نستطيع الفوز في الإجمالي، لكن في مباراة واحدة، في 90 دقيقة، أو في 120 دقيقة، بالإضافة إلى ركلات الترجيح، فنحن قادرون على التغلب على أي منافس في العالم".