سجل روبرت ليفاندوفسكي هدفاً من ركلة جزاء في مرمى حارس جيرونا باولو غازانيغا، أتاح لبرشلونة التقدّم بنتيجة 2-1 في مباراة حاسمة لتحقيق "هدفه المحدث" لهذا الموسم، باحتلاله المركز الثاني خلف ريال مدريد.
في الشوط الثاني، دخل لاعبو برشلونة بمعنويات عالية وكان جيرونا يكافح لمجاراتهم. وبدا أن برشلونة سينتقم من الهزيمة التي ألحقها به جيرانه الكاتالونيون في ديسمبر، وأن على ريال مدريد الانتظار لأسبوع آخر على الأقلّ من أجل استعادة لقب الدوري الإسباني.
لكن الأمر انقلب في غضون 10 دقائق "مجنونة بدّلت المباراة تماماً، وكان ممكناً أن تنتهي النتيجة بشكل أسوأ بكثير بالنسبة إلى برشلونة"، كما أفاد موقع "ذا أتلتيك".
أهدر جيرونا فرصاً جيدة في آخر ربع ساعة. وبعد هدفه الرابع، وقف لاعبون من برشلونة واضعين أيديهم على أوراكهم وهم ينظرون إلى السماء في وضع انهزامي. وكان آخرون يحدّقون في فراغ، فيما أن ماركوس ألونسو كان يتثاءب على مقاعد البدلاء.
دوري أبطال أوروبا
في المقابل، كانت المدرجات تهتزّ، إذ أن فوز جيرونا ضمن تأهله إلى دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى في تاريخه.
وهذا إنجاز رائع لنادٍ تبلغ ميزانيته لهذا الموسم 60 مليون يورو، مقارنة بـ600 مليون يورو لريال مدريد و500 مليون يورو لبرشلونة. لكن جيرونا تجاوز برشلونة في المركز الثاني بالدوري الإسباني.
وكانت هذه فرصة لبرشلونة لاتخاذ خطوات إيجابية، مع بقاء مدربه تشافي هيرنانديز. والمركز الثاني يضمن للنادي نحو 6 ملايين يورو من مشاركته في كأس السوبر الإسباني العام المقبل، وهذا مصدر مهم نتيجة ضائقته المالية.
كان الأمر يتعلّق أيضاً بتجاوز فوز جيرونا 4-2 على ملعب "مونتجويك" أواخر 2023، في مباراة مسّت برشلونة وتشافي، إذ أن جيرونا قدّم أسلوب لعب يتوق إليه كثيرون من المشجعين والمديرين التنفيذيين لبرشلونة.
"انهيار لاعبي برشلونة"
"ذا أتلتيك" أشار إلى "انهيار لاعبي برشلونة"، لافتاً إلى أن الحارس مارك أندريه تير شتيغن أنقذ فريقه من "هزيمة أكثر إحراجاً" في الدقائق الأخيرة، فيما أبعد جول كوندي كرة من على خط المرمى.
وسار حارس المرمى باتجاه جمهور برشلونة، مذهولاً، من دون أن يجرؤ على النظر إليهم وهو يصفّق لهم. ثم ذهب مباشرة إلى النفق المؤدي إلى غرفة تبديل الملابس.
إضافة لتأهله إلى دوري أبطال أوروبا، حقق جيرونا إنجازاً آخر، إذ لم يتمكّن أي فريق كاتالوني من التغلّب على برشلونة مرتين في موسم واحد بالدوري، منذ إسبانيول في موسم 1941-1942.
وكان ردّ فعل رئيس برشلونة جوان لابورتا غاضباً، إذ أوردت وسائل إعلام إسبانية أنه صرخ "هذا لا يمكن أن يحدث!"، مخاطباً المدير الرياضي ديكو ونائب الرئيس رافا يوستي.
"هزيمة غير مفهومة"
تشافي الذي استغرق وقتاً أطول من المعتاد ليتحدث خلال مؤتمره الصحافي بعد المباراة، اعتبر أن "التنافس بهذه الطريقة صعب جداً"، مضيفاً: "أريد أن أفكّر بشكل إيجابي، وأن هذا جزء من عدم نضج لاعبين كثيرين، وأنهم بحاجة إلى الفشل من أجل التحسّن. لكنني حزين جداً ومُحبط جداً. أكثر حزناً ممّا حدث بعد المباراة الأولى في مونتجويك".
وشاء القدر أن يُحرز برشلونة لقب الدوري الموسم الماضي خلال ديربي كاتالونيا، على ملعب إسبانيول. هذا الموسم، أعاد اللقب إلى ريال مدريد على ملعب جيرونا.
وختم "ذا أتلتيك": "بدا الأمر وكأنها هزيمة غير مفهومة، لكن ذلك كان موسم برشلونة في صورة مصغّرة: فريق قادر دوماً على إظهار أسوأ ما لديه وأفضله في المباراة ذاتها".