تزايدت الانتقادات الموجهة للمصري محمد صلاح نجم ليفربول الإنجليزي بسبب تراجع مستواه في الأسابيع الأخيرة، في وقتٍ تضاءلت فيه فرص الفريق للتتويج بلقب البريميرليغ بعدما تراجع إلى المركز الثالث بفارق 5 نقاط عن المتصدر أرسنال قبل 3 جولات فقط من النهاية.
أهدر صلاح، ومعه شريكه في خط الهجوم دراوين نونيز، العديد من الفرص السهلة ليحرمان "الريدز" من نقاطٍ كانت كفيلة باستمراره في السباق على اللقب حتى الجولة الأخيرة، لكنّ النجم المصري أصبح وحده في مرمى النيران عقب المشادة التي نشبت بينه وبين مدربه يورغن كلوب قبل نزوله أرض الملعب أمام وست هام.
بعد المشادة، زاد الحديث عن إمكانية رحيل "الملك المصري" كما يُلقب بعد نهاية الموسم الحالي.
هناك اهتمام كبير من أندية سعودية بالتعاقد مع قائد منتخب مصر. وبالنظر إلى أن صلاح سيبلغ الثانية والثلاثين من عمره الشهر المقبل، وأن عقده سينتهي في صيف 2025، فربما يكون البيع خياراً مناسباً من الناحية الاقتصادية بالنسبة لليفربول الحريص دوماً على إدارة حساباته المالية بدقة.
تحذير لإدارة ليفربول: لا تتسرعوا في بيع صلاح
نشرت شبكة "سكاي سبورتس" تقريراً مطولاً، يوم الخميس، تَضمَن تحليلاً لأرقام صلاح خلال الموسم الكروي الحالي (2023-2024).
حذّر آدم بات الصحفي في سكاي الذي أعدّ التقرير، إدارة ليفربول والرئيس التنفيذي الجديد مايكل إدواردز، من التسرّع في اتخاذ القرار بشأن مستقبل النجم المصري لأن الأرقام تؤكد أن صلاح، رغم الإصابة التي تعرض لها خلال المشاركة في كأس أمم إفريقيا وغيابه عن عدة مباريات، ورغم تراجع مردوده بشكل واضح في الأسابيع الأخيرة، ما زال بين صفوة لاعبي البريميرليغ.
أضاف التقرير: "ربما يكون صلاح ضحية للتوقعات العالية، ومن الطبيعي أن يجد نفسه في مقارنة بما كان عليه في الماضي لكن انظر إلى مخططات الأهداف والتمريرات الحاسمة لهذا الموسم في الدوري الإنجليزي الممتاز، ستجد أن صلاح موجود على القمة".
تغييرات تكتيكية.. ومرونة كبيرة
في بداياته مع ليفربول، كان صلاح متحرراً بالكامل من الأعباء الدفاعية. يتواجد دوماً على مقربة من حافة منطقة الجزاء من الجهة اليمنى.
سمح هذا الأمر للاعب القادم من روما بتهديد المرمى بشكل دائم، وأسفر في نهاية موسمه الأول عن 44 هدفاً في مختلف المسابقات، منها 32 في الدوري الإنجليزي.
منح كلوب لاعبه السريع حرية هجومية كاملة. في المقابل، كان الظهير الأيمن ترينت ألكسندر أرنولد أكثر التزاماً بالنواحي الدفاعية، وكذلك قلب الهجوم روبرتو فيرمينيو الذي كان يتراجع كثيراً إلى منتصف الملعب للمساندة في قطع الكرة.
بشكل تدريجي، بدأت أدوار صلاح تختلف موسماً بعد الآخر. حاول كلوب الاستفادة من النزعة الهجومية لأرنولد وتسديداته القوية فطالب ظهيره بالتقدم للأمام لكن من عمق الملعب بدلاً من الطرف الأيمن، وبات صلاح مطالباً بالبقاء على مقربة من خط التماس.
ومع تراجع الاعتماد على فيرمينيو قبل رحيله الصيف الماضي، وتواجد داروين نونيز في قلب الهجوم، اختفت المساحة التي كان يُفضلها صلاح لأن الأوروغوياني، خلافاً لفيرمينيو، لا يتراجع كثيراً إلى الخلف ويبقى كثيراً في منطقة الجزاء.
يقول التقرير: "نتيجة لذلك. تحول صلاح إلى دور لاعب طرف أكثر تقليدية. اطلّع على الخرائط الحرارية الخاصة به عامًا بعد عام ستلاحظ ذلك بوضوح. التحول كان بطيئًا ولكن قم بفحص التناقض بين موسمه الأول في ليفربول وهذا الموسم سترى الأمر بوضوح".
ويضيف: "إنها شهادة على موهبة صلاح الذي تمكن من التكيف مع هذا التغير. لقد أصبح أكثر إبداعاً، ويستحضر الفرص للآخرين".
خريف صلاح.. ربيع نجوم البريميرليغ
في أسوأ مواسمه مع ليفربول، ما زال صلاح متواجداً في المراكز الأولى في أغلب الإحصاءات الهجومية الخاصة بالتسجيل وصناعة الأهداف في الدوري الإنجليزي هذا الموسم.
يحتل صلاح المركز السادس في قائمة الهدافين برصيد 17 هدفاً. والمركز الرابع في قائمة صناعة الأهداف برصيد 9 تمريرات حاسمة.
يتابع التقرير: "فقط كول بالمر وأولي واتكينز، اللذان يُنظر إليهما على أنهما يقدمان موسماً استثنائياً وليس أدنى مستوي في نهاية مسيرتهما، شاركا في أهداف في الدوري أكثر من هذه النسخة الضعيفة نسبيًا من صلاح".
وبعد ابتعاده عن قلب الهجوم واقترابه أكثر من أقصى الطرف الأيمن، بات صلاح أكثر قدرة على تقديم التمريرات الحاسمة لزملائه، ولولا الفرص السهلة المتكررة الكثيرة التي أهدرها نونيز لكان اللاعب المصري متصدراً قائمة الأكثر صناعة للأهداف.
تشير الإحصاءات إلى أن صلاح هو أكثر لاعبي الدوري الإنجليزي صناعة للفرص الخطيرة هذا الموسم برصيد 21 فرصة، ويأتي خلفه برونو فيرنانديز لاعب مانشستر يونايتد برصيد 20 تمريرة.
وهذا الموسم هو الأفضل في مسيرة صلاح مع ليفربول من حيث التمريرات الحاسمة المتوقعة في المباراة. وارتفعت النسبة لتصل إلى 0.28 تمريرة في المباراة الواحدة، مقابل 0:20 في المباراة خلال الموسم الماضي.
ويأتي صلاح، الذي تراجعت مراوغاته الناجحة هذا الموسم بشكل كبير لتصل إلى نسبة 31% فقط بدلاً من 56% الموسم الماضي، في المركز الثاني في قائمة الأهداف المتوقعة هذا الموسم 25.83 هدفاً، ولا يتفوق عليه سوى إرلينغ هالاند هداف مانشستر سيتي 26.21 هدفاً.
ختمت "سكاي سبورتس" تقريرها عن النجم المصري بالإشارة إلى أن تقييم إدارة ليفربول للموقف يجب أن يكون "بمنأى عن الضجيج المحيط بصلاح، وأن يكون قياساً على ما يقدمه داخل الملعب".
لمتابعة آخر أخبار الانتقالات.. اضغط هنا
