آمال كبيرة ونتائج مخيّبة.. منتخب المغرب يدخل "مرحلة الشك"

لاعبو المغرب يحتفلون مع المدرب وليد الركراكي بتأهل المغرب لنصف نهائي كأس العالم - 10 ديسمبر 2022 - reuters
لاعبو المغرب يحتفلون مع المدرب وليد الركراكي بتأهل المغرب لنصف نهائي كأس العالم - 10 ديسمبر 2022 - reuters
(الرباط):-عمر أجراري

علّق الجمهور المغربي آمالاً على الوافدين الجدد لنسيان الخروج المبكر للمنتخب من ثمن نهائي كأس أمم إفريقيا.

جاء ذلك بعدما اختار مهاجم ريال مدريد إبراهيم دياز اللعب لـ"أسود الأطلس" واستدعاء أسماء جديدة مثل إلياس أخوماش لاعب فياريال وإلياس بنصغير لاعب موناكو، إضافة إلى عودة هداف نادي العين الإماراتي سفيان رحيمي.

لكن المستوى الذي ظهر به المنتخب في المباراتين الوديتين الأخيرتين ضد أنغولا وموريتانيا، خيّب آمال المشجعين في المغرب، وأثار حالة من السخط.

المونديال رفع سقف الطموحات

بعدما حقق "أسود الأطلس" إنجازاً تاريخياً، ببلوغ نصف نهائي مونديال 2022 واحتلال المركز الرابع، راهن الجمهور المغربي على استمرار تألق المنتخب قارياً ودولياً.

وقال الصحفي والمحلّل الرياضي حمزة شتيوي لـ"الشرق رياضة": "سقف الطموحات كان مرتفعاً جداً بعد المونديال، الكلّ كان يراهن على التتويج بكأس إفريقيا. بعد ذلك ظهر المنتخب الوطني بوجه شاحب في (المسابقة)، خصوصاً في المباراة الأخيرة والإقصاء المرّ أمام منتخب جنوب إفريقيا".

وأضاف: "هنا طُرحت أسئلة بشأن مستوى المنتخب المغربي وعمّا يحتاجه للتألّق إفريقياً. جاءت المباراة الودية ضد منتخب أنغولا الجمعة الماضي، حيث وجد المنتخب صعوبات كبيرة في الوصول إلى مرمى الأنغوليين. الأمر ذاته تكرّر في المباراة الودية الثانية أمام موريتانيا، الذي نجح في تحقيق التعادل في المغرب، رغم غياب ثلاثة من أبرز لاعبيه".

شتيوي خلُص إلى أن المنتخب المغربي يعاني من مرحلة صعبة، وتابع: "جميع النجوم موجودون وتركيبة المنتخب المغربي تتألّق مع أنديتها. فخطّ الهجوم يضمّ أيوب الكعبي المتألّق مع أولمبياكوس اليوناني، ويوسف النصيري يشهد فترة تهديفية مع إشبيلية الإسباني. ورغم ذلك فهذه الأسماء لا تقدّم شيئاً للمنتخب، حتى (المدرب) وليد الركراكي اعترف وقال إنه ربما يتحمّل المسؤولية في طريقة توظيفهما".

"ثوب ثقيل على المنتخب المغربي"

ويربط آدم جابيرا، وهو صحفي رياضي في فرنسا، سخط الجمهور المغربي على منتخبه بالصورة التي علقت بذهن المغاربة خلال مونديال 2022.

وقال لـ"الشرق رياضة": "الإنجاز التاريخي للمنتخب المغربي، بوصفه أول بلد إفريقي وعربي يبلغ نصف النهائي، يبدو أنه انعكس سلباً على المنتخب المغربي، لأن المسألة زادت الضغوط على المدرب واللاعبين، إذ أن التوقعات باتت كبيرة".

وتابع: "أعتقد أن الثوب الذي لبسه المنتخب المغربي ثقيل عليه، خصوصاً أن الكلّ نسي أننا نتحدث عن مدرب جديد إلى حدٍ ما، وأمامه عمل كبير، لكنه يواجه ضغطاً أكبر".

وزاد جابيرا: "رأينا الخروج المدوّي من كأس أمم إفريقيا بكوت ديفوار والأداء المتواضع لأسود الأطلس، وبعد ذلك المستوى الضعيف أمام أنغولا وموريتانيا. لذلك يصعب تصنيف المنتخب المغربي ضمن أقوى المنتخبات الإفريقية، رغم أنه مدجّج بلاعبين ينشطون ضمن أقوى الأندية في العالم. ويبدو للمتابع أن هناك تفاصيل وعملاً ما زال على وليد الركراكي تنفيذه، كي نتحدث عن منتخب قادر فعلاً على الفوز بكأس أمم إفريقيا التي ستُنظم في المغرب العام المقبل".

الركراكي يدخل "مرحلة الشك"

كثير من المهتمين بالشأن الكروي المغربي، وجّهوا انتقادات لطريقة إدارة الركراكي للمباريات الأخيرة التي خاضها المنتخب. ويرى آخرون أن تصريحات المدرب باتت غير مقنعة، نظراً إلى النتائج في الملعب.

يقول حسام الكوزي، وهو صحفي رياضي في الإذاعة الوطنية المغربية: "كأس إفريقيا الأخيرة أظهرت بشكل واضح أن الكرة في القارة السمراء والمنتخبات الإفريقية مختلفة تماماً عن المنتخبات الأخرى، لا سيّما الأوروبية ومنتخبات أميركا الجنوبية وحتى الآسيوية".

وأضاف: "تحقيق إنجازات على المستوى الإفريقي يتطلّب مرونة أكثر وسرعة في تغيير خطط اللعب، التي أضحت مكشوفة. بل أن كلّ الفرق الإفريقية التي تواجه المنتخب المغربي باتت تستعدّ وتحضّر بشكل جيد، وهذا ظهر في وديتي أنغولا وموريتانيا، اللتين عجز فيهما المغرب عن تسجيل ولو هدف واحد، حتى إن الهدف الذي سجلناه في (مرمى) أنغولا جاء من نيران صديقة".

وتابع الكوزي: "أعتقد أن الركراكي دخل اليوم مرحلة شكّ، رغم أن تصريحاته لم تتغيّر، لكنه في مرحلة مفصلية، ليس فقط في دوره كمدرب وطني ولكن في مساره كمدرب لكرة القدم".

وزاد: "أعتقد أن أمامه ثلاثة تحديات، إن أراد تجاوز هذه الأزمة بسرعة: الأول هو البحث عن أساليب لعب جديدة مخالفة لما كان يلعب به، وهنا أتحدث عن جرأة هجومية أكبر والتخلّي شيئاً ما عن تلك النزعة الدفاعية المبالغ فيها أحياناً".

النقطة الثانية تشمل "الحسم في الخيارات، بعيداً عن إرضاء الخواطر، وحسن توظيف جميع النجوم المتاحين اليوم في المنتخب المغربي، خصوصاً الشبان منهم، وفي مقدّمهم إبراهيم دياز" الذي اعتبر أن "إمكاناته تمكّنه من التحوّل إلى محور اللعب داخل منظومة المنتخب المغربي".

أما التحدي الثالث فيكمن في "ضرورة إيجاد حلّ عاجل لمشكل الفعالية الهجومية وغياب تسجيل الأهداف، رغم أن المدرب جرّب أربعة مهاجمين في مركز المهاجم الصريح خلال مباراتين، ولم نستطع تسجيل أيّ هدف".

تصنيفات

قصص قد تهمك