"فوضى عارمة" و"أزمة وجودية" في أياكس أمستردام

لاعبو أياكس أمستردام عقب مباراة الفريق أمام أولمبيك مارسيليا - 21 سبتمبر 2023 - Reuters
لاعبو أياكس أمستردام عقب مباراة الفريق أمام أولمبيك مارسيليا - 21 سبتمبر 2023 - Reuters
أمستردام-أ ف ب

بعدما كان من عمالقة كرة القدم الأوروبية ومُصَدِّراً لمواهب تركت بصمة تاريخية، يجد أياكس أمستردام الهولندي نفسه غارقاً في واحدة من أعمق الأزمات في تاريخه الممتد 123 عاماً، ما دفعه إلى إقالة مسؤول بارز، نتيجة ترنّحه في المركز الرابع عشر بالدوري المحلي، الأمر الذي أدى إلى "ثورة" جمهوره في المدرجات.

واعتراضاً على الحالة التي يمرّ بها الفريق، المتوّج بلقب دوري أبطال أوروبا 4 مرات، آخرها عام 1995، تسبّب الجمهور الأحد بتوقف قمة المرحلة السادسة من الدوري الهولندي ضد ضيفه وغريمه فينورد حامل اللقب، بعد أقلّ من ساعة على انطلاقها، بسبب إلقاء ألعاب نارية.

وأمر الحكم سيردار غوزوبيوك الفريقين بالعودة إلى غرف الملابس للمرة الثانية، بعد إلقاء الألعاب النارية على الملعب من مشجعي الفريق المضيف.

وكان الحكم أوقف المباراة للمرة الأولى قبل نهاية الشوط الأول للسبب ذاته، وقبلها توقفت المباراة لفترة وجيزة بعد إلقاء كأس على الملعب.

"النادي يحترق"

وأفادت وكالة أنباء "أي إن بي" ووسائل إعلام محلية، باندلاع شغب خارج الملعب، ممّا اضطر الشرطة إلى التدخل. ودُمّرت بوابة الدخول الرئيسة لملعب يوهان كرويف، بحسب صور متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي.

وكان فينورد متقدماً 3-0 عندما توقّفت المباراة، التي تعكس صورة الوضع الذي يعانيه النادي الأكثر تتويجاً بلقب الدوري الهولندي (36).

وكان العنوان الرئيس على موقع رابطة المشجعين معبّراً تماماً، إذ كُتِبَ "النادي يحترق"، واصفاً توقف المباراة ضد فينورد بأنه "مرحلة متدنية في الأزمة" بالنسبة إلى فريق قدّم إلى العالم أساطير، مثل الراحل يوهان كرويف.

ويمكن تفهّم غضب المشجعين، إذ يجب العودة بالزمن إلى موسم 1964-1965 حين انضمّ كرويف إلى فريق الشباب في النادي، لملاحظة بداية أسوأ من التي يختبرها الفريق هذا الموسم.

اكتفى أياكس بفوز يتيم وتعادلين في 5 مباريات، ما جعله قابعاً في المركز الرابع عشر بفارق 10 نقاط عن أيندهوفن المتصدر.

ورأت صحيفة "هيت بارول" الصادرة من أمستردام أن ما يقدّمه أياكس "مهزلة من الناحية التكتيكية"، واصفة بعض اللمحات الدفاعية ضد فينورد بـ "أشياء لا تراها حتى في الدوريات المحلية (للهواة) صباح الأحد".

وكان الهدف الثالث لفينورد مُحرجاً بشكل خاص، إذ تسبّب التخبط وسوء التفاهم الدفاعي في توغل المكسيكي سانتياغو خيمينيز على طول الملعب تقريباً من دون أي رادع، قبل أن يمرّر الكرة للبرازيلي إيغور بايشاو.

واعتبرت صحيفة "أن آر سي" أن المباراة "ترمز إلى الأزمة الوجودية التي يجد أياكس نفسه فيها".

في أوروبا وبعدما خاض الملحق المؤهل إلى دور المجموعات، اكتفى أياكس الأسبوع الماضي بالتعادل على أرضه مع أولمبيك مارسيليا الفرنسي 3-3 في الدوري الأوروبي، ضمن مجموعة تضمّ أيضاً برايتون الإنجليزي.

إقالة مدير الكرة

ولم يكد ينقشع الدخان من فوق ملعب "يوهان كرويف أرينا" بعد المفرقعات النارية التي رماها الجمهور، حتى أصدر النادي بياناً صادماً يقيل بموجبه مدير الكرة في النادي سفين ميسلينتات "بمفعول فوري".

وعلّق نادي المشجعين في موقعه على الخطوة، وكتب: "التقارير المؤلمة تأتي بكثافة وبسرعة. واضح أن هناك اضطرابات في النادي، ليس فقط على الملعب ولكن أيضاً على الجانب الإداري".

وكان ميسلينتات موضع تحقيق خارجي بسبب تضارب محتمل في المصالح، بشأن صفقة انتقال بقيمة 8 ملايين يورو في اللحظات الأخيرة من سوق الانتقالات الصيفية.

ونفى النادي أن تكون للإقالة أي علاقة بالتحقيق، مشيراً الى "الافتقار للدعم الواسع داخل المنظمة" كسبب للقرار.

لكن حتى الإعلان نفسه كان فاشلاً، إذ أُبدل البيان الجاف الأولي بآخر يشكر ميسلينتات على "الجهد الهائل" خلال الأشهر الأربعة التي قضاها في أياكس.

صراع على السلطة؟

وتحدثت الصحافة الهولندية بشكل كبير عن صراع على السلطة في النادي.

وقيل إن ميسلينتات اقتحم ملعب التمارين فيما كان اللاعبون يستعدون لمباراة فينورد، هاتفاً إنه "يوم الحسم" وأن المدرب ماوريس ستاين الذي يتعرّض لانتقادات، يواجه خطر الإقالة إذا خسر أياكس مباراة القمة.

في النهاية، فقد ميسلينتات وظيفته، لكن هناك ضغطاً كبيراً أيضاً على ستاين من أجل تغيير الأمور.

وثمة تكهّنات بشأن مَن يمكن أن يحلّ بدلاً منه، علماً أن أسطورة النادي لويس فان غال استبعد نفسه، قائلاً إن أولويته تتمثل في الاعتناء بصحته.

ولم يخفِ المدير التنفيذي المؤقت يان فان هالست أن النادي يمرّ بأزمة عميقة، قائلاً: "إنها فترة صعبة جداً. حبذا لو كان من السهل الضغط على المفتاح وتغيير الأمور".

خبير كرة القدم الهولندية ياب ستالينبرغ تحدث عن "فوضى عارمة" عن النادي، وزاد: "إنهم يكافحون في كل مكان. في الملعب وخارجه. يحتاجون إلى دكتاتور - قائد قوي ليأتي ويسوّي الأمور".

تصنيفات