برلوسكوني وميلان.. 30 عاماً من البذخ وحصد الكؤوس

سيلفيو برلوسكوني رفقة نجوم نادي ميلان بعد الفوز على يوفنتوس في كأس برلسكوني الودية - 6 يناير 2006 - AFP
سيلفيو برلوسكوني رفقة نجوم نادي ميلان بعد الفوز على يوفنتوس في كأس برلسكوني الودية - 6 يناير 2006 - AFP
روما-أ ف ب

يُعتبر سيلفيو برلوسكوني الذي توفي اليوم الاثنين عن 86 عاماً، "أول تيفوزو" (مشجع) لنادي ميلان الذي أداره على مدى 3 عقود وجعل منه أحد أفضل الأندية في العالم، بفضل تعاقداته مع أفضل نجوم كرة القدم بمبالغ خيالية.

فعلى مدى 31 عاماً من حكم "كافالييري" وهو لقب برلوسكوني، بين عامي 1986 و2017، نجح ميلان الشهير بقميصه الأحمر والأسود (روسونيري) في حصد 29 لقباً بينها 5 في دوري أبطال أوروبا و8 في الدوري الإيطالي.

بات ميلان قوى عظمى في عالم كرة القدم في تلك الحقبة بإشراف مدرب محنك هو أريغو ساكي الذي يعتمد أسلوباً جميلاً في اللعب، عندما قاد فريقه إلى اللقب القاري مرتين عامي 1989 بالفوز على ستيوا بوخارست الروماني برباعية نظيفة، والعام التالي بفوزه على بنفيكا البرتغالي 1-0، أو فابيو كابيلو الفائز على برشلونة كرويف برباعية نظيفة في نهائي عام 1994.

ضمّ الفريق في تلك الفترة أبرز لاعبي العالم من الإيطاليين فرانكو باريزي، باولو مالديني وأندريا بيرلو، مروراً بالهولنديين ماركو فان باستن ورود خوليت وفرانك ريكارد، وصولاً إلى نجوم آخرين أمثال الفرنسي جان بيار بابان، الليبيري جورج وياه، الأوكراني أندري شيفتشنكو، البرازيلي رونالدينيو أو السويدي زلاتان إبراهيموفيتش.

ونجح خوليت وفان باستن ووياه وشيفتشنكو والبرازيلي كاكا في إحراز الكرة الذهبية لدى دفاعهم عن ألوان ميلان.

منافسة برنار تابي

دفع ميلان ثمن هذه النجاحات. ففي وقت كان اللاعبون غير معتادين على تغيير قمصان أنديتهم كل 3 سنوات، كان برلوسكوني رائداً في عالم أعمال كرة القدم حيث قام بتعاقدات جمّة مقابل مبالغ رنانة كما فعل نظيره في مارسيليا برنار تابي.

بلغت المنافسة بين مارسيليا وميلان الذروة مطلع التسعينيات، قبل أن يلتقي الفريقان وجهاً لوجه في نهائي دوري أبطال أوروبا عام 1993 وكانت الغلبة لمارسيليا برأسية بازيل بولي.

وفي مطلع الألفية الجديدة، أحرز ميلان لقبين جديدين في دوري الأبطال وأفلت منه ثالث عندما تقدم على ليفربول بثلاثية نظيفة في نهائي الشوط الأول عام 2005 في إسطنبول، قبل أن يدرك الفريق الانجليزي التعادل ويحسم النتيجة بركلات الترجيح.

لكن ثراء برلوسكوني لم يعد كافياً لجلب أفضل النجوم إلى صفوف فريقه مع دخول رجال أعمال كبار لشراء أندية النخبة في أوروبا وتحديداً من الولايات المتحدة وآسيا والخليج.

بدأ مستوى ميلان بالتراجع تدريجاً ولم يفز بأي لقب محلي أو قاري منذ عام 2011، وهو آخر لقب فاز به عندما كان لا يزال رئيساً له (أحرز لقب الدوري عام 2021 أيضاً).

انتهت قصة برلوسكوني الجميلة مع ميلان عام 2017 عندما اشترى رجل أعمال صيني النادي مقابل 700 مليون يورو. كان النادي يرزح تحت ديون طائلة، قبل أن تنتقل ملكيته الى صندوق الاستثمار الأميركي "إليوت" في العام التالي، قبل أن يبيعه بدوره إلى صندورق آخر هو "ريدبيرد كابيتال" مقابل 1.2 مليار يورو.

شراء نادي مونزا

ولدى رحيله عن ميلان اعترف برلوسكوني بأن "الكرة الحديثة تتطلب من أجل المنافسة على أعلى المستويات على الصعيد الأوروبي والعالمي استثمارات كبيرة لا تستطيع عائلة واحدة تحملها"، مشيراً إلى أنه سيبقى المشجّع الأوّل لميلان بقوله "إنه الفريق الذي علمني والدي أن أحبه عندما كنت طفلاً".

لم يترك برلوسكوني عالم كرة القدم، ففي عام 2018 اشترى نادي مونزا المتواضع القابع في الدرجة الثالثة بهدف قيادته إلى الدرجة الأولى. وكما فعل مع ميلان، عيّن ذراعه اليمنى أدريانو غالياني لإدارة فريق مسقط رأسه.

نجح النادي بفضل الاستثمارات التي قام بها مجلس الإدارة في تحقيق هدفه في مدى 4 سنوات فقط. فقد صعد مونزا للمرة الأولى في تاريخه إلى دوري الدرجة الأولى مطلع الموسم الفائت وأنهاه في المركز الحادي عشر.

تصنيفات