تسبب فيروس كورونا بتجميد النشاط الكروي في مختلف دول العالم، لكن قبل ذلك كانت كرة القدم سبباً رئيساً في انتشار الفيروس في أرجاء القارة الأوروبية بسبب بعض المباريات التي أقيمت خلال الأيام الأخيرة قبل التوقف.
ويرصد هذا التقرير أبرز المباريات المتهمة بالمساهمة في انتشار الوباء.
أتالانتا وفالنسيا.. حاضنة الفيروس
أولى المباريات التي تحوم الشكوك حول تسببها في انتشار فيروس كورونا بشكل كبير، تلك التي جمعت فريقي أتالانتا الإيطالي وفالنسيا الإسباني، في ذهاب الدور ثمن النهائي من دوري أبطال أوروبا في فبراير الماضي، على ملعب سان سيرو في مدينة ميلانو.
ونقلت وسائل إعلام إيطالية عن فابيانو دي ماركو، مدير أمراض الرئة في مستشفى بابا جيوفاني في إيطاليا، قوله إن "مباراة أتالانتا وفالنسيا في سان سيرو كانت قنبلة بيولوجية، خصوصاً أنها كانت بحضور أكثر من 40 ألف شخص". وأكد الطبيب أن "تنقل هؤلاء المشجعين بالحافلات والسيارات والقطارات أدى إلى انتشار سريع للوباء متسبباً في ارتفاع أعداد المصابين والوفيات".
وانتهت المباراة بفوز كبير لأتالانتا بنتيجة 4-1 وفي مباراة الإياب فاز الفريق الإيطالي مجدداً بنتيجة 4-3 ليحجز أشبال المدرب جيان بييرو غاسبيريني تذكرة العبور إلى الدور ربع النهائي من دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى في تاريخهم.
وبعد المواجهتين أعلن نادي فالنسيا الإسباني إصابة 35 من طاقم الفريق بالفيروس بعد التحقق من التحاليل التي أجريت للاعبين والإداريين.
وزعمت وسائل إعلام إيطالية أن المشجعين الإسبان تسببوا في نقل الفيروس إلى إيطاليا لأن أول حالة وفاة سجلت في فالنسيا بسبب كورونا كانت يوم 13 فبراير الماضي، أي قبل المباراة بأيام.
أتلتيكو مدريد وليفربول.. كورونا يزحف إلى إنجلترا
احتضن استاد أنفيلد مباراة ليفربول وأتليتكو مدريد في إياب ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا في 11 مارس الماضي. امتلأت المدرجات بنحو 54 ألف مجشع لليفربول، بالإضافة إلى 3 آلاف مشجع إسباني.
وكشفت صحيفة "غارديان" البريطانية على لسان مدير الصحة العامة في مدينة ليفربول، ماثيو أشتون، أن "مواجهة ليفربول وأتلتيكو في الأنفيلد تسببت في مضاعفة أعداد الإصابات بالفيروس القاتل في إنجلترا".
وفازت كتيبة المدرب الأرجنتيني دييغو سيميوني على ليفربول بنتيجة 3-2 في مباراة الإياب ليعبر الفريق المدريدي إلى ربع النهائي، وكانت مباراة الذهاب في إسبانيا قد انتهت بفوز أتلتيكو مدريد بهدف نظيف.
وتأهبت السلطات الإسبانية عقب هذه المباراة خوفاً من تفاقم الأوضاع، وقال عمدة مدينة مدريد خوسيه لويس مارتينيز ألميدا إن "إقامة مباراة ليفربول وأتلتيكو في دوري أبطال أوروبا مع تزايد أزمة الفيروس كان قراراً خاطئاً"، مضيفاً أن "تنقل 3 آلاف مشجع إلى الأنفيلد لم يكن له أي معنى، وكان يجب اتخاذ إجراءات أكثر حذراً".
وكانت السلطات في مدريد قد اتخذت قبل المباراة بيوم واحد بعض الإجراءات للحد من انتشاره بعد تسجيل عدد من الإصابات في المدينة
وفي إنجلترا، أعلن مجلس مدينة ليفربول فتح تحقيق في تأثير الحضور الجماهيري في موقعة الأنفيلد بين أتلتيكو وليفربول على تفشي فيروس كورونا في المدينة.وقال المجلس في بيان إنه "وافق إلى جانب شركاء في جامعة ليفربول وجامعة جون موريس (في ليفربول)، على بحث علاقة انتشار فيروس كورونا بمباراة ليفربول وأتلتيكو مدريد على ملعب أنفيلد".
يوفنتوس وليون.. المباراة صفر
في فرنسا، أشارت الصحف إلى أن مباراة ليون ويوفنتوس الإيطالي، في ذهاب دور ثمن النهائي من دوري أبطال أوروبا، لعبت دوراً كبيراً في تفشي فيروس كورونا في البلاد.
وكانت الصحافة الفرنسية أطلقت على هذه المواجهة "المباراة صفر" مؤكدة أن تدفق مشجعي يوفنتوس إلى فرنسا تسبب فى انتشار الفيروس القاتل.
وفى السياق نفسه، قالت صحيفة "لوباريزيان" الفرنسية إن "تجمع أكثر من 10 آلاف من مشجعي باريس سان جيرمان خارج ملعب حديقة الأمراء، أثناء مواجهة بوروسيا دورتموند الألماني في لقاء العودة من الدور ثمن النهائي، تسبب أيضاً في تفشي الفيروس".
