كشفت وثيقة مسربة تورط الملياردير الروسي رومان أبراموفيتش في صفقة مشبوهة، انفق خلالها مبلغ ضخم على نادي فيتيس آرنهيم الهولندي، تجاوز 100 مليون جنيه إسترليني، وذلك في نفس فترة تواجده كمالك لنادي تشيلسي الإنجليزي، وهو الأمر الذي أغضب إدارات أندية الدوري الهولندي، ودفعهم نحو المطالبة بتحقيق في افساد المنافسة المحلية، حيث كان النادي المذكور يعتمد عدم المنافسة على مقعد مؤهل لدوري أبطال أوروبا بصورة موسمية منذ عام 2010.
ولم يكتف أبراموفيتش بتمويل فيتيس آرنهيم مالياً، فقد أَمر في نفس الفترة الزمنية التي تحدثت عنها الوثيقة، بانتقال 29 لاعباً بنظام الإعارة من تشيلسي إلى فيتيس!.
وأظهر الملف الذي عملت عليه صحيفة غارديان البريطانية "أن أبراموفيتش قدم الدعم المالي للفريق الهولندي على هيئة قروض، ووصل المبلغ المنفق على فيتيس لنحو 102.8 مليون جنيه إسترليني".
وأكدت البيانات الواردة من ملفات Oligarch المنشورة على صفحات غارديان، تورط رومان أبراموفيتش في عملية استلاء غير قانوني على نادي فيتيس آرنهيم، عن طريق تمويل عملية الاستحواذ سري، وإدارة النادي الهولندي في نفس توقيت إدارته وامتلاكه لنادي تشيلسي اللندني.
ويحتوي الملف على بيانات أخرى، تؤكد أن العلاقة المشبوهة بين تشيلسي وفيتيس آرنهيم امتدت إلى ما هو أبعد من اعارة اللاعبين.
وأوضحت صحيفة غارديان البريطانية قائلة "توجد شركة تدعى ماريندال ترادينغ، يمتلكها صديق شخصي لرومان أبراموفيتش، يُدعى ألكسندر تشيغيرنسكي، هي مَن ساعدت في عملية الاستحواذ غير القانوني على فيتيس آرنهيم في عام 2010".
وقامت غارديان بإجراء هذا التحقيق المشترك مع مكتب الصحافة الاستقصائية لكشف هذه الحقائق لوسائل الإعلام الهولندية والإنجليزية.
وأضاف التقرير "ما دفعته الشركة المذكورة مقابل شراء فيتيس آرنهيم بما في ذلك تقديم المزيد من الإعارات، هي مبالغ تعود في الأساس إلى رومان أبراموفيتش في نفس فترة حكمه لتشيلسي".
ما موقف الاتحاد الهولندي ويويفا؟
حامت الشكوك حول علاقة تشيلسي وفيتيس آرنهيم بسبب كم اللاعبين الذين انتقلوا على سبيل الإعارة للجانب الهولندي، وتضاعفت التكهنات بعد تولي صديق رومان، تشيغيرينسكي للمسؤولية كاملة في عام 2013.
وأشارت غارديان إلى أن تشيلسي كان يمنع فيتيس آرنهيم من المنافسة على التأهل لدوري أبطال أوروبا، حيث تنص قوانين الاتحاد الأوروبي لكرة القدم على أن الأندية المملوكة لنفس المالك يمنع مشاركة أحدهم في المنافسات القارية، وكان أبراموفيتش يخشى كشف أمره إذا ما نجح الفريق الهولندي في التأهل.
وسيطر الاستياء على مسؤولي أندية الدوري الهولندي بسبب الارتباط الوثيق بين فيتيس آرنهيم وتشيلسي، ما دفع الاتحاد المحلي للتحقيق في مناسبتين.
إلا أن الاتحاد فشل في العثور على أدلة ملموسة تؤكد وجود علاقة مالية أو تأثير إداري من قبل الملياردير الروسي أبراموفيتش الذي أجبر فيما بعد على بيع تشيلسي في العام الماضي بعد معاقبته من حكومة المملكة المتحدة.
في سياق متصل، امتنعت إدارة تشيلسي الجديدة، ومحامي أبراموفيتش، عن التعليق على كشف هذه الحقائق.
كما تم الاتصال من قبل غارديان بالاتحاد الهولندي للتعليق على القضية، بينما كان يويفا مقتنعاً، بحسب نفس المصدر، بأن الوضع لا يحتاج لمراجعة، حيث لم يلعب الناديان في نفس المنافسة على مدار الـ 20 سنة الماضية.
وقالت إدارة فيتيس آرنهيم الهولندي في بيان رسمي حول هذا الموضوع "لم يكن النادي على علم بالطريقة التي يتم بها تمويل شركة مارينديل المالكة للنادي، ولم يكن هناك اتفاقية تعاون مشترك حول الاعارات".