عانق منتخب العراق المجد الكروي في الخليج العربي بتتويجه مساء اليوم الخميس 19 يناير بالنسخة الـ 25 من بطولة كأس الخليج العربي، على حساب المنتخب العماني، بعد نهائي مثير احتضنه ملعب جذع النخلة في مدينة البصرة العراقية.
انتصر المنتخب العراقي بنتيجة 2/3 بعد التمديد إلى أشواط إضافية بسبب هدف قاتل سجله المنتخب العماني في الدقيقة العاشرة من الوقت المحتسب بدل من ضائع للمباراة إثر ركلة جزاء نفذها صلاح اليحيائي.
وشهد الشوط الإضافي الثاني قمة الإثارة بتسجيل الفريقين لـ 3 أهداف، حيث تقدم العراق 1/2 في الدقيقة 115 ثم عدلت عمان النتيجة 2/2، وفي الدقيقة 122 سجل العراق هدف الفوز برأسية نموذجية.
وبهذا التتويج التاريخي للعراق، انهى أسود الرافدين صيام دام 34 عاماً منذ آخر تتويج لهم بكأس الخليج العربي عام 1988، ليرفع الفريق عدد مرات فوزه بالكأس لـ 4 مرات أعوام 1979 و1984 و1988 و2023.
افتتح العراق أهداف المباراة عن طريق الظهير الأيسر المتألق "إبراهيم بايش" في الدقيقة 24 إثر تصويبة قوية بالقدم اليسرى من خارج منطقة الجزاء غالط بها حارس مرمى عُمان "إبراهيم المخيني" الذي حاول عليها دون جدوى.
وكاد المنتخب العراقي ينجح في إضافة الهدف الثاني أكثر من مرة، وسط انكماش دفاعي غير عادي من جانب منتخب عمان الذي اهتز نفسياً بالضغط الجماهيري الذي رافق المباراة، غير أن ضعف تمركز المهاجم الوحيد في تشكيلة منتخب العراق "أيمن حسين" حال دون إضافة المزيد من الأهداف.
حاول المنتخب العماني بقيادة مدربه الكرواتي برانكو إيفانكوفيتش تعديل النتيجة خلال الشوط الثاني، لكن المواصلة بنفس التشكيلة التي بدأ بها المباراة لم تساعده على تهديد مرمى منتخب أسود الرافدين بفرص مؤكدة للتسجيل.
تغييرات برانكو تُحدث الفارق لعُمان
أضطر برانكو للجوء إلى دكة البدلاء من أجل تحسين المستوى الهجومي للفريق، فقام بتغيير أحمد الخميسي ومنذر العلوي في الدقيقة 78 لإشراك الثنائي "أرشد العلوي وعمر المالكي"، وبالفعل تحسن بعدها أداء سلطنة عمان.
وأسفرت المحاولات العُمانية عن ركلة جزاء في الدقيقة 81، إلا أن تنفيذها كان غاية في السوء من جانب نجم الفريق "جميل اليحمدي" حيث وضع الكرة بسهولة في يد الحارس "جلال هاشم".
وضغط المنتخب العماني بكل ما لديه من قوة خلال الوقت المُحتسب بدل من ضائع، وساعده في ذلك احتساب الحكم الروماني إستفان كوفاكس لـ 6 دقائق كوقت بديل تجددت فيه آمال الفريق.
وتسبب الضغط الهجومي الشرس لمنتخب عُمان في سقوط مدافع العراق "علي جاسم" في خطأ ساذج مع الجناح الأيمن "زاهر الأغبري" داخل من الجزاء في الدقيقة الأخيرة من الوقت المحتسب بدل من ضائع.
وراجع الحكم الروماني كوفاكس تقنية الفيديو المساعد للتأكد من الخطأ، ليقرر بعدها احتسابه ركلة جزاء ثانية، نفذها هذه المرة نجم وسط عُمان "صلاح اليحيائي" بتسديدة متقنة في الشباك عند الدقيقة 90+10، لينقل المباراة إلى أشواط إضافية هي الأول من نوعها في بطولة خليجي 25، حيث انتهى لقاءي نصف النهائي بين العراق وقطر، وبين عمان والبحرين في الوقت الأصلي.
العراق يتجنب ركلات المعاناة في الوقت الميت
شهدت بداية الشوط الاضافي الاول تسديدة خطيرة من أمجد عطوان إثر ركلة ثابتة كرة مقوسة في المرمى كاد ان يغالط بها الحارس العماني ابراهيم المخيني الذي أبعد الكرة لركنية.
وفي الدقيقة 104 شارك صالح عبد ربه في تشكيلة عمان بدلاً من زهير الأغبري، وبعد 5 دقائق شارك حمد مصباح محل صلاح اليحيائي، ورد مدرب العراق بتغيير رابع في هذه المباراة بنزول حسين جبار بدلاً من المدافع علي جاسم في الدقيقة 106.
وبعد سلسلة من المحاولات الجادة لإحراز هدف الفوز من أجل تجنب معاناة ركلات الجزاء الترجيحية، نجح المنتخب العراقي في تسجيل هدف التقدم إثر ركلة جزاء عند الدقيقة 116 نفذها "أمجد عطوان".
تواصلت الاثارة بنجاح منتخب عمان من تسجيل هدف التعديل 2/2 في الدقيقة 118 بفضل رأسية رائعة من اللاعب البديل عمر المالكي - هداف نادي ظفار العماني- بصناعة نموذجية من جلال حسن.
لكن العراق رفض ركلات الجزاء رفضاً تاماً، وقرر مواصلة اللعب بكل قوة ليحصل على ركلة ثابتة في الدقيقة 122 نفذها أمجد عطوان بروعة ليرتقي لها "مناف يونس" ليوجه ضربة رأسية قوية في الزاوية البعيدة القاتلة للحارس العماني إبراهيم المخيني.
راجع الحكم تقنية الفيديو للتأكد من عدم وجود تسلل أو خطأ في لعبة الهدف القاتل الذي سجله مناف يونس، وبعدما أقر بصحته أطلق صافرة نهاية المباراة في الدقيقة 125 ليسدل الستار على أحد أروع نهائيات كأس الخليج العربي عبر التاريخ.
