يواصل "الشرق رياضة" استعراض سلسلة نادي الاوائل التي نرصد خلالها قصص اللاعبين الذين سبقوا الجميع نحو تحقيق انجازات فريدة من نوعها في تاريخ كرة القدم منذ نهاية القرن الـ 19 عندما بدأ تأسيس أكبر الأندية في أوروبا وأمريكا اللاتينية وأفريقيا.
كان المهاجم الفرنسي لوسيان لوران صاحب الهدف الافتتاحي في مونديال أوروجواي 1930، وخلفه الأرجنتيني «إيرنيستو بيليز» بهدف افتتاح مونديال إيطاليا 1934.
ثم نالت ألمانيا هذا الشرف في مونديال فرنسا 1938 بتسجيل الهداف الأول للبلاد في تلك الحقبة «يوزيف جاوخيل» هدف الافتتاح أمام سويسرا.
في مونديال 50 حان الوقت على البرازيل كي تتذوق طعم الهدف الافتتاحي بواسطة أسطورة نادي فاسكو دي جاما «أدمير» عندما سجل في مرمى المكسيك.
حاول البرازيلي بالتازار تكرار ما فعله مواطنه أدمير في المباراة الافتتاحية للنسخة التالية بمونديال 1954، لكن بضع دقائق حرمته من أن يكون صاحب الهدف الأول، فقد أحرز اليوغوسلافي ميلوش ميلوتينوفيتش الهدف الافتتاحي قبله بـ 8 دقائق فقط حين هز شباك منتخب فرنسا في الدقيقة 15.
واصل الفيفا تنظيم المونديال للنسخة الثانية على التوالي في أوروبا، فكانت السويد المستضيفة لأول ظهور للأسطورة البرازيلية «بيليه» الذي حصل على الرقم 10 بالصدفة في تلك النسخة.
من صاحب أول هدف في كأس العالم 1958
أُفتتح كأس العالم على الأراضي السويدية بمباراة في المجموعة الأولى بين أصحاب الضيافة «السويد» أمام منتخب المكسيك يوم 8 يونيو 1958 في تمام الساعة 13:00 ظهرًا بتوقيت جرينيتش.
سجل اللاعب السويدي «أجني سيمونسون» أول هدف في تلك النسخة بعد مرور 17 دقيقة فقط من بداية المباراة التي استضافها ملعب راسوندا في مدينة سولنا السويدية، تحت أنظار 34 ألف مشجع.
وانتهت المقابلة بفوز عريض للسويد على ضحية المباريات الافتتاحية (المكسيك) بنتيجة 3-0، وشهدت تسجيل اللاعب «توري كلاس أجني سيمونسون» للهدف الثالث لبلاده في الدقيقة 64 بعد دقائق من تسجيل مواطنه ليدهولم للهدف الثاني من ركلة جزاء.
مَثل الفوز دفعة معنوية فخمة لأصحاب الضيافة ليتصدروا المجموعة الأولى برصيد 5 نقاط بفارق نقطتين عن ويلز الثانية، فيما احتلت المجر المركز الثالث وتذيلت المكسيك بنقطة واحدة.
واستمرت مُداهمة السويد في الأدوار الإقصائية إلى أن وصلت إلى نهائي البطولة، لكنها لم تصمد مثلها مثل جميع مَن واجه عنفوان البرازيل ولاعبها صعب المراس «بيليه» الذي كان يتفنن في تعذيب كل المدافعين بالمراوغات الساحرة والتسديدات الخاطفة.
توجت البرازيل بأول لقب في تاريخها بعد أن هزمت المنتخب السويدي في النهائي بنتيجة 5-2، وسجل بيليه ثنائية وأحرز أجني سيمبسون - صاحب الهدف الافتتاحي - لهدف في تلك المباراة.
رغم تألق بيليه، فاز المهاجم الفرنسي الاسطوري «جوست فونتين» بلقب هداف تلك النسخة برصيد 13 هدفًا بفارق 9 أهداف عن أجني سيمبسون الذي حل رابعًا في لائحة الهدافين برصيد 4 أهداف، ليُنهي على بُعد هدفين من وصيف الهداف «بيليه» صاحب 6 أهداف.
عاش كلاس أجني سيمونسون طويلاً، حيث ولد في عام 1935، وتوفى بعد عامين من المشاركة المتوسطة لبلاده في مونديال روسيا، نهاية شهر سبتمبر 2020.
ويرى كلاس أجني سيمونسون أن اهم انجازاته في المستديرة لم تكن التأهل لنهائي المونديال أو تمثيل ريال مدريد، بل حصوله على القلادة الذهبية السويدية «سفينسكا داجبلاديت» عام 1959 والكرة الذهبية السويدية في نفس العام، بعد الأداء الرهيب الذي قدمه في مباراة ودية ضد إنجلترا يوم 28 أكتوبر 1959 على ملعب ويمبلي.
في تلك المباراة التاريخية، تغلبت السويد على الإنجليز في عقر دارهم بنتيجة 2/3، وسجل سيمونسون ثنائية وصنع هدفًا، وكانت هذه هي المرة الثانية فقط التي يتعرض فيها منتخب مهد كرة القدم «إنجلترا» للخسارة على ملعبه الشهير الملقب بـ "قبلة كرة القدم".
اقرأ أيضًا: التشكيلات المثالية لجميع نسخ كأس العالم منذ 1930 إلى 2018
لم ينجح أجني سيمونسون كثيرًا في الاحتراف، حيث لعب القليل من المباريات رفقة ريال مدريد وريال سوسيداد في أوائل الستينيات، وقرر العودة ناديه الأم في السويد «أورجريت» في عام 1963 ليختم معه مسيرته الكروية عام 1970.
بطل الهدف الافتتاحي لسادس نسخة في تاريخ كؤوس العالم، أجني سيمونسون ظهر للمرة الأخيرة مع منتخب السويد ضد منتخب فنلندا يوم 10 أغسطس 1967 ضمن بطولة «نورديك الدولية» الخاصة بمنتخبات شمال القارة العجوز، وفازت السويد 2-0، ليُنهي مسيرته وفي جعبته 51 مباراة و27 هدفًا دوليًا.
اقرأ أيضًا: الظهور الأول..كيف كانت تشكيلة المغرب في كأس العالم 1970؟
