فجعت كرة القدم العراقية اليوم الأحد، بنبأ وفاة "الأسطورة"، وأحد أبرز رموزها، أحمد راضي، عن 56 عاماً متأثراً بإصابته بفيروس "كورونا"، بحسب ما أعلن مسؤول في وزارة الصحة العراقية.
وأكد الناطق الرسمي باسم الوزارة، سيف البدر، في تصريح صحافي مقتضب نبأ وفاة راضي.
بعدما طمأن محبيه..
وكان راضي تعرض لارتفاع مفاجئ في درجة حرارته، نقل على إثره إلى المستشفى، حيث أظهرت الفحوص إصابته بفيروس كورونا المستجد.
وتعرض راضي لمضاعفات يوم الخميس ما استدعى إعادته إلى "مستشفى النعمان" في بغداد، علماً أنه كان يستعد للانتقال إلى العاصمة الأردنية عمّان، حيث تقيم عائلته، لاستكمال العلاج.
وفي آخر تصريحاته، قال راضي عبر تسجيل فيديو: "كنت أعاني مشكلة في النوم، واليوم استطعت أن أنام.. أشعر في بعض الأحيان بصعوبة في التنفس وهذا أمر طبيعي".
وكانت ترتيبات حثيثة تجرى من قبل وزير الشباب والرياضة العراقي عدنان درجال، ونقيب الصحفيين مؤيد اللامي، لنقل اللاعب "الساحر" إلى العاصمة الأردنية لاستكمال علاجه، إلا أن الموت كان أسرع من الطائرة الطبية المستأجرة لنقله.
أسطورة رياضية خالدة
ولد أحمد راضي في 21 أبريل 1964، وبرزت مواهبه في سن مبكرة مع ناديي "الرشيد" و"الزوراء"، تألق أحمد راضي بعدها في "كأس فلسطين للشباب"، التي كانت بداية شهرته العربية، والتي أُقيمت في المغرب في عام 1983.
وواصل راضي تألقه مع المنتخب الأول في الثمانينات والتسعينات، إذ قاده إلى نهائيات مونديال المكسيك في عام 1986، الذي كان المونديال الوحيد الذي شارك فيه المنتخب العراقي، ونجح الراحل حينها في تسجيل الهدف الوحيد لبلاده في كأس العالم في مرمى بلجيكا.
كما أحرز بطولة كأس الخليج في العامين 1984 و1988 ونال جائزة أفضل لاعب في القارة الآسيوية.
مضرب مثل
احتلّ الدولي السابق الراحل مكانة وتأثيراً كبيرين في المجتمع العراقي، لدرجة أن أصبح بمثابة مضرب مثل، إذ اشتهر راضي بتسجيل أهدافه بالضربات الرأسية. ونتيجة لذلك، بات العراقيون، عندما يريدون تأكيد مصداقية أي حدث، يستخدمون عبارة: "الشي مو غريب على كلّة أحمد راضي" (الأمر ليس غريباً على رأسية أحمد راضي).
وفي عام 2007 دخل أحمد راضي مجال السياسة، وأصبح عضواً في مجلس النواب العراقي، وعضو لجنة الشباب والرياضة في المجلس، كما ترشح لرئاسة الاتحاد العراقي لكرة القدم في يونيو 2011 قبل انسحابه.
كما ترأس راضي إدارة "نادي الزوراء"، الذي حقق معه شعبية عريضة كلاعب ومدرب أيضاً في عام 2004، ولكنه لم يجدد ولايته في عام 2008، بعدما فضل الانتقال إلى الأردن، قبل أن يعود ويصبح عضواً في البرلمان عن القائمة العراقية.
الرئيس العراقي ينعى أحمد راضي
وكتب الرئيس العراقي برهم صالح تغريدة على حسابه الرسمي في تويتر، ينعى فيها اللاعب الراحل وأسطورة الكرة العراقية أحمد راضي "نعزي عائلة وذوي ومحبي الكابتن أحمد راضي، الذي وافته المنية اليوم. ورغم فقدنا له، إلا أنه حيٌّ في قلب كل عراقي بما يمثله من هوية وطنية وذاكرة مفعمة بالإبداع والإنجازات الكروية. إنه عزاء كل العراقيين، الرحمة والمغفرة لروحه، وتعازينا لأسرته ومحبيه.
نجوم ينعون الراحل
ونعى وزير الرياضة العراقي عدنان درجال، الهداف التاريخي لمنتخب العراق، قائلاً: "ببالغ الحزن والأسى ننعى رفيق الدرب ونجم الجماهير، الغيور الرياضي الفذ ابن العراق أحمد راضي الذي وافاه الأجل عقب إصابته بجائحة كورونا".
وغرد رئيس الاتحاد الأردني لكرة القدم واتحاد غرب آسيا الأمير علي بن الحسين، قائلاً: "رحم الله الأخ و الصديق النجم العربي الكبير أحمد راضي، الذي كان في طريقه إلى عمان لتلقي العلاج من مضاعفات فيروس كورونا. لقد فقدنا هامة رياضية نفخر ونعتز بها ومثالاً بأخلاقه و عزيمته".
ونعى النجم الدولي رئيس الاتحاد العراقي الأسبق حسين سعيد زميله، وكتب على حسابه الشخصي في "فيسبوك": "وداعاً أبا فيصل.. وداعاً أخي أحمد راضي".
وفي تغريدة حزينة، كتب مدرب المنتخب العراقي السابق وزميل راضي لسنوات في صفوف "نادي الزوراء" عدنان حمد في حسابه على "تويتر": "أخي العزيز أحمد راضي في ذمة الله. لقد أوجعنا فراقك، ولكن لا نقول إلا ما يرضي الله، إنا لله وإنا إليه راجعون.. رحمك الله يا أبا هيا وغفر لك وأسكنك فسيح جناته".
ونعى رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم الشيخ البحريني سلمان بن إبراهيم آل خليفة، الراحل قائلاً: "تشعر أسرة كرة القدم الآسيوية بالحزن الكبير لوفاة أحد أهم رموز كرة القدم العراقية، ونحن نقف إلى جانب أسرة الفقيد أحمد راضي والاتحاد العراقي لكرة القدم، كان أحمد راضي أيقونة للرياضة في بلده، وسوف تبقى مساهماته خالدة في أذهان عشاق كرة القدم بقارة آسيا".
وغرّد رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه في المملكة العربية السعودية رئيس الاتحاد العربي السابق لكرة القدم تركي آل الشيخ، قائلاً: "رحم الله الخلوق أحمد راضي نجم العراق.. جمعتني به معرفة وذكريات.. كان محباً للمملكة وعلى خلق عالٍ وأدب كبير وشجاعة".