بعد ثلاثة أيام فقط من الفوز الكبير الذي حققه مانشستر سيتي على ليفربول بطل الدوري برباعية نظيفة في الجولة 32، تلقى السيتزنز هزيمة من ساوثهامبتون صاحب المركز الثالث عشر.
هذه الهزيمة المفاجئة، تشرح جانبًا كبيرًا من معاناة كتيبة بيب غوارديولا هذا الموسم، وعدم قدرتها على تحقيق عدد كبير من الانتصارات المتتالية خلافًا للموسمين الماضيين.
في موسم (2017-2018) حقق مانشستر سيتي 18 فوزًا متتاليًا في الدوري وحصد 100 نقطة في نهاية الموسم، وفي الموسم الماضي وصلت سلسلة انتصاراته إلى 14 مباراة على التوالي وحصد 98 نقطة، أمّا في الموسم الحالي، فلم يتمكن الفريق من تحقيق الفوز لأكثر من ثلاث مباريات على التوالي في البريميرليغ، وحصد حتى الآن 66 نقطة فقط قبل نهاية الموسم بخمس جولات.
أهداف كثيرة بلا فائدة
81 هدفًا سجلها لاعبو مانشستر سيتي في الدوري حتى نهاية الجولة 33، بمتوسط 2.4 هدفًا في المباراة الواحدة. هذا العدد، هو الأكبر بين مختلف فرق البريميرليغ هذا الموسم، وأكثر من ليفربول البطل وصاحب أقوى ثاني خط هجوم، بفارق 9 أهداف.
وعلى الرغم من ذلك، لم تقد هذه الأهداف الفريق إلى صدارة الترتيب، ولم تجعله قريبًا من ليفربول الذي يتفوق عليه بـ23 نقطة في جدول الترتيب.
أحد الأسباب في عدم جدوى هذا العدد الكبير من الأهداف تتمثل في صيام الفريق عن التسجيل في 4 مباريات أمام كل من وولفرهامبتون وتوتنهام ومانشستر يونايتد وساوثهامبتون. وخلال هذه المباريات الأربع، لم يحصد الفريق إلا نقطة واحدة فقط، وخسر 11 نقطة في سباق الصدارة.
ولم تكن الأزمة خلال تلك المباريات الأربع، أو خلال المباريات الأخرى التي انتهت بهزيمة مانشستر سيتي هذا الموسم وبلغ عددها تسع مباريات، تتمثل في عدم قدرة الفريق على صناعة الفرص، بل نجحت خطط غوارديولا في اختراق دفاعات المنافسين بسهولة. لكنّ اللاعبين لم يترجموا الفرص الكثيرة التي كانت تتاح لهم إلى أهداف في كثير من المواقف والمباريات الحاسمة.
في مباراة ساوثهامبتون في الجولة الماضية، صنع الفريق 26 فرصة للتسجيل. وعلى الرغم من ذلك لم يتمكن أحد من هز الشباك. وفي مباراة الجولة الثانية من الموسم أمام توتنهام، التي انتهت بالتعادل الإيجابي بهدفين لكل فريق، صنع لاعبو مانشستر سيتي 24 فرصة لم يسجلوا منها سوى هدفين.
وتشير إحصاءات الدوري الإنجليزي هذا الموسم، إلى أن السيتزنز أكثر فرق المسابقة إهدارًا للفرص المحققة برصيد 74 فرصة، وفي المركز الثاني يتواجد ليفربول بفارق كبير حيث أهدر لاعبوه 56 فرصة محققة.
وعانى الكثير من لاعبي الفريق فترات صيام تهديفي طويلة هذا الموسم. غابرييل خيسوس على سبيل المثال لم يسجل خلال آخر تسع مباريات خاضها. وواجه رحيم سترلينغ أزمة مشابهة، إذ صام عن التسجيل لمدة 12 مباراة على التوالي.
لاعبو الوسط أيضًا واجهوا العديد من الصعوبات التهديفية. ولم يسجل برناردو سيلفا منذ سبتمبر الماضي إلا هدفًا واحدًا. ولم يسجل كل من ديفيد وسيلفا وإيلكاي غودنوغان إلا هدفًا واحدًا في مسابقة الدوري منذ أكتوبر الماضي.
واعترف غوارديولا بهذه الأزمة. وبعدم قدرة لاعبيه على ترجمة الفرص الكثيرة التي تسنح لهم إلى أهداف. وقال في مؤتمر صحافي قبل مواجهة نيوكاسل اليوم الأربعاء: "ما حدث أمام ساوثهامبتون سبق وحدث أمام توتنهام في الجولة الثانية. لم أنجح في إيجاد حل لهذه الأزمة" وأضاف: "حين تصنع 26 فرصة وتسدد 26 مرة ولا تسجل فما عليك سوى أن تصنع 35 فرصة، وإذا لم يكن هذا كافيًا فعليك أن تصنع 40 فرصة، وإذا لم يكن هذا كافيًا فعليك أن تصنع 45 فرصة".
الدفاع أيضًا يعاني
23 هدفًا فقط استقبلتها شباك مانشستر سيتي في الموسم الماضي، و27 هدفًا تلقتها في الموسم قبل الماضي. أمّا في الموسم الحالي، فاهتزت شباك الفريق حتى الآن 34 مرة خلال 33 مباراة.
يواجه سيتي أزمة دفاعية واضحة هذا الموسم. الوصول إلى مرمى السيتزنز لم يعد بالصعوبة ذاتها، والأخطاء المباشرة من لاعبي الدفاع، كانت سببًا مباشرًا في اهتزاز شباك الفريق بالعديد من الأهداف، وآخرها في مباراة سواثهامبتون حين تسبب الظهير الأيسر زيتشنكو في خطأ جاء منه هدف المباراة الوحيد في الدقيقة 16. وكذلك في مباراة تشيلسي قبل ثلاث جولات، تسبب خطأ من الفرنسي بينيامين ميندي في تلقي شباك الفريق هدفًا.
وواجه غوارديولا أزمة بعد رحيل البلجيكي المخضرم فينسنت كومباني عن الفريق نهاية الموسم الماضي. ومع إصابة إيمريك لابورتي وغيابه عن الملاعب نحو خمسة أشهر، زادت الأمور تعقيدًا، خصوصاً مع اهتزاز مستوى الأرجنتيني نيكولاس أوتاميندي والإنجليزي جون ستونز.
أزمات الدفاع والهجوم قد تدفع المدرب الإسباني لاقتحام سوق الانتقالات الصيفية بقوة، خصوصاً إذا وافقت المحكمة الرياضية على الاستئناف الذي تقدم به الفريق للسماح بالمشاركة في المنافسات الأوروبية مجددًا.