دبي-يوسف الشافعي
عاد نادي "ريال مدريد" الإسباني إلى التألق من جديد، بفوزه بلقب "كأس السوبر" الإسباني في نسخته الجديدة، التي أقيمت في مدينة جدة السعودية. وبعد مُعاناته غياب نجوم الخط الأمامي كريم بن زيمة، إيدين هازارد، وغاريث بايل، أكد المدير الفني الفرنسي زين الدين زيدان "عُلو كعبه" بخُطة جديدة اعتمد فيها على لاعبي خط الوسط.
مودريتش، كروس، كاسيميرو، إيسكو وفالفيردي.. كلمة السر في تألق النسخة الجديدة لـ"الميرينغي" بقيادة خبير الطوارئ زيدان. 100مليون يورو قيمة الغلاف المالي الإجمالي الذي خصصه النادي الملكي لجلب هذا الخماسي، في زمن الصفقات الكبيرة والعملاقة. يَمتلك "ريال مدريد" إرثا ثميناً جلبه بخبرة وحنكة الإداريين الذين يأتي على رأسهم فلورينتينو بيريس، أو "الشامخ" كما يحلو لجماهير القلعة البيضاء الإسبانية تسميته.
مودريتش (35 مليون يورو)، إيسكو (30 مليون يورو)، كروس (25 مليون يورو)، كاسيميرو (5 مليون يورو) وفيديريكو فالفيردي (5 مليون يورو) .. أرقام غير قابلة للتصديق في ظل ما تَعرفه سوق كرة القدم من ارتفاع مُهول وناري في أسعار الصفقات.
وبحسب موقع "ترانسفير ماركيت" المختص في القيم المالية للاعبي كرة القدم، تزايدت بشكل كبير القيمة المالية لجميع لاعبي خط وسط ميدان النادي الملكي، باستثناء أفضل لاعب في العالم في عام 2018، لوكا مودريتش، رغم الموسم القاحل الذي عاشه النادي في السنة الماضية.
لوكا مودريتش
في الساعات الأخيرة من "الميركاتو" الصيفي لسنة 2012، وبعد إعلانه العصيان أمام إدارة ناديه الإنجليزي "توتنهام"، اقتنع رئيس "السبيرز" دانييل ليفي، بقبول العرض المقدم من إدارة "الميرينغي" المُحدد بـ 35 مليون يورو، وتعرض مودريتش حينها لهجوم من وسائل الإعلام الإسبانية، واصفة إياه باللاعب "المقلب".
ولم يتوقف هجوم الإعلام الإسباني على مودريتش عند هذا الحد، بل استمر في التشكيك في قدراته، باعتباره غير قادر على قيادة خط وسط نادي كبير في قيمة "ريال مدريد"، لكن الزمن كفيل بوضع كل شخص في مكانه؛ إذ تمكن من الوصول إلى قمة المجد بحيازة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم لسنة 2018 بعد موسم خرافي مع ناديه "ريال مدريد" ومنتخب بلاده كرواتيا. وفي "السوبر الإسباني" الأخير، أظهر الكرواتي وجهاً مُشرقاً، وكأنه استعاد بريقه وشبابه، ليُعلن بأنه لم يَقل بعد كلمته الأخيرة.
إيسكو
بعد رحيل الـ"سبيشال وان" جوزي مورينيو، قرر النادي الملكي إعادة تجديد دماء القلعة بقيادة الإيطالي كارلو أنشيلوتي ومساعده الفرنسي زين الدين زيدان. وتعاقدت إدارة "الميرينغي" حينها مع أفضل موهبة في إسبانيا، إيسكو ألاركون، بعد موسم للذكرى مع ناديه السابق مالقة.
30 مليون يورو كانت كفيلة بجعل إيسكو لاعباً لنادي "ريَال مدريد"، وبدأ التألق بشكل مُبكر مع المرور بفترات فراغ من وقت لآخر. كان "الساحر" الإسباني قريباً من مُغادرة النادي الملكي في الموسم الماضي بعد المشاكل التي مر منها في فترة إشراف المدرب الأرجنتيني سانتياغو سولاري على تدريب الفريق، قبل أن يَعود زيدان للإشراف على الملكي، ويُعيد إيسكو إلى توهجه اللامع، فاستعاد شيئاً من بريقه وقيمته السوقية التي تخطت 50 مليون يورو.
كروس
يُعتبر التعاقد مع لاعب وسط الميدان الألماني، توني كروس، القادم من "بايرن ميونيخ" بقيمة 25 مليون يورو من أهم صفقات الرئيس فلورينتينو بيريس في فترة ولايته الثانية. التعاقد مع أحد أفضل لاعبي خط الوسط في العالم، قادماً في ثوب بطل العالم صيف 2014، صَنَّفَهُ المُحللون والنقاد في مصاف صفقات القرن، نظراً للأداء الفني الكبير الذي قدمه توني كروس للنادي الملكي، إذ ساهم بشكل كبير في اكتساح "الميرينغي" للقارة العجوز في الآونة الأخيرة.
كاسيميرو
إذا ما كان مودريتش، إيسكو وكروس يُساهمان في صناعة اللعب الجميل ومد لاعبي الخط الأمامي بالفرص، لَم يَكن ذلك ليكتمل لولا القطعة "المفقودة" في تشكيلة الفريق منذ رحيل الفرنسي كلود ماكيليلي. كارلوس هنريكي كاسيميرو، أو كما يَحلو لمدربه زيدان تسميته "المُحارب".
جاء المحارب للنادي الملكي قادماً من "ساوباولو" البرازيلي في صفقة إعارة لحمل ألوان الفريق الرديف "ريال مدريد كاستيا" لموسم كامل شارك فيه مع الفريق الأول في مباراة "ريال بيتيس" في ملعب "سينتياغو بيرنابيو" تحت إشراف البرتغالي مورينيو لأول مرة، قبل أن يُقرر النادي الملكي دفع قيمة 5 مليون يورو لإدارة "ساوباولو" لضمه بصفة نهائية.
في الموسم التالي، بقي برفقة الفريق الملكي بمعية المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي، لم يُشارك كثيراً لكنه كان من بين أكثر اللاعبين تأثيراً في لقب "العاشرة" بدوري أبطال أوروبا، بعد دخوله في آخر ربع ساعة من مباراة "بروسيا دورتموند" الشهيرة، وقيامه بأدوار دفاعية كبيرة ساهمت في عبور الميرينغي إلى المربع الذهبي. قبل أن يخرج كمعار إلى "بورتو" في موسمه الثالث بأوروبا؛ ليُقدم موسماً خُرافياً بألوان زعيم كبير أندية البرتغال. قرر "الميرينغي" استعادة رُمانة وسط ميدان لخلق التوازن في التشكيلة، فكان له ما أراد وأضحى ذلك المحارب الذي لا يستطيع "ريال مدريد" دخول المعارك من دونه.
فيديريكو فالفيردي
وفي إطار سياسة اقتناص المواهب عبر العالم، انتدب النادي الملكي اللاعب فيديريكو فالفيردي قادماً من "بينارول" في الأوروغواي، بقيمة 5 ملايين يورو، وبدأ يخطو خُطوات كاسيميرو منذ البداية، بحمل ألوان الفريق الرديف "الكاستيا"، قبل أن يخرج مُعاراً إلى صفوف "ديبورتيفو لاكورونيا".
وبعد تألقه الملفت، أعاده الفريق إلى صفوفه في الموسم الماضي، ولعب العديد من الدقائق مع المدرب الأرجنتيني سانتياغو سولاري، قبل أن يبزغ فجر نجم جديد تحت إشراف خبير الطوارئ زيدان.
