فيرنر وليفربول.. أولويات السوق تنتصر على رغبة كلوب

time reading iconدقائق القراءة - 2
 تيمو فيرنر خلال مباراة بين لايبزيغ وآوغسبورغ في الدوري الألماني لكرة القدم  - AFP
تيمو فيرنر خلال مباراة بين لايبزيغ وآوغسبورغ في الدوري الألماني لكرة القدم - AFP
القاهرة-محمد فتحي

لأشهر عديدة، ارتبط اسم الألماني تيمو فيرنر مهاجم لايبزيغ بالانتقال إلى ليفربول متصدر الدوري الإنجليزي الممتاز قبل أن ينسحب الريدز من المفاوضات، تاركًا المجال لمنافسه تشيلسي الذي حسم الصفقة بدفع الشرط الجزائي في عقد اللاعب، وقيمته 54 مليون جنيه إسترليني، ويتبقى الإعلان الرسمي خلال أيام.

وفتح انسحاب ليفربول من المفاوضات، رغم إعجاب المدرب الألماني يورغين كلوب المدير الفني لليفربول باللاعب، ورغبة فيرنر في الانتقال إلى متصدر البريميرليغ، الباب أمام تساؤلات عديدة، خاصة بعدما أشارت العديد من التقارير الصحفية إلى أن "الانسحاب جاء لأسباب اقتصادية" في المقام الأول. 

حل مثالي

وكان فيرنر خيارًا مثاليًا لليفربول الذي يحاول دعم خط هجومه بوجه جديد ينضم للثلاثي المتألق روبرو فيرمينيو وساديو ماني ومحمد صلاح. 

وفي طريقة لعب (4-3-3) التي يعتمد عليها يورغين كلوب كان بإمكان فيرنر اللعب في قلب الهجوم أو على الجناح الأيمن. 

وحتى إذا وجد اللاعب صعوبة في اقتحام التشكيل الأساسي بسبب تألق ثلاثي الهجوم، فإن وجوده على مقاعد البدلاء سيعزز الحلول الهجومية لكلوب، وسيساهم في علاج أحد أبرز العيوب التي يعاني منها الفريق وتتمثل في الفارق الكبير بين مستوى الأساسيين والاحتياطيين. 

ولا يجد كلوب في حال غياب أحد ثلاثي المقدمة سوى البليجيكي ديفوك أوريغي، الذي، ورغم نجاحه في حسم بعض المباريات المهمة، إلّا أنه لا يستطيع ملء الفراغ الذي يخلفه غياب صلاح أو ماني أو فيرمينيو. 

كمّا أن صغر سن فيرنر، 24 عامًا، يعد نقطة قوة في ظل بحث كلوب عن وجوه شابة خاصة مع اقتراب ثلاثي المقدمة من حاجز الـ30 عامًا، ويعزز أيضًا قدرة اللاعب على التعلم والتطور والتكيّف مع طرق لعب كلوب ومع إيقاع المباريات في الدوري الإنجليزي.

لهذه الأسباب وغيرها، وجّه قطاع كبير من جماهير ليفربول انتقادات حادة إلى إدارة النادي عبر مواقع التواصل الاجتماعي عقب ضياع الصفقة من بين إيديهم.

أزمة اقتصادية

خلافًا للأزمات التي تعاني منها مختلف أندية العالم في الأشهر الثلاثة الماضية بسبب توقف الأنشطة الكروية جراء تفشي فيروس كورونا؛ فإن ليفربول يواجه مشكلة من نوع آخر. 

في الصيف الماضي، ورغم المطالبات العديدة بضم وجوه جديدة مميزّة تدعم الفريق وتقوّي دكة البدلاء في ظل تشبّع التشكيلة الأساسية بالنجوم، إلا أن ليفربول لم يقم بصفقات من العيار الثقيل واكتفى بضم الحارس البديل أدريان، والشاب هيرفي إليوت وفان دين بيرغ. 

في المقابل، وضعت إدارة النادي الحفاظ على النجوم الأساسية لمشروعها الحالي كأولوية قصوى لذا قررت تجديد عقودهم ورفع الرواتب لقطع الطريق على الفرق الأخرى الراغبة في الحصول على خدماتهم. وتبلغ قيمة نفقات ليفربول على الرواتب 310 مليون جنيه إسترليني سنويًا.

وتشير تقارير إلى أن فينواي، الشركة الأمريكية المالكة للنادي الإنجليزي، رغم دعمها الكامل ليورغين كلوب وسياساته الشرائية إلّا أنها تتحفظ على إنفاق المزيد من المبالغ خلال الفترة الحالية بسبب الأوضاع الاقتصادية التي دفعت أحد المنافسين، فريق توتنهام، لاقتراض 175 مليون جنيه إسترليني مؤخرًا. 

وفيما يخض فيرنر، فإن رغبة كلوب في التعاقد مع اللاعب وتواصله معه أكثر من مرة، لم تكن سببًا كافيًا لإقناع النادي بضرورة دفع 54 مليون جنيه إسترليني خاصة في ظل احتمالات جلوسه على مقاعد البدلاء، والمشاركة أساسيًا على فترات متباعدة. 

كمّا أن الصفقة كانت ستكلف النادي أموالًا إضافية ضخمة، فبالإضافة إلى مقدم التعاقد وعمولات الوكلاء، فإن مطالب فيرنر المادية كانت تقترب من الـ200 ألف جنيه إسترليني أسبوعيًا، وهو راتب ضخم يقترب من رواتب أبرز نجوم الفريق، ويتبع النادي سياسة ترفض منح الوافدين الجدد مثل هذه المبالغ.

وفي محاولة لتوفير الأموال، ينوي الريدز التخلص من بعض لاعبيه الاحتياطيين عقب نهاية الموسم المقبل والاستفادة من المقابل المادي لبيعهم مثل أوريغي وشاكيري وغيرهما لكنّه يواجه أزمة أخرى في هذا السياق، إذ أن أندية الوسط والقاع في مختلف الدوريات الأوروبية لن يكون بمقدورها إنفاق مبالغ كبيرة خلال نافذة الانتقالات المقبلة بسبب الخسائر الاقتصادية، وستكون الأولوية لهذه الأندية الحصول على اللاعبين بنظام الإعارة.

وأمام هذه العقبات قد يضطر ليفربول إلى الانتظار عامًا جديدًا قبل أن يبرم صفقة قوية لتدعيم قوامه   الأساسي.

الخطر القادم

في الموسم الحالي، نجح ليفربول بفضل الاحتفاظ بقوامه الرئيس في التفوق على منافسيه، والاقتراب من حسم لقب الدوري مبكرًا، لكن إذا استمرت سياسات عدم التعاقد مع النجوم بعد نهاية الموسم الحالي فإن الفريق ربما يتعرض لهزة في المستقبل القريب.

أحد الأسباب الرئيسة وراء ذلك تتمثل في القوة الشرائية لبعض منافسيه، وفي مقدمتهم تشيلسي. ورغم الأزمة المالية، فإن تشيلسي الذي حُرم من التعاقدات بقرار من الفيفا خلال الموسم الماضي، نجح في ضم المغربي حكيم زياش من صفوف أياكس ثم الألماني تيمو فيرنر، والصفقتان كلفتا خزائن البلوز مبلغ ضخم اقترب من الـ100 مليون جنيه إسترليني. وتشير العديد من التقارير أن فرانك لامبارد المدير الفني للفريق لم يكتفِ بعد من الصفقات، وينوي ضم لاعب آخر على الأقل.

وتعود هذه القوة الشرائية إلى المالك الثريّ رومان أبراموفيتش، إضافة إلى المبلغ الضخم الذي حصل عليه البلوز ويتجاوز الـ100 مليون يورو نظير بيع إدين هازارد إلى ريال مدريد الصيف الماضي، ولم ينفق النادي هذا المبلغ خلال الموسم الحالي بسبب منعه من التعاقدات من الاتحاد الدولي لكرة القدم.

وإضافة إلى البلوز، تمثّل الأندية الكبرى الأخرى في إنجلترا مثل مانشستر يونايتد ومانشستر سيتي وآرسنال مصدر خطورة كبيرة على الريدز إذا لم يرمم الثغرات الموجودة في قائمته. 

نستخدم في موقعنا ملف تعريف

نستخدم في موقعنا ملف تعريف الارتباط (كوكيز)، لعدة أسباب، منها تقديم ما يهمك من مواضيع، وكذلك تأمين سلامة الموقع والأمان فيه، منحكم تجربة قريبة على ما اعدتم عليه في مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك تحليل طريقة استخدام موقعنا من قبل المستخدمين والقراء.