
تحدث المحقق المستقل، ريتشارد مكلارين، الخميس، عن "عقود من الفساد" في الاتحاد الدولي لرفع الأثقال خلال فترة رئاسة المجري تاماش إيان.
وأبلغ مكلارين، الذي قادت نتائج توصل إليها، الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات لإصدار توصية بمنع روسيا من المشاركة في أولمبياد 2016، الصحافيين بأن الاتحاد الدولي كان غارقاً في الفساد.
وشملت وقائع الفساد شراء أصوات، والتستر على تعاطي منشطات، ومخالفات مالية بقيمة 10.4 مليون دولار.
رئيس مستبد
وقال مكلارين في مؤتمر صحافي عبر تطبيق" زوم "، إنه وجد أن المنظمة خضعت لما يقارب نصف القرن، لرئيس مستبد وقف من خلال آليات السيطرة المختلفة، وراء كل الأحداث التي شهدتها مؤسسته.
وأضاف أستاذ القانون الكندي مكلارين، أن "هوس إيان بالسيطرة فرض أجواء التخويف، والترهيب، وحال دون وجود إدارة رياضية رشيدة، إذ رصدنا فساداً على أعلى المستويات في الاتحاد الدولي لرفع الأثقال".
واستفاض التقرير المفصل المؤلف من 121 صفحة في شرح الحجم الهائل للفساد المزعوم داخل الاتحاد الدولي لرفع الأثقال أثناء رئاسة إيان.
وأزاح التحقيق الستار عن غرامات لتعاطي منشطات تم دفعها شخصياً إلى إيان، وكذلك عن سحب مبالغ مالية كبيرة من حسابات الاتحاد الدولي لرفع الأثقال، وكانت كل هذه العمليات تُجرى عادة قبل البطولات الكبرى أو اجتماعات الجمعية العمومية للاتحاد.
مبالغ غير شرعية
وتابع مكلارين: "من المستحيل على الإطلاق تحديد حجم الأموال التي تم جمعها أو سحبها لاستخدامها في نفقات مشروعة، حيث كشف فريق التحقيق المستقل عن 10.4 مليون دولار أميركي لم يتم الاستدلال على مشروعية استخدامها".
ووصف المحقق المستقل السجلات المالية للاتحاد الدولي لرفع الأثقال بأنها "مزيج من أرقام غير مكتملة، وغير دقيقة، تسبب فيها نظام فشل في تسجيل النفقات والإيرادات، إضافة إلى وجود حسابات مصرفية سرية للسيد إيان".
وخلص التحقيق إلى أن بعض هذه الأموال تم استخدامها لشراء أصوات لشغل منصب الرئيس، ومناصب قيادية أخرى في اللجنة التنفيذية، في أحدث اجتماعين للجمعية العمومية للاتحاد.
التستر على تناول منشطات
وخلال التحقيقات أيضاً، كشف فريق مكلارين مخالفات للوائح المنشطات، تتجلى بالتستر على 40 عينة إيجابية في سجلات الاتحاد الدولي لرفع الأثقال.
وتخص هذه العينات فائزين بميداليات ذهبية وفضية لم يتم التحقيق معهم. وقال مكلارين إنه قدم هذه المعلومات إلى الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات "وادا" لإجراء مزيد من التحقيقات.
وتسببت هذه العينات الإيجابية في غضب رئيس الوكالة الأميركية لمكافحة المنشطات ترافيس تايغارت، الذي أشار إلى أن إيان كان أحد أعضاء مجلس مؤسسة "وادا".
وقال تايغارت في بيان أن "التحقيق الذي صدر اليوم يمثل ضربة أخرى لنزاهة حوكمة الرياضة ونظام مكافحة المنشطات العالمي".
واستمر الخوف داخل الاتحاد الدولي حتى بعد استقالة إيان، حيث قال مكلارين إن 2 من أصل 5 نواب للرئيس و2 من أصل 8 أعضاء بالإدارة التنفيذية، بالإضافة إلى رئيس واحد من الاتحادات القارية الـ5 قد خرجوا عن صمتهم.
وتابع: "رغبة الأعضاء وشركاء الاتحاد الدولي للخروج عن صمتهم لم تكن موجودة".
على رأس عمله
وذكر مكلارين أن فريقه وجد الرئيس السابق في مكتبه خلال إحدى الزيارات إلى مقر الاتحاد الدولي في بودابست، على الرغم من مرور 45 يوماً على إيقافه.
وأضاف: "شاهدناه يقوم بعمله المعتاد في إدارة الاتحاد، وقد قام بتنظيم اجتماع الإدارة التنفيذية وعقد اجتماعات مع مستشارين ماليين للاتحاد الدولي".
وأصبح الاتحاد الدولي في دائرة ضوء غير مرغوب فيها حيث تم تقليص عدد الرياضيين من الاتحاد في أولمبياد طوكيو، بينما انضمت اللعبة إلى القائمة المبدئية فقط لأولمبياد 2024.
اتهامات جنائية
وبدأت اللجنة الأولمبية الدولية تحقيقاتها في وقت سابق من العام الحالي، ما أدى إلى استقالة إيان من منصبه كعضو شرف.
وأعلنت اللجنة الأولمبية الدولية في بيان، مساندتها للإصلاحات في الاتحاد الدولي لرفع الأثقال، مشيرة إلى أنها ستعمل مع "وادا"، لكشف أي حالات منشطات لها علاقة بالألعاب الأولمبية. وأشارت إلى أن تقرير مكلارين قد يقود إلى مزيد من التحقيقات وإلى توجيه اتهامات جنائية.
وقالت الرئيسة المؤقتة للاتحاد الدولي لرفع الأثقال، أورسولا باباندريا، إنه "ستتم إحالة أي قضايا تحتاج إلى مزيد من التدقيق إلى هيئات أخرى سواء كانت (وادا) أو سلطات إنفاذ القانون".
وتابعت: "الأنشطة التي تم الكشف عنها والوقائع محل التحقيق غير مقبولة على الإطلاق، وربما تستلزم إجراءات جنائية".
ويذكر بأن المجري إيان (81 عاماً) كان قد شغل منصب الأمين العام للاتحاد لمدة 24 عاماً، وعمل رئيساً له منذ عام 2000 حتى استقالته في أبريل الماضي.