منذ 10 سنوات، أكمل ريال مدريد التعاقد مع اللاعب الشاب سيرجيو كاناليس مقابل 6 ملايين يورو, وبدأ النادي سياسة جديدة تعتمد على شراء المواهب الشابة. وفي الصيف الماضي، تعاقد النادي الملكي مع 6 لاعبين تحت سن 21 سنة من أجل تدعيم الفريق الأول.
في البداية، كانت استراتيجية النادي تعتمد على حالات معينة من اللاعبين الموهوبين لتصبح تلك الفكرة أكثر تطوراً وتشكل الآن غالبية الوافدين الجدد إلى قلعة البيرنابيو.
نجاح السياسة الجديدة، جعل إدارة النادي تعتمد أكثر فأكثر على عنصر الشباب للنهوض في الفريق حتى يصبحوا لاعبين أساسيين في المستقبل.
في السنوات الأخيرة، أصبح التعاقد مع الشباب أكثر تكلفة من قبل. ومن الممكن أن يكلف التعاقد مع لاعب صغير أكثر من 40 مليون يورو. لكن إذا عدنا قليلاً إلى الوراء، فإن ريال مدريد تعاقد مع رافاييل فاران (2011), كاسيميرو, داني كارباخال وإيسكو (2013), إضافة إلى ماركو أسينسيو وفالفيردي (2016), كلهم لاعبين أساسيين ولم يتخط التعاقد مع أي واحد منعهم مبلغ 30 مليون يورو.
وأفضل مثال على التعاقدات الجيدة، مقابل مبلغ صغير التي قام بها الريال هو ماركو أسينسيو، الذي كان مطلوباً من برشلونة لكنه انضم إلى الملكي بعمر 18 سنة مقابل 3.5 ملايين يورو فقط قادماً من ريال مايوركا.
أسينسيو أعير إلى إسبانيول لاكتساب بعض الخبرة، قبل أن ينطلق بقوة نحو النجومية مثله مثل فالفيردي الذي كان بحاجة أيضاً إلى بعض الوقت لتطوير نفسه قبل إشراكه في تشكيلة الفريق الملكي.
إيسكو كان اللاعب الأغلى في السنوات الخمس الأولى من سياسة التعاقد مع اللاعبين الشباب حيث كلف النادي مبلغ 30 مليون يورو, لكنه أثبت أنه أستحق ما دفع من أجله.
إيسكو رفقة فاران, كاسيميرو وكارباخال، أي اللاعبين الأربعة الذي انضموا في السنوات الخمس الأولى من سياسة التعاقدات الجديدة كانوا من أعمدة الفريق الذي فاز بأربع ألقاب لدوري الأبطال في 5 سنوات.
التعاقدات الجديدة
منذ مايو 2017 حتى الآن، أي منذ التعاقد مع فينيسيوس جونيور, أنفق ريال مدريد 300 مليون يورو أي أكثر من 75 بالمائة من الإجمالي الذي صرفه منذ 2010 حتى 2017 مما يدل بشكل واضح على ارتفاع أسعار اللاعبين الشباب.
بين 2010 و 2017 وقع ريال مدريد مع 13 لاعباً مقابل 138.5 مليون يورو. أما في آخر 3 سنوات، فقد تكلفت خزينة النادي 300.5 مليون يورو للتعاقد مع 11 لاعباً, أي أن متوسط التعاقد مع أي لاعب ارتفع من 10.65 مليون يورو إلى 30.05 مليون يورو.
لا يزال من المبكر الحكم على تلك المواهب الجديدة. وهنا الحديث عن لوكا يوفيتش (60 مليون يورو)، إيدير ميليتاو (50 مليوناً)، رودريغو غوس (45 مليوناً)، رينيير جيسوس (30 مليوناً)، فينيسيوس (45 مليوناً) وإبراهيم دياز (17 مليوناً). كل هؤلاء اللاعبين تم التوقيع معهم من أجل المستقبل وليس من أجل الوقت الحالي.
نضيف إلى تلك القائمة الحارس أندريه لونين (8.5 مليون يورو) الذي لم يلعب حتى الآن لكنه قد يصبح الخيار الثاني في حراسة المرمى في الموسم المقبل.
جاؤوا ... ورحلوا
كما هو معروف، ثمة صفقات ناجحة وأخرى لم يكتب لها النجاح أو الاستمرار لأسباب عدة فتم التخلي عنها بعد فترة, مثلما حصل مع مسعود أوزيل، الذي لعب 3 مواسم ثم بيع لأرسنال مقابل ربح وصل إلى 29 مليون يورو.
ماتيو كوفاتشيتش بقي في مدريد لمدة 3 مواسم أيضاً، قبل أن يغادر إلى تشلسي بصفقة أربحت النادي 17 مليون يورو، على عكس تيو هيرنانديز الذي انضم من أتليتيكو مدريد واستمر موسماً واحداً قبل أن تتم إعارته إلى ريال سوسييداد ومن ثم بيعه بخسارة وصلت إلى 6 ملايين يورو.
لاعبون واعدون
بعض اللاعبين لم يظهروا حتى الآن قيمتهم الحقيقية، على الرغم من أنهم يشبهون المواهب التي يمكن أن تهيمن على اللعبة لسنوات قادمة.
أفضل الأمثلة هما داني سيبايوس ومارتن أوديغارد، وكلاهما دوليان كاملان ولاعبان منتظمان أثناء إعارتهما. قد يكافح سيبايوس قليلاً من أجل الظهور تحت قيادة زين الدين زيدان، لكن موهبته لا شك فيها.أما بالسنة لأوديغارد الذي أعير 3 مرات في آخر 4 سنوات، فسيكون خياراً أساسياً لريال مدريد بعد سنة أو سنتين على الأكثر.
هناك أيضاً الياباني تاكيفوسا كوبو الذي انضم مجاناً وألبرتو سورو الذي كلف 2.5 مليون يورو, ولم يظهرا بعد قدراتهما الكاملة.
خيبة الأمل
من ناحية أخرى، هناك لاعبون فشلوا في الارتقاء إلى مستوى التوقعات، مثل سيرجيو دياز الذي أطلق عليه لقب سيرجيو أغويرو القادم من الباراغواي. انضم دياز إلى الريال عام 2016 مقابل 5 ملايين يورو ولا يزال خارج أسوار النادي على سبيل الإعارة منذ ذلك الوقت.
كذلك، هناك لوكاس سيلفا، الذي انضم في يناير 2015 وغادر الصيف الماضي من الباب الضيق لينضم إلى غريميو, وأيضاً خيسوس باييخو الذي يعاني إصابات عدة، وهو معار الآن إلى غرناطة ويبدو في طريقه نحو الخروج من القلعة البيضاء هذا الصيف.