
في ظل الارتباط الكبير لنجوم كرة القدم بملاعب الساحرة المستديرة، يود هؤلاء النجوم عدم مفارقة الملاعب، حتى بعد إسدال الستار على مسيرتهم الكروية، فمنهم من يجد ضالته في استوديوهات التحليل عبر الشبكات التلفزيونية، بينما يرى آخرون أن "الدكة" هي الخيار الأمثل، فيحاولون اقتحام عالم التدريب معتمدين على أسمائهم كنجوم بارزين.
لكن القاعدة تقول إنه "ليس كل لاعب جيد يمكن أن يصبح مدرباً ناجحاً"، لأن قلة قليلة من النجوم الذين توجهوا إلى عالم التدريب نجحوا في كتابة أسمائهم بأحرف من ذهب في سجلات أشهر مدربي كرة القدم، وآخرهم هو المدير الفني الفرنسي لنادي ريال مدريد زين الدين زيدان الذي تنبأ له البعض بالفشل.. لكنه عبث بالقوانين ونَصَّبَ نفسه كأحد أفضل مدربي كرة القدم الحاليين.
وعلى العكس من زيدان، فشل لاعبون كُثر فشلاً ذريعاً في عالم التدريب، بعدما كانوا نجوماً يروّضون الكرة وينتزعون آهات الجماهير العريضة. وفيما يلي قائمة بأبرز نجوم الكرة التاريخيين الذي فشلوا في أن يصبحوا مدربين.
مارادونا
لا يختلف اثنان على أن الأرجنتيني دييغو أرماندو مارادونا يعد أحد أفضل اللاعبين في تاريخ كرة القدم، لما حصده من مجد على المستويين الجماعي والفردي، سواء مع منتخب بلاده أو الأندية التي حمل ألوانها، وخاصة نادي الجنوب الإيطالي نابولي، بعدما قادمه لتحقيق لقب الدوري الإيطالي لكرة القدم "الكالتشيو" في مناسبتين، فضلاً عن كأس الاتحاد الأوروبي.
نجاحات "الأسطورة الحية" مارادونا لم تتوقف أبداً عندما كان لاعباً، وساهم في تتويج منتخب بلاده بلقب كأس العالم عام 1986 في بطولة لا تنسي.
ارتباط اللاعب الأسطوري الوطيد بالساحرة المُستديرة جعله يقرر ولوج عالم التدريب، ولكن سوء الطالع لازمه ولم يتذوق طعم الإنجازات والانتصارات التي أَلِفها عندما كان لاعباً.
بعد معاناة مريرة في مشوار تصفيات كأس العالم 2010، حقق مارادونا "المدرب" التأهل رفقة المنتخب الأرجنتيني بصعوبة بالغة، ليَعبر إلى نهائيات مونديال القارة السمراء بجنوب إفريقيا.. ولكنه خرج خاوي الوفاض برباعية تاريخية في ربع النهائي أمام ألمانيا، ليغادر حينها تدريب منتخب "التانغو" من الباب الخلفي.
وبعدها بعام واحد، تولى النجم الأرجنتيني مارادونا تدريب نادي الوصل الإماراتي، غير أن مصيره كان الإقالة لسوء نتائجه رفقة فارس زعبيل. وعاد بطل العالم الأرجنتيني إلى الدوري الإماراتي عام 2017، في الدرجة الثانية، للإشراف على تدريب نادي الفجيرة، ولكنه غادر بنهاية الموسم بعدما فشل في قيادة الفريق للصعود إلى الدرجة الممتازة.
مسيرة مارادونا التدريبية لم تتوقف عند هذا الحد، وتم تعيينه مديراً فنياً لفريق دوريوس المكسيكي في الدرجة الثانية، في سبتمبر عام 2018، وعاد ليلقى المصير نفسه، بعدما تمت إقالته في يونيو من العام الذي يليه 2019، لأسباب صحية صاحبت فشله في قيادة الفريق إلى الدرجة الأولى.
بعدها بثلاثة أشهر فقط، عاد الملك إلى عرشه لقيادة نادي "خيمناسيا لا بلاتا" الأرجنتيني،و لكنه غادره بعد شهرين فقط قبل أن يعدل عن قراره بعدها بيومين، لتنتهي مسيرة الأسطورة مارادونا كمدرب، وليصبح أحد أكثر النجوم التاريخيين فشلاً في مقاعد التدريب.
غاري نيفيل
لا يمكن لعشاق "الشياطين الحمر" مانشستر يونايتد نسيان صولات وجولات قائدهم "التاريخي" غاري نيفيل الذي يُعتبر من بين أفضل لاعبي مركز الظهير الأيمن الذين أنجبتهم كرة القدم الإنجليزية.
وبعد اعتزال الظهير "الطائر" غاري نيفيل كرة القدم، قرر عدم الابتعاد ليشتغل محللاً في القنوات التي تعمل على بث مباريات الدوري الإنجليزي الممتاز "بريمرليغ"، ناهيك عن تجارب تدريبية يبقى معظمها فاشلاً.
وفي عام 2012، تولى غاري نيفيل مهام المساعد الأول لمدرب المنتخب الإنجليزي روي هودسون، إذ جاوره في كأس أوروبا للأمم "يورو 2012" وكأس العالم 2014، إضافة إلى تصفيات "يورو 2016"، قبل أن يقرر الاستقالة.
وفي ديسمبر من عام 2015، جاءت أول تجربة للإنجليزي نيفيل كمدرب، إذ تم تعيينه مدرباً لنادي فالنسيا.. وتعرض حينها لأشهر هزيمة في تاريخه التدريبي "القصير"، عندما سقط أمام برشلونة في كأس الملك الإسباني بسباعية نظيفة.
كما فشل المدرب الإنجليزي رفقة "خفافيش" فالنسيا في تحقيق الفوز في 8 مباريات على التوالي في "الليغا" الإسبانية.
وبعد تعيينه بثلاثة أشهر فقط، تعرض غاريث نيفيل للإقصاء من مسابقة الدوري الأوروبي "يوروبا ليغ" أمام أتلتيك بلباو الإسباني، لتقرر إدارة النادي حينها الاستغناء عن خدماته، تاركاً الفريق غارقاً في وحل النتائج السلبية التي انتهت به في المركز الرابع عشر، وبفارق 6 نقاط فقط عن المناطق المؤدية إلى الدرجة الثانية.
وفي خروج إعلامي شهير بعد تجربته مع فالنسيا، أكد غاري نيفيل أنه لن يعود أبداً إلى عالم التدريب، وأضحى حالياً واحداً من ألمع نجوم التحليل التلفزيوني.
بوبي تشارلتون
يعتبر النجم الإنجليزي بوبي تشارلتون من بين أعظم اللاعبين في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز "بريمرليغ"، بعدما دافع عن ألوان مانشستر يونايتد، كما ساهم في تتويج منتخب "الأسود الثلاثة" بلقب كأس العالم الوحيد في تاريخ إنجلترا عام 1966، ليُتوج حينها بجائزة أفضل لاعب في العالم.
بعد التتويج التاريخي، أنهى "السير" بوبي تشارلتون مسيرته الحافلة بالألقاب مع الشياطين الحمر، وقرر دخول عالم التدريب، ليشرف على فريق "بريستون نورث إيند" الإنجليزي عام 1973، ولكنه قاده للهبوط في أول مواسمه معه.
وبعد بداية الموسم الثاني بأسابيع قليلة، غادر بوبي تشارلتون تدريب النادي لفشله الذريع في مهامه "الوحيدة" كمدرب، قبل أن يخوض تجربة "مؤقتة" فقط رفقة "ويغان أتلتيك"، إذ قاده عام 1983.
آلان شيرر
لا يمكن لمتتبعي الدوري الإنجليزي الممتاز نسيان الأسطورة الإنجليزية والهداف التاريخي لـ"بريمرليغ" آلان شيرر الذي سجل 260 هدفاً خلال مسيرته الكروية في الدوري.
ويعتبر آلان شيرر أسطورة خالدة لنادي "نيوكاسل" الإنجليزي، ما دفعه لتلبية النداء عام 2009، بعدما كان الفريق يعاني في صراع الهُبوط، وتمت الاستعانة به للإشراف على تدريب "الماكبايز".
ولم ينجح الهداف التاريخي شيرر سوى في حصد 5 نقاط خلال فترة تدريبه للفريق، ليهبط حينها "نيوكاسل" إلى الدرجة الأولى "التشامبيونشيب". ولم يَعُد شيرر منذ ذلك الحين إلى عالم التدريب، إذ كانت المرة الوحيدة التي اشتغل فيها كمدير فني.
توني أدامز
إذا كان للوفاء والود عنوان في كرة القدم فسيكون اسم توني أدامز عنواناً له إذ قضى"القائد التاريخي" مسيرته الكروية كاملة بقميص أرسنال الإنجليزي، وتوج معه بلقب "بريمرليغ" في 4 مناسبات كقائد، إضافة إلى لقب كأس الاتحاد الإنجليزي في 3 مناسبات.
وبعد الاعتزال، قرر توني أدامز ولوج عالم التدريب، لتكون تجربته الأولى في موسم 2003-2004 رفقة فريق "ويكمب وندررز" الإنجليزي في الدرجة الأولى "تشامبيونشيب"،ولكنه قدم موسماً كارثياً انتهى بهبوط الفريق إلى الدرجة السفلى.
وعاد توني أدامز للتدريب رفقة بورتسموث في موسم 2008-2009،ولم يَدم مقامه هناك سوى أربعة أشهر لتتم إقالته.
وغادر أدامز إنجلترا صوب تجربة جديدة في أذربيجان موسم 2010-2011، وأشرف على تدريب فريق جابالا، وقضى معه قرابة موسمين.
واختفى أدامز عن الأنظار، قبل أن يتم تعيينه عام 2017 مُدرباً لنادي غرناطةالإسباني، إذ تم الاستنجاد به لإنقاذ الفريق من الهُبوط إلى الدرجة الثانية،ولكنه لم يحقق الفوز في كل مبارياته التي كان عددها 7 مباريات، لتتم إقالته من مهمته.
لوثر ماتيوس
ما إن يتبادر إلى الأذهان جيل المُنتخب الألماني الذي تُوج بلقب كأس العالم عام 1990 بإيطاليا، حتى يظهر اسم النجم "التاريخي" لمنتخب "المانشافت"، لوثر ماتيوس الذي حاز حينها جائزة أفضل لاعب في العالم.
وخلال مسيرته الكروية كلاعب، دافع ماتيوس عن ألوان أندية بوروسيا مونشنغلادباخ، وبايرن ميونيخ وفريق إنتر ميلان الإيطالي، ونجح في الفوز بالعديد من الألقاب.
وتوج ماتيوس بلقب الدوري الألماني في 8 مناسبات رفقة النادي البافاري "بايرن ميونيخ"، إضافة إلى كأس الاتحاد الأوروبي رفقة"النيراتزوري" إنتر ميلان الإيطالي.. ويبقى النجم الألماني أكثر اللاعبين تمثيلاً للمنتخب كما شارك في 5 نسخ من كأس العالم.
ومُباشرة بعد نهاية مسيرته الكروية، قرر لوثر ماتيوس دخول عالم التدريب، وكانت البداية رفقة "رابيد فيينا" النمساوي، قبل أن يتحول سريعاً إلى الإشراف على نادي بارتيزان بلغراد الصربي، وبعدها تم تعيينه مُدرباً لمنتخب هنغاريا.
وتواصلت تجارب ماتيوس التدريبية "القصيرة" والفاشلة، بعدما أشرف على نادي أتليتيكو باراناينسي البرازيلي، إذ نال شرف أول مدرب ألماني يقوم بمهمة مماثلة.
وعاد بعدها إلى النمسا لمجاورة المدرب الإيطالي تراباتوني في تدريب "ريد بول سالزبورغ"، قبل أن يقرر الرحيل ويُدرب فريق "مكابي ناتانيا" الإسرائيلي، قبل أن ينتقل إلى تدريب منتخب بلغاريا.
ولم يتذوق "النجم التاريخي" للمنتخب الألماني، لوثر ماتيوس، طعم الإنجازات كمدرب، ليُقرر بعدها الابتعاد عن عالم التدريب والتوجه لامتهان التحليل الرياضي في الشبكات التلفزيونية الرياضية.
خريستو ستويشكوف
شهدت كُرة القدم عبر مرور الزمن ظُهور أجيال كروية "تاريخية" سواء في صفوف المنتخبات
أو الأندية، ولا يُمكن لجمهور الساحرة المستديرة نسيان "ثورة" المُنتخب البلغاري بين عامي 1994 و1996، وخاصة تلك المُشاركة التاريخية لرفاق "الثائر" خريستو ستويشكوف في مونديال الولايات المتحدة الأميركية.
وكان نجم برشلونة خريستو ستويشكوف قد فاز بجائزة هداف كأس العالم عام 1994 مناصفة مع الهداف الروسي أوليغ سالينكو، كما تم اختياره كأفضل لاعب في العالم حينها، ليفوز بالكرة الذهبية.
تيري هنري
بعدما قرر "الغزال" الفرنسي تيري هنري اعتزال كُرة القدم، بدأ مُباشرة تجهيز الشهادات والدبلومات اللازمة لولوج عالم التدريب. وكانت التجربة الأولى كمساعد أول للمدرب الإسباني للمنتخب البلجيكي روبيرتو مارتينيز، إذ حقق معهم نجاحات كبيرة، أبرزها تحقيق المركز الثالث في كأس العالم 2018 بروسيا.
وبعد الظهور البارز في مونديال روسيا، قرر تيري هنري نزع جلباب "الرجل الثاني"، وتوجه لتدريب نادي موناكو، لكن مقامه لم يدم طويلاً هناك إذ قضى مع الفريق 104أيام هزم خلالها
في11مباراة من أصل 20خاضها، لتُقرر إدارة فريق الإمارة إقالته من مهامه التدريبية، كدليل على فشله في أول تجربة له كمدرب.
وبعدها بأشهر قليلة، تم تعيين الفرنسي تيري هنري مدرباً لنادي "أمباكت مونتريال"، الذي كان قد أنهى معه مسيرته الكروية عام 2014.
ماركو فان باستن
يُعتبر النجم الهولندي ماركو فن باستن من بين أكثر اللاعبين الذين ظلمتهم الإصابات وأنهت مسيرتهم في وقت مُبكر، رغم ذلك يبقى "الهداف" الهولندي من بين أبرز اللاعبين في تاريخ هولندا.
وفي مسيرته الكروية التي لم تَكن طويلة، تمكن ماركو فان باستن من الفوز بألقاب عديدة مع أياكس أمستردام وميلان الإيطالي.
وخلافاً لمسيرته كلاعب، لم ينجح النجم الهولندي فان باستن في مسيرته التدريبية، إذ عاش منتخب "الطواحين الهوائية" فترة صعبة تحت إشرافه وودع كأس العالم عام 2006 من الدور الثاني، وعاد ليسقط في ثاني الأدوار في كأس أوروبا للأمم "يورو 2008".
واشتهر ماركو فان باستن "المدرب" بصراعاته مع نجوم المنتخب الهولندي في فترة إشرافه عليه. وبعد تجربة المنتخب الهولندي، توجه فان باستن لتدريب ناديه أياكس أمستردام، لكنه فشل في قيادته للتتويج بلقب الدوري الهولندي.
فيليبو إنزاغي
يبقى "سوبر بيبو إنزاغي" أحد أشهر رؤوس الحربة الذين مروا في تاريخ كُرة القدم الإيطالية ونادي ميلان الإيطالي، لكن النجاح والمجد الذي عاشه كلاعب لم يتمكن من ملامسته كمدرب.
بدأ النجم الإيطالي مسيرته التدريبية رفقة فريق الشباب في "الملانيلو"، مركز تكوين "الروسونيري"، قبل أن يصعد لتدريب الفريق الأول، لكن النتائج السلبية التي حصدها عجلت بإقالته في نهاية الموسم.
وكَرر فيليبو إنزاغي الفشل رفقة نادي بولونيا بعدما تمت إقالته في الموسم الكروي الحالي، قبل التوقف الذي فرضه فيروس كورونا المستجد.
وخلافاً للنجم التاريخي فيليبو إنزاغي، يعيش شقيقه سيموني إنزاغي تجربة رائعة كمدرب لنادي لاتسيو الإيطالي الذي يحتل المركز الثاني في سلم ترتيب "الكالتشيو" وراء يوفنتوس، إذ يُعتبر من بين المُرشحين لقيادة نادي "السيدة العجوز" مُستقبلاً.




