غالباً ما ارتبطت الأسماء القوية في سوق انتقالات لاعبي كرة القدم بالانضمام إلى نادي ريال مدريد الإسباني، إذ شكلت الصفقات الكبيرة والأسماء اللامعة "علامة مُسجلة" باسم النادي الملكي، الذي رفع من قيمة الميركاتو، وكان أول من أدخل مفهوم مجرة النجوم "غلاكتيكوس" إلى عالم الكرة، بدفعه مبالغ مالية "خيالية" مقابل التعاقد مع أبرز وأفضل النجوم.
ورغم النجاح الباهر لإدارة النادي الملكي في سوق انتقالات اللاعبين، إلا أن بعض الأسماء فشلت في فرض نفسها، وصُنفت كأفشل الصفقات التي عقدها ريال مدريد في تاريخه. أبرز تلك الصفقات في التقرير التالي:
الحارس ألبانو بيزاري
بعد تألقه اللافت في الدوري الأرجنتيني، تعاقد رئيس ريال مدريد لورينزو سانز، في عام 1999 مع حارس المرمى الأرجنتيني ألبانو بيزاري، لتعزيز صفوف النادي الملكي.
وعلى الرغم من الآمال كلها والتطلعات التي صاحبت استقدامه، لم يُشارك بيزاري سوى في دقائق معدودة برفقة الريال، بعدما كان مُجبراً على خوض منافسة قوية مع الحارس الألماني بودو إيلغنر والحارس "التاريخي" للنادي الملكي إيكر كاسياس.
وبعد موسم واحد مع النادي الملكي، غادر بيزاري قلعة ريال مدريد صوب بلد الوليد، الذي تألق معه في 6 مواسم متتالية.
ديوغو
مع اقتراب نهاية فترة رئاسته الأولى للريال، أجرى فلورينتينو بيريز مجموعة من التعاقدات غير المفهومة، والتي طرحت العديد من الاستفهامات، كان أبرزها الظهير الأيمن الأورغوياني كارلوس ديوغو الذي استقدمه من ريفر بلايت في عام 2006. ولم ينجح اللاعب في تقديم ما كان مُتوقعاً منه، خصوصاً أن النادي الملكي قدمه في بيان رسمي على أنه من بين أفضل اللاعبين القادمين بقوة في مركزه، وأنه متعدد الاستعمالات في مجموعة من المراكز المختلفة على أرضية الملعب.
جوناتان وودغايت
مباشرة بعد وصوله لتعزيز صفوف النادي الملكي في 2004 قادماً من ليدز يونايتد الإنجليزي، قضى اللاعب الإنجليزي جوناثان وودغايت أكثر من سنة غائباً عن الملاعب، بسبب توالي الإصابات التي حرمته التواجد برفقة الفريق. كما أن بدايته كانت سيئة مع الريال، بعدما سجل هدفاً ضد مرماه أمام أتلتيك بلباو، وتلقى بطاقة حمراء في اللقاء نفسه.
وكان وودغايث من بين أكثر اللاعبين الواعدين في أوروبا، مما دفع ريال مدريد إلى انتدابه بقيمة وصلت حينها إلى 18 مليون يورو، لكنه لم ينجح في التأقلم وكان من بين أسوأ صفقات الرئيس فلورينتينو بيريز.
سباسيتش
كان المدافع اليوغوسلافي بريدراغ سباسيتش من أكثر اللاعبين تأقلماً مع ضغوط العيش في مدريد ومصاعبه، ولكن أسوأ لحظاته كانت عندما سجل هدفاً ضد مرماه في الكلاسيكو أمام برشلونة في ملعب "كامب نو".
قضى موسماً واحداً (1990-1991) مع النادي الملكي لعب خلاله 22 مباراة، قبل الرحيل صوب أوساسونا، بحثاً عن السعادة التي افتقدها في ريال مدريد.
فابيو كوينتراو
تُشير الأرقام والإحصاءات إلى أن كل دقيقة لعبها الظهير الأيسر البرتغالي فابيو كوينتراو برفقة ريال مدريد كلفت ميزانية النادي أكثر من 50 ألف يورو للدقيقة الواحدة، إذ لم يلعب سوى 32 في المئة من عدد الدقائق الممكنة، منذ وصوله إلى الفريق عام 2011.
ورغم تقديمه مستويات محترمة في أول موسمين له مع النادي الملكي تحت إشراف جوزيه مورينيو، إلا أنه خسر كل شيء في وقت وجيز، وهو الذي كان أساسياً في المباريات الكبرى، وتم تفضيله حتى على النجم البرازيلي "التاريخي" للنادي الملكي مارسيلو.
غرافسن
يُمكن اعتبار توماس غرافسن الذي لعب للريال موسم 2005-2006 من أغرب اللاعبين الذين حملوا قميص الريال، إذ كان يرفض الخضوع للفحوص والعلاج الطبي في حال تعرضه للإصابات، كما أنه كان يتعامل بغرابة كبيرة مع اللاعبين في الحصص التدريبية والمباريات، ما دفع بعضهم للشكوى من تصرفاته.
ولعب الدانماركي غرافسن 40 مباراة برفقة النادي الملكي.
بابلو غارسيا
استُقدم بابلو غارسيا إلى ريال مدريد في الفترة ذاتها مع مواطنه الأورغوياني ديوغو، بقيمة 5 ملايين يورو قادماً من أوساسونا، ولم يتمكن من تقديم المستويات المنتظرة منه، خصوصاً أنه وصل إلى النادي الملكي في فترة صعبة.
وبعد 3 مواسم مع ريال مدريد، توجه بابلو غارسيا معاراً إلى سيلتا فيغو ومورسيا، قبل أن يُنهي مسيرته في اليونان.
فوبير
ربما لا يزال العديد من مناصري الريال يتذكرون تعاقد ريال مدريد مع اللاعب الفرنسي جوليان فوبير في شتاء 2009، معاراً من وست هام الإنجليزي بقيمة 1.5 مليون يورو، إذ كان الرئيس رامون كالديرون ومن معه يرون فيه بديلاً ناجحاً لحل مشكلة الجناح في الفريق.
ومن أشهر لحظات فوبير في النادي الملكي، عندما التقطته عدسات الكاميرا نائماً على دكة البدلاء في إحدى المباريات.
ولم يلعب فوبير سوى 60 دقيقة بقميص النادي الملكي، ليواصل مسيرته حالياً في إندونيسيا.
إيلفير بالجيتش
بعد تقديمه مستويات قوية برفقة ناديه فنربخشة التركي، تعاقد رئيس النادي الملكي لورينزو سانز عام 1999 مع اللاعب البوسني إيلفر بالجيتش بقيمة 15 مليون يورو، ولكنه لم يتمكن من فرض نفسه، ليعار إلى رايو فاليكانو، حيث شكل ثنائياً هجومياً قوياً مع المهاجم بولو.
وبعد نهاية مسيرته الكروية، تحوّل بالجيتش إلى مجال الغناء في بلده، حيث يُلقبونه بخوليو إيغليسياس.
أنتونيو كاسانو
وصل المهاجم الإيطالي "المشاكس" إلى صفوف النادي الملكي في الميركاتو الشتوي عام 2006، وكان يود تقديم أوراق اعتماده بقوة رفقة الميرينغي لحجز مكان في تشكيلة المنتخب الإيطالي في مونديال 2006.
وقع عقداً في النادي الملكي يمتد لستة مواسم ونصف، ولكن فترته مع الريال لم تدم سوى 18 شهراً، شارك خلالها في 29 مباراة وسجل أربعة أهداف فقط.
وكان حديث وسائل الإعلام خارج الملعب أكثر من داخله، وشكلت اعترافاته الأخيرة صدمة قوية عندما قال: "في مدريد كان يجب أن يقتلوني لأنني كنت لا أطاق".
رويستون درينثي
دفع النادي الملكي 14 مليون يورو للتعاقد مع اللاعب الهولندي الشاب رويستون درينثي في عام 2007. درينثي الذي جاء من فينورد روتردام، قدم مع النادي مستويات رائعة، وكذلك تألّق برفقة المنتخب الهولندي لأقل من 19 عاماً أيضاً، ما قاده للتتويج بلقب كأس أوروبا للأمم 2007.
لكن مرور درينثي بالنادي الملكي كان سيئاً للغاية، خصوصاً فرصته الضائعة برعونة في الكلاسيكو أمام برشلونة.
وبعد الخروج من النادي الملكي، لعب درينثي مع أندية عدة، قبل أن يجد ضالته في غناء الراب.