رغم فوزه بالعديد من الألقاب الكبرى التي وصل عددها إلى 25 لقباً تُزين خزانته، إلا أن القائد "التاريخي" السابق لنادي ميلان والمنتخب الإيطالي باولو مالديني يعتبر نفسه فاشلاً، بل يصف نفسه بأنه "أكثر اللاعبين فشلاً في تاريخ كرة القدم" في تصريح يظهر حجم الغصة والمرارة التي خلفتها النهائيات التي خسرها مالديني خلال مسيرته الكروية.
قائد ميلان التاريخي الذي لم يُغيّر القميص أبداً، لينضم عن استحقاق إلى نادي أكثر اللاعبين ولاءً ووفاءً في تاريخ كرة القدم، نجح في الظفر بـ7 بطولات في دوري "الكالتشيو" رفقة "الروسونيري"، و5 بطولات في دوري أبطال أوروبا، ولقبين في كأس "الإنتركونتينونتال"، إضافة إلى تتويجه بلقب كأس العالم للأندية في مناسبة واحدة.. كُل هذا وما زال الألم يعتصر قلبه على النهائيات التي خسرها في مسيرته الكروية.
وقال مالديني:" أنا أكثر اللاعبين خسارة في التاريخ.. فزت بالكثير ولكنني خسرت أكثر.. سقطت في نهائي دوري أبطال أوروبا 3 مرات.. وهزمت في نهائي السوبر الأوروبي مرة واحدة.. وخسرت 3 نهائيات في كأس الإنتركونتينونتال.. ونهائي المونديال عام 1994.. وكأس أوروبا "يورو" 2000، ونصف نهائي كأس العالم".
كلمات "القائد" مالديني الحزينة تُحيلنا إلى استذكار مجموعة أخرى من النجوم الذين تُوجوا بألقاب عديدة، ولكنهم خسروا عدداً كبيراً من النهائيات. كُلهم يملكون تاريخاً حافلاً بالألقاب والأرقام القياسية، غير أنهم سقطوا في مباريات نهائية عديدة.
خافيير ماسكيرانو
توج الأرجنتيني خافيير ماسكيرانو بأكثر من 20 لقباً خلال مسيرته رفقة أندية مختلفة، انطلاقاً من ريفر بلايت بالأرجنتين مرورا بكورينثيانز في البرازيل، ووصولاً إلى الحقبة الزاهية مع برشلونة، فضلاً عن تتويجه بالذهب الأولمبي في مناسبتين (2004 و2008)، وعلى الرغم من ذلك يُعد من بين أكثر اللاعبين الذين أصابتهم لعنة جيل ميسي، أغويرو، دي ماريا وهيغوايين.
"القائد المثالي" ماسكيرانو خسر 11 مباراة نهائية في مسيرته الكروية، ويبقى أبرزها نهائي كأس العالم عام 2014 في البرازيل و4 مباريات نهائية بمسابقة "كوبا أميركا" في 2004، 2007، 2015 و 2016.
باتريس إيفرا
تُوج الفرنسي باتريس إيفرا بالألقاب أينما حَل، وترك بصمته في موناكو ومانشستر يونايتد، وصولاً إلى محطة يوفنتوس بإيطاليا، قبل أن يعتزل كُرة القدم بعد حيازته 21 لقباً خلال مسيرته الناجحة.
ويبقى باتريس إيفرا أكثر اللاعبين تعرضاً للهزيمة في تاريخ نهائي دوري أبطال أوروبا، بعدما سقط في 4 مناسبات مختلفة، متخطياً كلاً من الهولندي ديفيدز، ديل بييرو، مالديني، مونتيرو، تاكيناردي وفان دير سار.
خسر إيفرا النهائي الأول في دوري أبطال أوروبا عام 2004 رفقة موناكو، بعد السقوط أمام بورتو بقيادة "السبيشال وان" مورينيو، وبقية النهائيات الثلاثة الأخرى كلها كانت أمام برشلونة، مرتين رفقة مانشستر يونايتد عامي 2009 و2011، والمرة الأخيرة مع يوفنتوس عام 2015.
وواصل "النحس" مطاردة باتريس إيفرا بعد سقوطه على أرضه وأمام جماهيره في نهائي كأس أوروبا "يورو" 2016 أمام البرتغال.
أريين روبين
قضى "الجناح الطائر"، الهولندي أريين روبين، مسيرة حافلة بالألقاب رفقة الأندية المرجعية التي دافع عن ألوانها. وكان له دور حاسم في جميع المحطات التي مر بها سواء مع "بي إس في إيندهوفن" الهولندي أو مع تشيلسي الإنجليزي، مرواً بنادي ريال مدريد الإسباني، وُصولاً
إلى آخر وأجمل المحطات رفقة بايرن ميونيخ الألماني.
تزامناًمع الأمجاد والألقاب، سقط أريين روبين في 6 مباريات نهائية، اثنتان
منها في دوري أبطال أوروبا، و3 مرات في كأس السوبر، وكان أكثرها إيلاماً الهزيمة في نهائي كأس العالم 2010 أمام إسبانيا، إذ لا تفارق ذاكرته ومخيلته اللقطتان اللتان وقف فيهما وجهاً لوجه أمام حارس إسبانيا حينها، إيكر كاسياس، لكن تَألق هذا الأخير حرم روبين قيادة منتخب الطواحين الهوائية للتويج بلقب كأس العالم.
وعاد الحظ ليبتسم له في نهائي دوري أبطال أوروبا عام 2013، بعدما نجح في تسجيل هدف الفوز باللقب في الدقيقة 89 في شباك حارس بوروسيا دورتموند، رومان فايندرفيلر.
مايكل بالاك
يبقى الألماني مايكل بالاك، صاحب الرقم "13" من أكثر اللاعبين الذين لازمهم "النحس" طيلة مسيرتهم الكروية، وتوقف عداد الألقاب عند الرقم "13" الذي كان يحمله في كل محطاته الكروية.
مسيرة النجم الألماني مايكل بالاك بدأت بأسوأ طريقة ممكنة، بعدما خسر بطولة الدوري الألماني رفقة ناديه باير ليفركوزن في الجولة الأخيرة من "البوندسليغا"، وعاد ليسقط في نهائي كأس ألمانيا أمام شالكه، وودع حلم الثلاثية بالسقوط في نهائي دوري أبطال أوروبا أمام ريال مدريد. ولازمه النحس ليخسر منتخب بلاده نهائي كأس العالم 2002 أمام البرازيل، بعدما غاب بالاك بداعي الإيقاف بسبب البطاقة الصفراء التي تلقاها في نصف النهائي أمام كوريا الجنوبية.
وخسر مايكل بالاك 6 مباريات نهائية في مسيرته الكروية، إذ تكرر السنة "السوداء" في مسيرته (عام 2008) بعدما خسر المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا رفقة تشيلسي أمام مانشستر يونايتد بالضربات الترجيحية، قبل أن يخسر نهائي كأس أوروبا للأمم "يورو 2008" أمام إسبانيا بهدف نظيف.
ديل بييرو
يُعد النجم الإيطالي أليساندرو ديل بييرو أحد أكثر اللاعبين الذين عانوا من نحس المباريات النهائية في تاريخ كرة القدم.
ورغم تتويجه بلقب الدوري الإيطالي رفقة السيدة العجوز في 15 مناسبة، إلا أن كأس دوري أبطال أوروبا كانت عصيَّة عليه، إذ فاز بها في مرة واحدة أمام أياكس أمستردام الهولندي عام 1996 بالضربات الترجيحية، قبل أن يسقط في 3 نهائيات أخرى، الأول أمام بوروسيا دورتموند عام 1997 (3-1)، والثاني أمام ريال مدريد بهدف نظيف عام 1998، والثالث عام 2003 أمام غريمه الأزلي ميلان بالضربات الترجيحية.
وابتسمت كرة القدم للهداف الإيطالي في النهايات، عندما تُوج بلقب كأس العالم عام 2006 بالضربات الترجيحية أمام فرنسا، وكان له دور حاسم في تلك البطولة، عندما سجل أحد أهداف "الأتزوري" في الوقت الإضافي لنصف النهائي أمام ألمانيا المستضيفة.
غونزالو هيغوايين
تُوج الهداف الأرجنتيني غونزالو هيغوايين بألقاب عديدة خلال مسيرته، إذ نجح في حمل 3 بطولات دوري في إسبانيا رفقة ريال مدريد، ولقب كأس الملك الإسباني، إضافة إلى السوبر الإسباني في مناسبتين، وواصل حصد الألقاب في إيطالي عندما حاز لقب كأس إيطاليا والسوبر الإيطالي مع فريق الجنوب الإيطالي "نابولي".
ولم تتوقف مسيرة الألقاب بانتقال هيغوايين إلى نادي يوفنتوس الإيطالي، إذ يتوج معه بلقبي دوري إيطالي "السكوديتو" ونسختين من كأس إيطاليا، كما توج بلقب الدوري الأوروبي "يوروباليغ" مع تشيلسي الإنجليزي.
وعلى الرغم من مسيرته الحافلة، يحمل الهداف الأرجنتيني المُلقب بـ"البيبيتا" تاريخاً سيئاً مع المباريات النهائية، فقد سقط في نهائي كأس العالم 2014 بالبرازيل، كما خسر نهائي مسابقة "كوبا أميركا" في مناسبتين خلال عامي 2015 و2016.
وواصل هيغوايين مسيرة خسارة الألقاط في نهائي دوري أبطال أوروبا عام 2017، والذي خسره أمام ريال مدريد رفقة فريقه يوفنتوس، ثم عاد ليخسر النهائي مرة أخرى رفقة "البلوز" تشيلسي موسم 2018-2019، في نهائي كأس الرابطة الإنجليزية بالضربات الترجيحية أمام مانشستر سيتي.
جيانلويجي بوفون
يُعتبر الحارس "التاريخي" لإيطاليا أكثر حراس المرمى تتويجاً بالألقاب في تاريخ كرة القدم، بحصيلة تبلغ 23 لقباً بين أندية بارما ويوفنتوس وباريس سان جيرمان، إضافة إلى 3 ألقاب أخرى رفقة المنتخب الإيطالي، كأس أوروبا لأقل من 21 عاماً وألعاب البحر الأبيض المتوسط إضافة إلى كأس العالم 2006، ولكنه لم يتمكن أبداً من حمل كأس دوري أبطال أوروبا.
جيانلويجي بوفون أو كما يحلو لعشاقه تسميته "جيجي" سقط في 3 مباريات خلال نهائي دوري أبطال أوروبا، الأولى عام 2003 بالضربات الترجيحية أمام ميلان، قبل أن يعود للسقوط في نهائي 2015 أمام برشلونة (3-1)، ثم عاود الهبوط في النهائي أمام ريال مدريد عام 2017.
وبالإضافة إلى ذلك خسر بوفون في نهائي كأس فرنسا أمام "رين" رفقة باريس سان جيرمان، كما سقط في نهائي كأس إيطاليا في البدايات رفقة بارما عام 2002.