دبي-الشرق
لفت محمد إحتارين أنظار عشاق كرة القدم الهولندية، بمهاراته الهائلة مع نادي بي أس في أيندهوفن في سن مُبكرة، وتكهّن البعض بسيره على خطى حكيم زياش، لكن مسيرته انحدرت بسرعة قياسية، وانطفأ إبداعه داخل الملعب بسبب ما أحاط به خارجه.
تُحاصر اللاعب قضايا عنف وعصابات المافيا، ما وضع مسيرته الكروية والاحترافية على المحك مع نادي يوفنتوس الإيطالي، الذي يبدو أنه ندم على تعاقده مع اللاعب ذي الأصل المغربي، بحسب صحيفة"ماركا" الإسبانية.
وعادت قضايا إحتارين لتشغل وسائل الإعلام الأوروبية، بسبب سلوكه المثير للجدل خارج الملعب، والذي أقحمه في قضايا معقدة.
في 30 أغسطس 2021، كان يوفنتوس أعلن تعاقده مع إحتارين، في صفقة غير متوقعة آتياً من أيندهوفن في مقابل أقلّ من مليوني يورو. لكن مشكلاته الشخصية وضعف استعداده البدني، حالت دون مشاركته بقميص السيدة العجوز حتى الآن.
السقوط السريع بدأ بعد أقلّ من 24 ساعة على انضمامه ليوفنتوس، إذ قررت الإدارة إعارته إلى سامبدوريا، وبعدها إلى أياكس أمستردام الهولندي. وبعد عودته إلى يوفنتوس في سوق الانتقالات الشتوية 2023، لا يزال خارج قائمة الفريق.
مَن هو محمد إحتارين؟
إحتارين (21 عاماً) هو لاعب وسط وصانع ألعاب هولندي من أصل مغربي، ولكن يبدو أن مشكلاته الكثيرة ستنهي مسيرته عند هذا الحدّ.
افتتح اللاعب مسيرته في عام 2018 مع فريق أيندهوفن للشباب، وسرعان ما تم تصعيده للفريق الأول، ليشارك في 12 مباراة بالدوري الهولندي. وفي الموسمين التاليين صار أحد العناصر الأساسية في الفريق الأول، رغم صغر سنه، مشاركاً في 56 مباراة بالدوري المحلي، ومسجلاً 6 أهداف.
رحل إحتارين إلى يوفنتوس في صيف 2021، ليتكهّن الإعلام الهولندي بمستقبل مشرق للاعب المولود في مدينة أوتريخت عام 2002، يُشبه إلى حد ما مستقبل حكيم زياش.
إلا أن إحتارين خيّب الآمال، إذ لم يشارك في الدوري الإيطالي، سواء مع يوفنتوس أو سامبدوريا، ثم عاد إلى الدوري الهولندي مع أياكس أمستردام، ليلعب فقط 5 مباريات مع فريقه الرديف، مسجلاً 4 أهداف.
وفي اليوم الأخير من عام 2022، أنهى أياكس عقد استعارة إحتارين وقرر إعادته إلى يوفنتوس. ولم يشارك اللاعب في التدريب في الأيام الأخيرة، مقوّضاً استعداده البدني.
وتفيد معلومات بأن الشرطة الهولندية اعتقلت اللاعب الشاب، وفتشت منزله في مدينة أوتريخت الاثنين الماضي.
عنف جنسي وجريمة منظمة
قدّمت صحيفة "دي تليغراف" الهولندية تفاصيل أخرى عن الحياة الصاخبة التي يعيشها إحتارين، منذ صيف 2021.
وأضافت أن الشرطة في أمستردام اعتقلته "يوم عيد ميلاده"، في 12 فبراير، إذ "يُشتبه في اعتدائه على صديقته السابقة".
وأفادت مصادر أخرى بأن هذا الاعتقال لا علاقة له بالحادث الذي حصل في نوفمبر 2022، عندما أوقفته الشرطة للاشتباه في تورطه بعملية تهديد.
وأوردت "دي تليغراف" أن إحتارين تلقى تهديدات من عصابات إجرامية في أمستردام، بسبب علاقته بفتاة، مستدركة أن لديه علاقات وثيقة مع منتمين للجريمة المنظمة.
لكن الأمر لا يقتصر على ذلك. ففي يوليو الماضي عندما أُعير إلى أياكس أمستردام، أفادت معلومات من إيطاليا بأن إحتارين "اختفى" مجدداً.
وليست تلك المرة الأولى التي يختفي فيها اللاعب، من دون سابق إنذار، إذ حدث الأمر ذاته عندما كان في سامبدوريا معاراً من يوفنتوس، عام 2021.
وعاد إحتارين إلى هولندا، نتيجة "قضايا عائلية" كما قيل آنذاك، علماً أن وسائل إعلام برّرت ذلك بأنه لم يتكيّف مع الحياة في إيطاليا. وبعد ذلك لم يرغب في العودة وانفصل عن وكيل أعماله الراحل مينو رايولا.
توقيعه الغريب مع سامبدوريا
بارك الدولي الإيطالي السابق أنطونيو كاسانو وصول إحتارين إلى سامبدوريا، معتبراً أنه ظاهرة حقيقية في كرة القدم. لكنه خيّب آمال كاسانو ورحل من دون لعب مباراة واحدة مع الفريق، مُبرراً ما حدث بالإهمال.
وتحدث إحتارين عن تجربته الوجيزة مع سامبدوريا، قائلاً في تصريحات سابقة لصحيفة "دي تليغراف": "في سامبدوريا غادرت بسبب الظروف، وجدتُ نفسي جالساً في غرفة فندق وحدي، من دون أي اهتمام".
وأضاف: "لم يُحترم الاتفاق بيننا، لا حساب مصرفياً، ولا تأمين صحياً، لم أتقاضَ حتى أموالي. عندما وصلت إلى سامبدوريا، كان المدير الفني هناك، التقطوا صوراً لي بالقميص وهذا كل شيء، لم يعرف المديرون حتى مَن أكون. ولم يكن المدرب (روبرتو) دافيرسا يعرف أنني كنت ألعب بقدمي اليسرى. لم ألعب، ولم يكن هناك أمل في أن ألعب. لذلك اتصلت برايولا وطلبت الرحيل، وحضّني على التزام الهدوء".
في عمر 21 عاماً، بات إحتارين من أحد المواهب الواعدة في كرة القدم الهولندية، إلى أحد أكثر اللاعبين المنبوذين.
يستمر عقد اللاعب مع يوفنتوس حتى يونيو 2025، ولا يزال خارج خطط مدربه ماسيميليانو أليغري، بسبب تراجع لياقته البدنية، والأسابيع القليلة المقبلة ستجيب عن أسئلة كثيرة بشأن مستقبله، سواء مع الفريق أو في مسيرته الكروية ككلّ.
تصنيفات
