خاص لـ"الشرق".. الحكم إسماعيل الفتح يروي تجربته المونديالية

time reading iconدقائق القراءة - 2
الحكم الأميركي- المغربي إسماعيل الفتح يمر بجانب كأس العالم - 18 ديسمبر 2022 - REUTERS
الحكم الأميركي- المغربي إسماعيل الفتح يمر بجانب كأس العالم - 18 ديسمبر 2022 - REUTERS
دبي-الشرق

في حوار خاص مع "الشرق رياضة"، تحدث الحكم الأميركي الجنسية المغربي الأصل إسماعيل الفتح عن تجربته في كأس العالم 2022، بعدما أصبح أول حكم في تاريخ أميركا يتواجد ضمن الطاقم التحكيمي لنهائي المونديال، والثاني من أصول مغربية بعد الراحل سعيد بلقولة في 1998.

واعتبر الفتح أن اختياره ليكون ضمن حكام المونديال "لحظة تاريخية في حياتي ومشواري المهني"، كاشفاً أنه تابع كل مباريات بلده الأم المغرب و"كنت أبكي بشدة فرحاً بما تحقق".

كما كشف الفتح عن سر ابتسامة أمير قطر على منصة التتويج، بعدما تحدث معه باللغة العربية.

كيف تلقيت خبر اختيارك ضمن حكام مونديال قطر 2022؟

الحكم الأميركي-المغربي إسماعيل الفتح
الحكم الأميركي-المغربي إسماعيل الفتح - GETTY IMAGES

لقد كانت لحظة تاريخية في حياتي ومشواري المهني، أتذكر شهر مايو الماضي، عندما اتصل بي صحفي أميركي لتهنئتي على اختياري ضمن قائمة حكام المونديال، كنت نائماً حينها، سمعت الخبر ولم أصدقه، فعدت للنوم.

بعد ذلك بساعتين، استيقظت من نومي، فإذا بي أجد مئات رسائل التهنئة من الأصدقاء والحكام، بعدما كشف الفيفا بشكل رسمي عن قائمة الحكام المشاركين في المونديال.

كيف كانت الاستعدادات للمشاركة في هذا الحدث العالمي؟

باشرت الاستعدادات شهر مايو الماضي في نفس الموعد مع جميع الحكام المشاركين في المونديال. الفيفا منحنا برنامجاً خاصاً ومعدات لمتابعة استعداداتنا عن بعد، وقد استفدنا من معسكرات تدريبية مهمة في قطر والباراغواي.

بالنسبة لنا كطاقم تحكيمي قاد نهائي النسخة الأخيرة من نهائيات كأس العالم قطر 2022، فقد قمنا بمجهودات كبيرة، وكنا نضع نصب أعيننا هذا الهدف، لم نذهب من أجل المشاركة فقط، لهذا قلنا مع أنفسنا، يجب أن نضع بصمتنا ونصل إلى أبعد نقطة ممكنة.

هل كنت تتوقع بأنك ستحظى بفرصة التواجد في النهائي؟

الطاقم التحكيمي لنهائي المونديال رفقة القائدين ليونيل ميسي وهوجو لوريس - 18 ديسمبر 2022
الطاقم التحكيمي لنهائي المونديال رفقة القائدين ليونيل ميسي وهوجو لوريس - 18 ديسمبر 2022 - REUTERS

الحمدلله، بعد المباراة الثالثة، كنا نعلم أننا سنكون ضمن لائحة الفيفا، ولدينا الفرصة لقيادة لقاء النهائي، لأن الجميع نوه بالمستوى الذي ظهرنا به، خاصة وأن مباراة البرازيل والكاميرون اعتُبرت الأفضل تحكيمياً إلى غاية ذلك الوقت.

ماذا يعني لك هذا الإنجاز الشخصي العالمي؟

الطاقم التحكيمي لنهائي مونديال قطر 2022 - 18 ديسمبر 2022
الطاقم التحكيمي لنهائي مونديال قطر 2022 - 18 ديسمبر 2022 - Reuters

أكيد هو تتويج لي ولمسيرتي التحكيمية، ولكل حكام الملاعب في الولايات المتحدة الأميركية، وبلدي الأم المغرب، لأن المشاركة في نهائي المونديال كحكم رابع يُعتبر إنجازاً غير مسبوق في أميركا.

أشعر بالفخر وأنا أمثل هذا البلد الذي قدم لي الكثير، ووطني الذي تعلمت فيه كل شيء، كما أنني سعيد كوني أول حكم في تاريخ أميركا يُشارك في نهائي المونديال، وأملي أن أكون حكم ساحة في 2026.

إنه شرف كبير ومسؤولية ليست سهلة، كوني أمثل أكثر من 200 ألف حكم أميركي في حدث عالمي، وسأواصل العمل لتحقيق المزيد من الإنجازات. أرى نفسي قادراً على تقديم المزيد.

ما هي أبرز اللحظات الطريفة التي عشتها في المونديال؟

الطريف والجميل، هو بالرغم من أنني حكم أميركي، فإني غير معني بقيادة مباريات أسود الأطلس والمشاركة في أي لقاء عنده ارتباط بالكرة المغربية، لأن الفيفا يأخذ بعين الاعتبار أصولي المغربية.

وخلال النسخة الأخيرة من المونديال، حدث موقف طريف، عندما لبس أحد أصدقائي من الحكام الأجانب اللباس التقليدي القطري بشكل غير صحيح، واتصل بي عبر الفيديو ليسألني عما إذا كان لبسه كما يجب، فلما شاهدته لم أتمالك نفسي من الضحك.

أخبرته حينها أنه سينزل إلى الفندق، وأول من يجده سيُساعده في تعديل لباسه، وهو ما حدث بالضبط عند باب الفندق، وكان سعيداً وهو يرتدي الزي القطري التقليدي الجميل.

كيف تعاملت مع الجدل الذي رافق اللقاء الذي قدته بين البرتغال وغانا؟

لقد كانت مباراة قوية للغاية، بين منتخبين يعتمدان على أسلوب مختلف، ويلعبان بقوة كبيرة، وقراراتي جميعها كانت صحيحة، وتم دعمها من الفيفا.

بالنسبة لي ردة فعل الجمهور تبقى عادية، الحكام متعودون على ذلك، ونحترم رأيهم. على الحكم أن يكون عادلاً. كما أننا نستفيد من التدريب النفسي للتعامل مع هذه الأمور بشكل جيد.

عند قيادتي لمباراة البرازيل والكاميرون، اعتُبر أدائي التحكيمي الأفضل في المونديال إلى حدود ذلك اللقاء، كما لا يفوتني أن أنوه بقطر على حسن التنظيم، فهذه النسخة كانت استثنائية.

ماذا قلت لأمير قطر عندما ابتسم على المنصة؟

مراسم تتويج الطاقم التحكيمي بعد نهائي كأس العالم - 18 ديسمبر 2022
مراسم تتويج الطاقم التحكيمي بعد نهائي كأس العالم - 18 ديسمبر 2022 - GETTY IMAGES

لقد هنأته على التنظيم الرائع لهذه النسخة، ولم يكن يتوقع أنني عربي، وتحدتث معه باللغة العربية وقلت له - السلام عليكم، هنيئاً لكم على هذا التنظيم- تفاجأ وكان رده - مرحباً بك في بلدك.

شاهدنا المهاجم الكاميروني أبو بكر يبتسم عندما طردته.. ما الذي حدث؟

الحكم إسماعيل الفتح يطرد الكاميروني فينسنت أبو بكر في مواجهة البرازيل- 02 ديسمبر 2022
الحكم إسماعيل الفتح يطرد الكاميروني فينسنت أبو بكر في مواجهة البرازيل- 02 ديسمبر 2022 - Reuters

بالنسبة للبطاقة الصفراء الثانية التي منحتها للمهاجم الكاميروني أبو بكر وبالتالي طرده، فقد طبقت القانون كما يجب، تعرف أن الجميع يتعاطف مع المنتخبات التي تُحرج الكبار، عندما سجل أبو بكر على البرازيل احتفل بتلقائية.

أنا تعاملت مع الموقف وليس مع العواطف، لهذا منحته البطاقة الصفراء الثانية، وقد تقبل الأمر بترحاب صدر، لأنه يعرف أن القانون يفرض ذلك، ولا يتساهل في الأمر.

كيف تابعت تألق بلدك الأم المغرب؟

لاعبو المغرب يحتفلون بعد الفوز على إسبانيا في ثمن نهائي كأس العالم - 6 ديسمبر 2022
لاعبو المغرب يحتفلون بعد الفوز على إسبانيا في ثمن نهائي كأس العالم - 6 ديسمبر 2022 - reuters

الأرجنتين فازت بالمونديال، والمغرب ربح قلوب العالم، لقد عشنا أجواء رائعة مع أسود الأطلس. الجميع كان يشيد بذلك الأداء البطولي. الجمهور المحايد عشق المغرب، هنيئاً لهم.

من الجميل أن الأجانب كانوا يُرددون عبارات تشجيع مغربية على غرار، ديما ديما مغرب.، جيبوها يا الأولاد. لقد كان مشواراً تاريخياً سيظل راسخاً في الأذهان، والأسود رفعوا رؤوسنا عالياً.

تابعت مباراة المغرب والبرتغال من المدرجات كمشجع، لم أتمالك نفسي وأنا أرى بلدي الأم يكتب تاريخاً جديداً. كنت أبكي بشدة فرحاً بما تحقق، والجمهور من حولي بكى واحتفل.

هل ظُلم أسود الأطلس تحكيمياً في المونديال؟

لحظة الاصطدام بين تيو هيرنانديز وسفيان بوفال في مواجهة فرنسا والمغرب - 14 ديسمبر 2022
لحظة الاصطدام بين تيو هيرنانديز وسفيان بوفال في مواجهة فرنسا والمغرب - 14 ديسمبر 2022 - REUTERS

أعتقد أن أي منتخب في كأس العالم بإمكانه أن يتحدث لك عن حالة تحكيمية مثيرة يرى أنه ظلم فيها. في رأيي الشخصي لقطة واحدة بالنسبة لأسود الأطلس طالبوا خلالها بركلة جزاء، هي التي تُناقش، لأنها من زاوية تظهر أنها تستحق، ومن أخرى يُمكن أن نرى قرار الحكم سليماً.

مع احترامي للجميع، يجب أن يكون الإنجاز المغربي هو الحدث، ولا تُنسينا لقطة ضربة الجزاء نشوة الاحتفال. كما أنها ليست فضيحة تحكيمية كما أشار لذلك كثيرون.

شخصياً، تابعت من المدرجات جميع مباريات المغرب في الأدوار الإقصائية وبعض مواجهات دور المجموعات. عشت لحظات غير مسبوقة في حياتي مع هذا الإنجاز.

في المدينة التي أعيش فيها في أميركا، تم تخصيص قاعات كبيرة تابعة للمساجد، ليُتابع العرب والمسلمون مباريات أسود الأطلس. الطريف أن زوجتي وأولادي كانوا يُعلمون الناس كيف يُشجعون المغرب. كنت أشعر بالفخر وأنا أتابع ذلك من قطر.

لقد شاهدنا كيف ظهر لاعبو المنتخب المغربي في هذا الحدث الكروي العالمي، رغم أن عدداً كبيراً منهم ولدوا وترعرعوا في أوروبا، إلا أنهم افتخروا بثقافتهم وأصولهم، راسمين صوراً جميلة مع أمهاتهم، العالم بأسره تحدث عن ذلك، وهي رسالة جميلة لأولادنا.

ما رأيك في وليد الركراكي؟

أقول له هنيئاً على ما قدمته، لقد تعامل مع اللاعبين بشكل مثالي، ونجح في خلق مجموعة متجانسة إلى حد كبير. طريقته خطفت الأنظار من مدربين كبار وهذا يُحسب له.

كيف تقيم مستوى التحكيم المغربي؟

هناك حكام بجودة عالية في المغرب، لديهم الإمكانات ليكونوا حاضرين في كأس العالم. عملية انتقاء حكام المونديال تكون معقدة وصعبة، ونتمنى أن نشاهد الصافرة المغربية في نهائيات 2026.

ماذا يعني لك الراحل سعيد بلقولة؟

لقد كان نجماً كبيراً، رحمه الله. هو قدوة كبيرة بالنسبة لي، وأفتخر عندما يُذكر اسمي معه. لقد ترك أثراً طيباً لدى الفيفا، وعندما قاد نهائي مونديال 1998 كان يُعتبر آنذاك أنه ينتمي لبلد صغير، لكنه مثل المغرب بأفضل طريقة ممكنة.

تصنيفات