لا تخلو ملاعب كرة القدم من قصص إنسانية، كانت وما زالت المحرّك الأكبر لألمع النجوم في الساحرة المستديرة.
ولعل أبرز تلك القصص خلال السنوات العشرين الأخيرة علاقة النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو بوالدته التي تعد السند الحقيقي له بعد أي انتكاسة مع منتخب بلاده أو الأندية التي لعب في صفوفها.
ونال خبر تعرّض ماريا دولوريس دوس سانتوس أفييرو، والدة رونالدو، لـسكتة دماغية دخلت بعدها مستشفى في جزيرة ماديرا البرتغالية، اهتماماً لافتاً من كبريات الصحف والمواقع الإخبارية العالمية ووسائل التواصل الاجتماعي، في ظلّ موجة تضامن واسعة مع سيدة كانت رفيقة ابنها في كل إنجازاته، الفردية والجماعية.
"ماما دولوريس"، كما تُدعى داخل العائلة، تحمّلت مشقة كبيرة في تربية أبنائها، خاصة بعد وفاة زوجها الذي كان مدمناً على الكحول.
والمفارقة الكبرى تمثلت في رغبتها في القيام بعملية إجهاض لجنين تحمله، كان كريستيانو رونالدو، بسبب معاناة العائلة من مشكلات مادية وفقر وعجزها عن تحمّل مصاريف طفل أخر، كما ورد في مذكراتها. لكن الطبيب أقنعها بالعدول عن ذلك. ذلك الجنين الذي كان منبوذاً، بات الآن أحد أبرز لاعبي كرة القدم في التاريخ.
ولطالما كانت والدة رونالدو درعه الحصين في مواجهة كل من حاول الانتقاص من قيمته، أو حرمانه من ألقاب فردية، كان آخرها تصريحها المثير للجدل حول وجود مافيا تسعى إلى حرمان ابنها من الكرة الذهبية.
وكانت والدة رونالدو أدلت بتصريحات لاذعة طاولت لاعب المنتخب الفرنسي ديمتري باييت، بعد تدخل عنيف على رونالدو في نهائي بطولة أوروبا للمنتخبات عام 2016، وطالبته بركل الكرة لا المنافس.
هذه مواقف لا تُنسى لأم وقفت إلى جانب ابنها. وبعد إصابتها بسكتة دماغية ترك رونالدو ميادين الكرة وسافر سريعاً كي يكون إلى جانبها، علماً أنها تلقّت تضامناً كبيراً من كل أرجاء العالم، في ما شكّل اعترافاً برمزيتها في قصة رياضية خالدة.





