من المحنِ تأتي المنح.. كيف أخفق عظماء التدريب في بداياتهم؟

time reading iconدقائق القراءة - 2
أليكس فيرغسون المدير الفني السابق لمانشستر يونايتد - AFP
أليكس فيرغسون المدير الفني السابق لمانشستر يونايتد - AFP
دبي-زياد ديب

تحمل قصص النجاح بين طياتها بعض التعثر. وفي كرة القدم، لم يكن طريق أبرز مدربي اللعبة إلى القمة مفروشًا بالورود

قبل النجاح كان الإخفاق. وبعض المدربين تكرر إخفاقهم أكثر من مرة لكنّهم في نهاية المطاف وصلوا إلى مبتغاهم، وصعدوا منصات التتويج.

يرصد هذا التقرير جانبًا من تعثر أبرز مدربي اللعبة قبل أن يذيع صيتهم، ويصل كل منهم إلى القمة بطريقته الخاصة. 

أليكس فيرغسون.. إقالة وحيدة                                            

يعد سير أليكس فيرغسون أحد أهم وأبرز المدربين في تاريخ كرة القدم. حقق المدرب الاسكتلندي ألقابًا عديدة خلال قيادته مانشستر يونايتد الإنجليزي بين عامي 1986 و2013.

قبل انتقاله إلى الدوري الإنجليزي تعثر فيرغسون حين كان مدربًا لفريق سانت ميرين الاسكتلندي وأقيل من منصبه عام 1978.

انتقل فيرغسون الى سانت ميرين عام 1974. صعد بالفريق إلى الدرجة الأولى ثم قاده لتحقيق لقب الدوري الاسكتلندي موسم 1976/1977.

نشبت بعض الخلافات بين فيرجسون وإدارة النادي في العام التالي، ليقرر مسؤولو سانت ميرين إقالة المدرب المتوج باللقب من منصبه. اتهم النادي فيرغسون وقتها بخرق بنود تعاقده مع النادي، وطلب إعفاء بعض اللاعبين من الضرائب، وممارسة سلوك عدواني تجاه إحدى مساعداته. لجأ فيرغسون للقضاء في محاولة لاعتبار قرار النادي تعسفيًا لكنّ حكم المحكمة جاء ضده واعتبر تصرفاته "تافهة وغير ناضجة".

بعد 30 عامًا من هذا القرار، كشف ويلي تود رئيس النادي السابق في حوار مع  صحيفة غارديان  السبب الحقيقي لإقالة فيرغسون، وهو موافقة الأخير على الانتقال لقيادة فريق إلى أبردين خلال قيادته لسانت ميرين، واعترافه بذلك لبعض موظفي النادي ولأحد الصحفيين.

آرسين فينغر.. هبوط مشرّف!

 

حظى الفرنسي آرسين فينغر بشهرة كبيرة في عالم التدريب بسبب طريقته في اللعب ونتائجه المميزة مع آرسنال الإنجليزي الذي قاده بين عامي 1996 و2018 لكن قبل هذا النجاح الكبير تعثر البروفيسور في بداياته التدريبة مع فريق نانسي الفرنسي.

كان نانسي التجربة الأولى في مسيرة فينغر التدريبية كمدير فني، وقبلها عمل مساعدًا في فريق كان بالدرجة الثانية. 

وعلى الرغم من خبرته القليلة في عالم التدريب وضعف الامكانيات المادية للنادي إلا أنه نجح في موسمه الأول في قيادة الفريق لاحتلال الثاني عشر في الترتيب. في الموسم التالي تفادي نانسي الهبوط بصعوبة بعد خوض مباراتين فاصلتين. 

باع الفريق أفضل لاعبيه قبل بداية موسم 1986/1987 وواجه فينغر صعوبة كبيرة لتحقيق نتائج إيجابية ليهبط النادي إلى الدرجة الأدنى. في الموسم التالي توّج المدرب الفرنسي يلقب الدوري مع فريقه الجديد موناكو

بوبي روبسون :إقالة على صفحات الجرائد

 

36 عامًا قضاها سير بوبي روبسون في منصب المدير الفني، حقق خلالها ألقابًا عديدة في دوريات ومسابقات مختلفة في كل من إنجلترا والبرتغال وإسبانيا وهولندا. 

ورغم مسيرته الحافلة، كانت بدايته التدريبية كارثية. تعاقد فولهام مع روبسون في يناير عام 1968. واجه الفريق صعوبات كثيرة خلال هذا الموسم وهبط إلى الدرجة الثانية.

في الموسم التالي، لم يقدم الفريق بداية جيدة وتراجع إلى المركز الثامن في الترتيب، لتقرر إدارة النادي الاستغناء عن خدمات المدرب بعد تعيينه بعشرة أشهر. 

الطريف في هذه القصة أن الإدارة لم تبلغ روبسون بقرارها. اكتشف المدرب الخبر من الصحف في اليوم التالي

 

يواخيم لوف.. إخفاق في الداخل والخارج

 

يقود يواخيم لوف المنتخب الألماني منذ عام 2006 وحتى الآن. وخلال هذه الرحلة الطويلة حصد اللقب الأغلى في عالم الكرة حين توّجت ألمانيا بلقب المونديال عام 2014.

قبل بدء رحلته مع المانشافت، واجه لوف صعوبات كثيرة في عالم التدريب. ولعل أسوأ لحظاته كانت مع كارلسروهر بالدرجة الثانية في ألمانيا. استلم لوف مهامه في اكتوبر عام 1999 ولكنه لم ينجح في الحفاظ على مقعده حتى نهاية الموسم.  اضطرت إدارة النادي لإقالته قبل نهاية المسابقة بسبع جولات عندما كان الفريق يقبع في المركز الأخير.

انتقل لوف إلى تركيا لقيادة اضنة سبور ولكنه فشل في تحقيق أي فوز مع الفريق خلال أربعة أشهر ليخسر المدرب الألماني منصبه مجددًا.

 

رافايل بينيتيز.. موسمان للنسيان

 

قبل أن يقود رافايل بينيتز فالنسيا للتتويج بالليغا، وليفربول للفوز بدوري أبطال أوروبا واجه المدرب الإسباني بعض اللحظات الصعبة.

أقالت إدارة بلد الوليد بينيتيز من منصبه بعدما حقق فوزين فقط خلال 23 مباراة عمل فيها مع الفريق في موسم 1995/1996، وكان الفريق وقتها يتذيل ترتيب المسابقة.

تكرر الأمر في الموسم التالي، انتقل المدرب لقيادة فريق أوساسونا في الدرجة الثانية لكنه لم يحقق إلا فوزًا يتيمًا خلال 9 مباريات.

بعد نهاية مرحلة التعثّر، قدم بينيتز نفسه كأحد أهم المدربين على مستوى العالم في بدايات القرن الحالي بعدما حصد 13 لقبًا مع ستة أندية مختلفة

دييغو سيميوني : إخفاقات مبكرة

 

مر دييغو سيميوني بمصاعب جمة في بداية مسيرته التدريبية. في نوفمبر 2008 استقال من تدريب ريفربلايت الأرجنتيني بعد سلسلة من النتائج السلبية حيث لم يحقق الفريق أي فوز في 11 مباراة متتالية، ليتراجع ترتيبه ويحتل المركز الاخير في الترتيب قبل نهاية الموسم بست جولات فقط.

 بعد خمسة أشهر، تولي دييغو قيادة فريق سان لورنزو. ولم تختلف هذه التجربة عن سابقتها كثيرًا. حيث ترك المدرب منصبه بعد أقل من عام بسبب تراجع النتائج وتعرضه للعديد من الانتقادات. 

بعد 3 أعوام و7 أشهر، انتقل  سيميوني لقيادة فريق أتليتكو مدريد الإسباني ليبدأ معه رحلة مستمرة حتى يومنا هذا، نجح خلالها في مزاحمة ريال مدريد وبرشلونة على الألقاب المحلية حيث توج بالدوري مرة واحدة موسم 2013/2014 وبالكأس موسم 2012/2013 وبالدوري الأوروبي مرتين موسمي 2011/2012 و2017/2018.