
تقاسيم وجهه ومُحياه تروي حكايات عن إنجازات كثيرة تركها أينما حل. الفرنسي هيرفي رينار.. "عاشق التحديات"، حَلَّ في دبي للمُشاركة في الماراثون العالمي، واضعاً بصمته في إحدى أبرز التظاهرات الرياضية التي تحتضنها الإمارات العربية المتحدة.
فَتح رينار قلبه لـ "الشرق" وتحدث في مواضيع عدة، كاشفاً عن الوجه الآخر لأكثر مدربي القارة السمراء تتويجاً بالألقاب في العقد الأخير. كما كشف عن الأهداف والتحديات التي تنتظره في تجربته الجديدة بالقارة الآسيوية مع المنتخب السعودي، معرباً عن إعجابه بالمستوى الجيد لجميع الفئات العمرية لمنتخبات كرة القدم في المملكة.

كُنت من الوُجوه اللامعة التي شاركت في النسخة الواحدة والعشرين من ماراثون دبي، هل لك أن تحدثنا بإسهاب عن هذه التجربة؟
(مُبتسماً) تَعرفون جيداً علاقتي بالرياضة والتحديات، أعشق كُل شيء مُرتبط بالأنشطة الرياضية، وأعيش من أجل ذلك. واعتبر المُشاركة في سباق الماراثون من أكثر الأمور التي تستهويني وتُثيرني. أجد في ذلك مُتعة كبيرة، لأن مُجرد التفكير والقيام بدخول غمار المشاركة في سباق ماراثون، يُساهم في الرفع من التحدي، وهذا ما يدفعني في كل مرة للقيام به.
ماذا عن هذه النسخة من ماراثون دبي، كيف ترى الجوانب التنظيمية لهذا الحدث؟
سارت الأمور على أكمل وجه واستمتعنا بالمشاركة في هذه النسخة. إذا كُنت مُخولاً إبداء رأيي المُتواضع، كُنت أفضّل أن يكون المسار مُغايراً نوعاً ما، بدل وضع المسار الدائري. كُنت أمنّي النفس بالوصول إلى نخلة الجميرة، لكنني أعتقد بأن ذلك لم يَكن مُمكنا من الناحية التنظيمية. على العُموم، أود أن أتوجّه بالتهنئة للجنة المنظمة التي سهرت على إنجاح هذا الحدث العالمي.
بعد مسيرة حافلة في إفريقيا، بدأت تجربة جديدة في آسيا مع المنتخب السعودي. كيف ولماذا اتخذت هذا القرار الذي كان مُفاجئاً لكثيرين؟
كي أكون صادقاً، شعرت بحاجة ماسة للتغيير، أردت اكتشاف أمور جديدة وركوب تحديات أخرى. لطالما كُنت ذلك الشخص الذي يهوى التحديات الجديدة، ولا أهابها بطبيعة الحال. تواجدي هُنا بالقارة الصفراء، لا يَعني أبداً أنني لن أعود يوماً إلى إفريقيا، بل على العكس من ذلك.
بعد قضائك قُرابة نصف العام على رأس الطاقم الفني للمنتخب السعودي الأول، كيف وَجدت مستوى كُرة القدم في منطقة الخليج العربي، خاصة بعد المشاركة الأخيرة في "كأس الخليج"؟
السعودية تمتلك كُرة قدم بإمكانات هائلة، خاصة على المستوى التقني والفني، كما أنها تزخر بلاعبين وطاقات بمستوى كبير.
المنتخب السعودي للشباب (تحت 19 سنة) على سبيل المثال، تَمكّن من الظفر بلقب كأس آسيا العام الماضي، والمنتخب الأولمبي (تحت 23 سنة) يُقدم مُستويات كبيرة في نهائيات كأس آسيا، ببلوغه المُباراة النهائية، كُل هذه الأمور أعتبرها بمثابة بوادر خير للمُستقبل.
لا أخفيكم سراً أنني جئت إلى السعودية لهذا السبب، لمعرفتي المُسبقة بما يتوافر من طاقات كبيرة يُمكن استثمارها على المدى البعيد. وبكل صدق وأمانة، أعتقد أنه بإمكاننا تحقق أمور عظيمة مع الأخضر السعودي.
ما النقاط المُشتركة بين كُرة القدم في إفريقيا وآسيا، وتحديداً في المملكة العربية السعودية؟
الشيء المُشترك بين إفريقيا والسعودية هو الشغف. في المملكة يتنفسون ويعيشون من أجل كُرة القدم، الشعب يهوى كُرة القدم بشكل جُنوني، هذا الأمر يُعتبر قاسماً مُشتركاً بين الطرفين.
عندما يَكون هُناك الشغف والرغبة، بإمكاننا أن نعيش الأمر بعواطف جياشة. أعتبر كُرة القدم شديدة الارتباط بالشغف والعاطفة.
ما الأهداف التي تطمح إلى تحقيقها مع "الأخضر" السعودي؟
تَشهد كُرة القدم في المملكة في الآونة الأخيرة انتعاشاً كبيراً. كما تَابع الجميع، حَقق المنتخب الأولمبي (تحت 23 سنة) التأهل للمشاركة في أولمبياد طوكيو. وجاء التأهل بالنتيجة والأداء، وأجمع الكُل على قوة المنتخب السعودي.
هذا ما يُشكل جسر عبور نحو نتائج وإنجازات جيدة في المستقبل. الهدف المُسطر في الوقت الحالي واضح، وهو تحقيق التأهل إلى نهائيات كأس العالم 2022، وبعد ذلك لكل حادث حديث. وما أستطيع التأكيد عليه هو أننا في السعودية نملك إمكانات وطاقات كبيرة، المطلوب مني أن أعمل لاستثمارها بأكمل وجه.
بعد أكثر من عشرين سنة أمضيتها في القارة الإفريقية، كيف تعيش هذا التغيير في نمط الحياة؟
(مُبتسماً) أملك ميزة القُدرة على التأقلم مع كُل الظروف والأجواء. أتواجد في المملكة العربية السعودية لتحقيق مجموعة من الأهداف، وأسعى جاهداً لكتابة اسمي في تاريخ كُرة القدم بالسعودية، وأنا على يقين بأن ذلك سيأتي ثمرة للعمل الذي نَقوم به. لا أستطيع الاستغناء عن المنافسة وكُرة القدم، أعيش من أجل ذلك وأطمح للنجاح دائماً.




