المقاعد الأوروبية في البريميرليغ.. سباق متخم بالمنافسين

time reading iconدقائق القراءة - 2
مدرب مانشستر سيتي بيب جوارديولا خلال مباراة الدوري الإنجليزي لكرة القدم بين تشيلسي ومانشستر سيتي في ستامفورد بريدج في لندن  - AFP
مدرب مانشستر سيتي بيب جوارديولا خلال مباراة الدوري الإنجليزي لكرة القدم بين تشيلسي ومانشستر سيتي في ستامفورد بريدج في لندن - AFP
القاهرة -محمد فتحي

إذا كان ليفربول قد حسم لقب الدوري الإنجليزي الممتاز مبكراً، فإن الصراع على حجز المقاعد المؤهلة لدوري الأبطال والدوري الأوروبي ما زال مشتعلًا بين فرق عدة.

وزاد من قوة تلك المنافسة، قرار الاتحاد الأوروبي لكرة القدم بحرمان مانشستر سيتي من المشاركة في المنافسات الأوروبية لمدة عامين، بسبب انتهاكه قواعد اللعب المالي النظيف. وهو القرار الذي تقدم السيتزنز باستئناف ضده لدى المحكمة الرياضية، محاولاً إلغاءه أو تخفيض مدة العقوبة.

احتمالات متعددة  

تنص لوائح الاتحاد الأوروبي على تأهل الفرق الأربعة الأولى في ترتيب البريميرليغ إلى دوري المجموعات بدوري أبطال أوروبا. أمّا خامس الترتيب وبطل كأس الاتحاد فيتأهلان إلى مرحلة المجموعات بالدوري الأوروبي، في حين يتأهل بطل كأس كابارو إلى المرحلة الثانية من تصفيات الدوري الأوروبي، ليصبح إجمالي عدد الفرق الإنجليزية المشاركة في البطولات القارية سبعة فرق.

ومع استبعاد مانشستر سيتي، الذي يحتل المركز الثاني في جدول الترتيب خلف ليفربول، سيكون بإمكان صاحب المركز الخامس المشاركة في النسخة المقبلة من دوري الأبطال، الأمر الذي سيتيح لصاحب المركز السادس التأهل مباشرة إلى مرحلة المجموعات بالدوري الأوروبي. 

ولم يكتفِ مانشستر سيتي بمنح الفرصة لسادس الترتيب فقط للمشاركة الأوروبية، بل فتح الباب أمام صاحب المركز السابع أيضاً بعد فوز كتيبة غوارديولا بكأس كابارو التي يتأهل بطلها إلى المرحلة الثانية من تصفيات الدوري الأوروبي، وإذا رفضت المحكمة الرياضية الاستئناف المقدم من سيتي، فسيذهب هذا المقعد إلى سابع الدوري.

وهناك احتمالية بأن يحجز صاحب المركز الثامن مقعداً أوروبياً هو الآخر، بسبب تأهل كل من مانشستر سيتي وتشيلسي وأرسنال ومانشستر يونايتد إلى نصف نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي. وإذا فاز فريق من أصحاب المراكز الخمسة الأولى بهذه البطولة، فلن يكون بإمكانه المشاركة في الدوري الأوروبي بسبب تأهله إلى دوري الأبطال، ليفتح الباب أمام ثامن الترتيب للمشاركة الأوروبية. 

ويتواجد كل من سيتي وتشيلسي في المراكز الخمسة الأولى من الترتيب، في حين يحتل مانشستر يونايتد المركز السادس، ويتواجد أرسنال في المركز العاشر من الترتيب. 

أطراف المنافسة

لم يحسم أي فريق مقعده في المنافسات الأوروبية حتى الآن، باستثناء بطل الترتيب ليفربول الذي حصد 86 نقطة، وتفصله 23 نقطة عن أقرب منافسيه مانشستر سيتي.

إذا استبعدنا السيتزنز من الحسابات بسبب قرار الاتحاد الأوروبي، فإن ليستر سيتي هو المرشح الأبرز لحجز البطاقة الثانية المؤهلة إلى دوري أبطال أوروبا. ويحتل الفريق المركز الثالث في الترتيب برصيد 55 نقطة. 

الأزمة الكبيرة التي تواجهها كتيبة المدرب بريندان رودجرز، هي عدم تحقيقها أي فوز منذ استئناف المباريات. وتعادل ليستر في الجولتين الماضيتين من الدوري مع واتفورد وبرايتون. ويخوض الفريق مواجهات صعبة في الجولات السبع المتبقية من الدوري مثل مباراته أمام أرسنال وشيفيلد يونايتد وإيفرتون. 

ويملك تشيلسي فرصة كبيرة للتأهل إلى المنافسات الأوروبية. يحتل البلوز المركز الرابع في ترتيب الدوري برصيد 54 نقطة. كما نجح الفريق في بلوغ نصف نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي. 

وقدم الفريق الذي يقوده المدرب الشاب فرانك لامبارد أداءً جيدًا في الجولات الأخيرة من الدوري، حيث فاز على مانشستر سيتي في الجولة الماضية (2-1) وبالنتيجة نفسها تفوق على أستون فيلا في الجولة التي سبقتها. 

أقرب الفرق إلى تشيلسي هو ولفرهامبتون الذي يقدم موسماً مميزاً بقيادة مديره الفني البرتغالي نونو سانتو. يحتل الوولفز المركز السادس في الترتيب برصيد 52 نقطة، لكنّه يواجه العديد من المباريات القوية في الجولات المقبلة من الدورين، حيث سيصطدم بأرسنال وشيفيلد يونايتد وتشيلسي أيضاً.

ويشارك الفريق في منافسات الدوري الأوروبي، وتعادل إيجابياً في ذهاب دور الـ16 خارج ملعبه مع فريق أوليمبياكوس اليوناني. 

مانشستر يونايتد لديه فرصة كبيرة لحجز بطاقة أوروبية في الموسم الجديد. يحتل الفريق المركز السادس برصيد 49 نقطة، وأغلب مبارياته المتبقية هذا الموسم مع فرق في النصف الثاني من جدول الترتيب. 

إضافة إلى ذلك، حجز الشياطين الحمر مقعداً في نصف نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي، كما اقترب الفريق من العبور إلى ربع نهائي الدوري الأوروبي بعد فوزه خارج ملعبه بخماسية نظيفة على لاسك النمساوي في ذهاب دور الـ16 من البطولة. وكان مانشستر يونايتد قد توّج بلقب هذه البطولة في العام الماضي. 

وتفصل سبع نقاط كاملة بين توتنهام سابع الترتيب وبين المركز الخامس المؤهل لدوري الأبطال، لكنّ السبيرز قد يحجز مقعداً في الدوري الأوروبي الموسم المقبل. 

ويحتل الفريق المركز السابع برصيد 45 نقطة، وودع سبيرز كل البطولات التي شارك فيها ليتفرغ في الفترة المقبلة لمنافسات البريمييرليغ فقط.

الفوارق القليلة بين الفرق تمنح بيرنلي ثامن الترتيب وشيفيلد يونايتد التاسع وآرسنال العاشر فرصة بسيطة للمنافسة على مقعد أوروبي. 

وحصد بيرنلي 45 نقطة ولكنه خاض مباراة أكثر من شيفيلد الذي حصد 44 نقطة، ومباراة أكثر من أرسنال الذي حصد 43 نقطة. 

سيناريو آخر

هناك سيناريو آخر، قد يعيد ترتيب الأوراق بشكل مختلف تماماً، لكنّ احتمالات حدوثه قليلة. إذا فاز فريقان إنجليزيان بدوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي هذا الموسم، ولم يتواجدا في المراكز الأربعة الأولى من ترتيب الدوري، فهذا الأمر يعني ببساطة أن صاحب المركز الخامس في الترتيب (أو الرابع إذا وافقت المحكمة الرياضية على استئناف مانشستر سيتي) لن يكون قادراً على التأهل إلى دوري الأبطال.

وتنص لوائح الاتحاد الأوروبي على تأهل بطل الشامبيونزليغ وبطل اليوروباليغ مباشرة إلى النسخة المقبلة من دوري الأبطال، بغض النظر عن مركز كل منهما في المسابقة المحلية. وإذا كان البطلان من إنجلترا، كما حدث الموسم الماضي، ولم يتواجدا في المراكز الخمس الأولى، فستنضم إليهما الفرق أصحاب المراكز الثلاثة الأولى في الترتيب، ليصبح إجمالي الفرق الإنجليزية المشاركة في دوري الأبطال خمسة فرق، وهو الحد الأقصى المسموح به لأي دوري.

ورغم وجود فريقين في الدوري الأوروبي من خارج الأربعة الأوائل في جدول الدوري وهما مانشستر يونايتد وولفرهامبتون. واقترابهما من التأهل إلى الدور ربع النهائي إلا أن العقبة أمام تنفيذ هذا السيناريو تتمثل في دوري الأبطال.

ويتواجد فريقان إنجليزيان في دوري الأبطال هما: مانشستر سيتي وتشيلسي، وإذا استبعدنا السيتزنز من الحسابات بسبب قرار تجميده، فإن فرص تشيلسي في العبور إلى ربع النهائي ضعيفة بسبب هزيمته في ذهاب دور الـ16 على ملعبه بثلاثية نظيفة من بايرن ميونيخ.

هذه الاحتمالات المتعددة ستشعل الصراع بين فرق المسابقة في الجولات السبع المتبقية من الموسم الحالي، الذي يشهد أيضاً صراعاً آخر محتدماً للهروب من الهبوط.